يعيش الشارع الكروي حالة من الندم الشديد بسبب ضياع ساعتين وأكثر من وقتهم من متابعة قمة القاع.. نعم قمة القاع التي جمعت الزمالك بالأهلي لم نر فيها ما يشفع للفريقين والملايين التي يحصل عليها المدربون واللاعبون.. وامتد الحزن لاستاد الجيش الذي يستقبل لأول مرة قمة الفريقين المدعوين بالأفضل في الشرق الأوسط والتي لا يعتز بإقامتها كونها لن تترك سيرة كروية حسنة. ضاعت الشخصية! كشف هذا اللقاء عن ضياع شخصية الفريقين فلا الأهلي هو الذي نعرفه ولا حتي الزمالك.. خطوط مفككة وأخطاء بالجملة وخوف غير مبرر!! بالرغم من أن كل المؤشرات والمعطيات التي سبقت المباراة تقول إن اللقاء يفترض أن تغلفه المتعة الكروية من كل الجوانب بعد أن انتهت ضغوط الموسم بإحراز الأهلي اللقب قبل نهاية الدوري بأسبوعين وبالتالي فهو أمام فرصة عظيمة لكي يلعب باستمتاع أكثر ويقدم لاعبوه فاصلا كرويا متميزا ينتهون به الموسم بشكل فعلي ويتوجوا مجهوداتهم بتحقيق الفوز في البطولة الخاصة التي تجمع الفريقين. ونفس الحال بالنسبة للزمالك الذي دخل اللقاء بدوافع أكبر لتحقيق الفوز بعد أن طار منه درع الدوري وانتقل إلي "دواليب" الجزيرة وبالتالي عليه أن ينسي جماهيره ضياع اللقب الذي قبض عليه في الموسم الماضي بكل بجدارة.. لكن الجميع فوجئوا بأن الزمالك يرفض أن يكون أفضل من الأهلي والاثنين لا يريدان للجماهير أن تستمتع أو حتي تشعر بالسعادة في العيد! المدربان مثل اللاعبين! لم تظهر بصمة المدرب الهولندي مارتن يول علي أداء الأهلي.. وكأن الفريق يلعب بلا مدرب وللحقيقة أقول إن أداء الأهلي مع عبدالعزيز عبدالشافي أفضل بكثير مما يقدمه مع المدرب الهولندي الذي "يلهف" ملايين الدولارات من الخزينة الحمراء بل ويطالب بالمزيد عند تجديد العقد.. فقد أشرك صبري رحيل الظهير الأيسر وهو بعيد كل البعد عن مستواه حيث ظهر وزنه الزائد وضعف لياقته البدنية الأمر الذي جعله يرتكب أخطاء بالجملة.. ولولا الهدوء الزائد الذي ظهر عليه الحكم النرويجي لنال صبري رحيل البطاقة الحمراء في الربع ساعة الأولي من الشوط الثاني.. كما كان أداء خط الوسط الأهلاوي بعيدا عن المستوي المعروف حيث غابت المساندة الحقيقية لخط الهجوم وهنا ظهر تأثير غياب عبدالله السعيد بشكل جليّ.. فلم نجد تسديدة واحدة حقيقة علي المرمي الأبيض "تبل ريق" المتابعين وتشعرنا أننا نتابع فعلا لقاء قمة الكرة المصرية.. ولا قدموا المساندة الحقيقية للمهاجم الوحيد عمرو جمال الذي كان من مفاجآت "يول" وظهر أيضا بعيدا عن مستواه لغيابه عن الملاعب وافتقاره للياقة البدنية وحساسية الأداء.. فانتهت كل الكرات المشتركة معه لصالح مدافعي الزمالك! أما فريق الزمالك فهو لم يكن الأفضل إلا في الأوقات الأخيرة عندما اقتربت المباراة من لفظ أنفاسها الأخيرة لكنه لم يقدم المستوي الذي يليق بفريق حاصل علي