الفساد في بعض مؤسساتنا التعليمية الخاصة يزكم الأنوف وتدار "كالتكية" أحياناً وكما يريد العميد ومن يدور معه من المستفيدين في الوقت الذي تختفي فيه بشكل جلي الرقابة من الوزارة المسئولة التعليم العالي. الذي يدعوني إلي تناول هذا الموضوع ما حدث في أقدم معهد للخدمة الاجتماعية بمصر بمدينة نصر الذي تأسس عام 1937 وتخرج فيه العديد من رواد العمل الاجتماعي حيث اكتشف الدكتور أحمد عليق العميد الجديد الذي تولي منصبه قبل 6 أشهر تقريباً هدراً مالياً من الإدارة السابقة بحسب المذكرة التي أرسلت لوزير التعليم العالي د. أشرف الشيحي. وبدأ الرجل القادم من جامعة حلوان حيث كان عميداً لكلية الخدمة الاجتماعية تطبيق سياسة إصلاح مالي وأكاديمي من واقع خبراته السابقة ودخل عش الدبابير بالمعهد بمواجهة المستفيدين الذين كانوا يوزعون المكافآت علي مجموعة بعينها في غياب واضح للعدالة الأكاديمية والاجتماعية. أوقف صنبور الهدر والمخالفات التي كانوا يكتبونها لأنفسهم كان أحدهم يحصل علي مكافأة نصف مليون جنيه وتبارت شلة المستفيدين في كتابة الشكاوي الكيدية ضد الدكتور العليق أحد أكفأ علماء التخطيط الاجتماعي بمصر ليس هذا فقط بل ان طاقم السكرتارية كانوا يحصلون علي مكافأة 10 آلاف جنيه شهرياً. أما أحد المديرين فكان يحصل علي مكافأة تصل إلي 150 ألف جنيه. الوزارة تواجدت علي الخط مع تولي الدكتور العليق في يناير الماضي وحولت مجموعة من المسئولين السابقين إلي مجالس تأديب نظير المخالفات التي ارتكبوها واستطاعت الإدارة الجديدة أن تخفض العجز من 8 ملايين إلي 4 ملايين جنيه وسط توقع بأن تتوازن الأمور تماما في سبتمبر القادم ونجحت مع العميد الدكتور أحمد العليق في وضع استراتيجية لخدمة المجتمع في مدينة نصر المحيطة بالمعهد كجزء من تنمية المجتمع. السؤال الآن للدكتور أشرف الشيحي أمل الطلاب الذين يصل عددهم ل 12 ألف طالب وطالبة بالمعهد فتح ملف المخالفات والعمل علي مساعدة هذه المؤسسة التعليمية في النهوض ومحاسبة المسئولين الذين أهدروا ميزانية المعهد الذي أسسها الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية ويترأسها الدكتور فوزي النجار الوكيل الأسبق لوزارة الشئون الاجتماعية ومساعدة رجل أكاديمي يسعي للإصلاح وليس للنهب الرسالة مفتوحة للوزير الشيحي فهل يقرأها؟