مصر المحروسة البلد الوحيد الذي احتفظ باسمه منذ نزل به حفيد سيدنا نوح "مصرايم" لتسمي باسمه دون تغيير أو تبديل ويؤكد القرآن الكريم هذا الاسم حيث تكرر اسم "مصر" تكريما وإعظاما 5 مرات في كتاب الله حيث قال سيدنا يوسف لاخوته ووالديه "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" لتشرف مصر به وبوالده سيدنا يعقوب عليهم السلام. ويفتخر فرعون موسي بأنه حاكم لمصر فيقول عنه القرآن وهو يخاطب وزراءه وقومه "اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي".. ولم يقل نهر النيل بالافراد بل جمعه وسماه أنهارا والموضع الثالث "وقال الذي اشتراه من مصر".. والموضع الرابع في سورة يونس حيث اوصي الله الي سيدنا موسي وأخيه هارون عليهما السلام ان يتبوأ قومه بمصر بيوتا ويجعلوها قبلة.. وأوحينا الي موسي وأخيه ان تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبله واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين.. وجاءت المرة الخامسة منونة حيث اختلف العلماء في المقصود بها هل هي مصر أو أي مصر من الامصار حيث قال تعالي علي لسان سيدنا موسي لقومه "اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم" وشرف القرآن مصر في ثمانية وعشرين موضعا بالكناية دون الاسم الصريح الذي تكرر خمس مرات منها ما ذكره الله عن سيدنا عيسي وامه حين حضر الي مصر فقال عنهما.. وآويناهما الي ربوة ذات قرار ومعين.. وسماها الارض في أكثر من موضع مثل قول سيدنا يوسف للعزيز "اجعلني علي خزائن الارض اني حفيظ عليم" وقول سيدنا موسي لقومه "اسكنوا الارض التي كتب الله لكم" وذكر الله عنها ان مصر بلد الكنوز والزروع والمقام الكريم "كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين" سورة الدخان أما في سورة الشعراء استبدل كلمة كنوز بكلمة الزروع حيث قال "فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم.. ومن فضل مصر في القرآن قسم الله تعالي بجبلها الذي تجلي عليه جبل الطور المبارك "والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجو" سورة الطور وكذلك في سورة التين "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين" وذكر الله سيناء مرة اخري في قوله تعالي "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين".. سورة المؤمنين وتكلم القرآن عن الوادي المقدس بسيناء حيث يقول الله تعالي لسيدنا موسي "فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوي" سورة طه واثبت الله البركة فيما حول جبل الطور والوادي المقدس طوي حيث قال "فلما جاءها نودي ان بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين" سورة النمل والمكان الوحيد في العالم الذي تجلي فيه الله "فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا" اما في السنة النبوية فيكفي حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم اذا فتحتم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم وزوجاتهم في رباط دائم الي يوم القيامة وقبل حضرة النبي صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم هدية المقوقس حاكم مصر الذي ارسل اليه كتابا يدعوه للاسلام فأرسل اليه حمارا وجاريتين مارية القبطية أي المصرية وسيرين وعلا فتزوج السيدة مارية وانجبت له سيدنا ابراهيم الذي توفي وهو طفل صغير فحزن عليه حزنا شديدا وفرح بفتح مصر سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" ونزل بها مئات من الصحابة منهم سيدنا الحسن وسيدنا الحسين في مسيرتهما الي الجهاد في شمال افريقيا رضي الله عنهم وتضم منطقة البهنسا بالمنيا عشرات الصحابة المدفونين بها وكثير من الصحابة مدفونون في اماكن عديدة حول مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه وفي سفح المقطم الذي اشترط في عقد تسليم فتح مصر الا يبني فيه لانه سفح مبارك فوافق علي ذلك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي صفط تراب التي سميت باسم الصحابي الجليل صفط تراب وهو من اهل الصفة وفي المنزلة وفي غيرها مما لايحصي بكل انحاء مصر. وحين طلب يزيد من سيدتنا زينب "رضي الله عنها" بنت سيدنا علي كرم الله وجهه وابنة مولاتنا الزهراء "رضي الله عنها" طلب منها ان تغادر المدينةالمنورة حتي لا يثور الناس عليه فاختارت مصر حيث استقبلها حكامها من العريش بترحاب وتعظيم ومعها اهل البيت السيدة سكينة رضي الله عنها والسيدة فاطمة النبوية رضي الله عنها ومكثت في مصر من شهر شعبان سنة 60ه الي أن توفيت رضي الله عنها في رجب سنة 61ه فشرفت بها مصر وبمن معها من اهل البيت الكرام.