اللقب في الموسم الماضي ويسعي للفوز باللقب الأفريقي للأندية الأبطال.. فلا يستطيع أي فرد أن يختار أحسن لاعب من الفريق الأبيض حاله في ذلك حال الفريق الأحمر.. فالكل سواسية وكأنهم يقدمون تقسيمة بين الأحمر والأبيض بأحد مراكز الشباب دعوة من أحد أعضاء البرلمان الذين ظهروا علي الشاشات نائمين في رمضان!! النرويجي أحسن لاعب يستحق الحكم النرويجي ستيفن أودفار وطاقمه الفوز بلقب أحسن لاعب في المباراة حيث ظهر بمستوي عال من اللياقة البدنية كونه قادما لتوه من إدارة مباريات يورو 2016 وفي نفس الوقت تمتع بهدوء أعصاب يحسد عليها.. ولو أحدا غيره لزادت البطاقات الصفراء ولخرجت أكثر من بطاقة حمراء.. كما يحسب للحكم النرويجي قربه من كل الكرات خاصة الخطرة وفي المواقع الحساسة والمهمة. تمثيليات الفاشلين! إلي متي سيظل لاعبونا يمثلون في الملعب تمثيليات سخيفة مثلما نري علي شاشات التليفزيون من المسلسلات الهابطة ومعها الأفلام في السينما.. كل هذا في محاولة لخداع الحكم وفي نفس الوقت إثارة المدرجات ونسوا أن هذا التمثيل الردئ يسيء لهم ويؤكد ضعف مفهومهم الاحترافي ونقص في اللياقة البدنية وأيضا الذهنية وغياب الجانب السيكولوجي الذي لا يجد اهتماما من قبل المسئولين! فقد ضاع وقت كبير في مثل هذه التمثيليات التي تنعكس بشكل سلبي علي الأداء وساهمت بلا شك في المستوي الباهت الذي ظهر عليه الفريقان! نخشي علي المنتخب خرجت من مشاهدة لقاء الأمس ومعي الكثيرون وكلي شعور بالخوف والقلق علي المنتخب القومي وهو يستعد لخوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018 نظرا لأن القوام الأساسي للمنتخب القومي يتكون من لاعبي الفريقين الذين يمثلون حوالي 80% من قائمة المنتخب.. حيث كانت مؤشرات الأداء الخاصة بالمنتخب يحددها في كثير من الأحيان مستوي لاعبي الأهلي والزمالك.. وهذا الأمر يتطلب جهودا كبيرة سواء من اللاعبين أو الأجهزة الفنية لاستعادة مستواهم قبل بداية مشوار التصفيات التي لن ترحم بعد أن وقع المنتخب في مجموعة قوية سيكون الصراع فيها علي أشده.. وبالتالي لا يبشر المستوي الذي ظهر عليه الأهلي والزمالك في لقاء أمس الأول بالخير لكننا سنظل نتمسك بالأمل. الاحتراف الوهمي هو السبب! أدعو اتحاد الكرة إلي سرعة تطبيق الاحتراف الخاص بمسابقة الدوري وأن تسلك الأندية الطريق لتطبيقه خاصة وأن المهلة التي منحها الاتحاد الأفريقي لمصر سوف تنتهي هذا العام.. صحيح بدأنا لكن بنفس الأسلوب الذي تعيشه.. لا تنظيم ولا إدارة وكل شيء ماشي بالفهلوة!! عموما دعونا نعود للتفاول من جديد لكن برده هذا لن يمنعنا أن نقول.. بأن القمة كانت في القاعة.. وقد سبق وقلت في تقديم المباراة.. لو هناك نتيجة رابعة غير فوز أحد الفريقين والتعادل.. لخسر الفريقان.. وها هم يؤكدون ذلك بعد لقاء باهت خرج منه الفريقان "أصفار"!!