الفن هو وجدان الشعوب.. وبلاد الدنيا يقاس تطورها وتحضرها بمستوي رقي فنها.ومنذ القدم كان في عهد الفراعنة الفن في أشكاله المختلفة يبرهن علي حضارتهم الراقية وتذوقهم الفني العالي المستوي.. ونحن كنا ومازلنا نتباهي ونفتخر بفترة الستينات وهي مرحلة العمالقة في كل الفنون كانت أم كلثوم الملقبة بكوكب الشرق تجوب العالم العربي والغربي بفنها المبهر.كنا نعيش فترة عبد الوهاب وعبد الحليم وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة وفريد الاطرش ومحمد فوزي وغيرهم من عمالقة الطرب وتم تشكيل وجداننا من خلال أدباء موهوبين بدءاً من عباس العقاد وطه حسين واحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وثروث أباظة ويوسف ادريس وتوفيق الحكيم وغيرهم من عمالقة الأدب وصولاً إلي صاحب نوبل العبقري نجيب محفوظ وهو أول أديب في العالم العربي يحصل علي تلك الجائزة للمستوي الادبي الرائع والرقي في الأهداف والاسلوب حيث فرض نفسه كمصري علي كل مكتبات العالم تقريباً ومنذ بدء الإرسال التليفزيوني في مصر كانت إدارته حريصة كل الحرص علي اختيار البرامج والمسلسلات الهادفه والراقية التي كانت تمس وجدان المواطن وتعبر عن هويته الحقيقية وفي المناسبات الدينية كشهر رمضان كنا نعيش بحس مرهف ونحن نتابع مسلسلات عظيمة علي سبيل المثال ¢محمد رسول الله ¢ وغيرها من المسلسلات الدينية والاجتماعية.... بينما نحن اليوم نعاني من التلوث السمعي والبصري في كل المجالات الفنية وللاسف الشديد أصبح هذا التيار المتدني في الفن لديه القدرة علي تشكيل وجداننا خاصة الشياب وأصبحنا تدريجياً نعتاد علي سماع أسوأ وأحط الحوارات الدرامية التي تنهش في عقول أطفالنا وشبابنا بكل قسوة وعناد متعمد وكأنها مؤامرة مخططه لإفساد الذوق العام والتخلص من القدوة التي كانت تمثل بالنسبة لنا القيم والمباديء وروح الانتماء وكل الخصال الراقية والتي كانت تعبر عن معاني الشهامة والاحترام والتأدب والالتزام وتعمق في صدورنا مشاعر الحب النظيف والانتماء الحقيقي لبلدنا والكارثة الكبري أن هؤلاء المفسدين أصبحوا يتسابقون لكي يبثوا سمومهم من خلال الشهر الكريم فأصبحنا نفاجأ بأقذر الكلمات وأحط المعاني التي تتداول علي شفاه المثليين من خلال حواراتهم وأصبحنا نري ونسمع التلميحات الجنسية بصورة مقززة تجعل المشاهد يكاد يتقيأ من الغيظ والدهشة والذهول لمايحدث أمامه علي شاشات الفضائيات التي أصبح أغلبها لايعنيها حجم التأثير السلبي علي أبنائنا بقدر شراهتهم علي المال بكل الطرق مهما كانت الوسيلة.. نحن نعاني من كارثة فنية بحق.يجب ملاحقتها والتصدي لها قبل أن تتفحل وتصبح مستحيلة الانضباط فيما بعد اذا ماحاولنا مواجهتها.. كل ذلك يتم بحجج زائفة علي غرار حرية الرأي والفن الواقعي وكأن واقعنا عبارة عن مصطلحات بذئية وأنفس مريضة ووجدان لايعترف بالقيم والمباديء فنجدهم يمزقون عن عمد كل الروابط الانسانية والاجتماعية فنشاهد العقوق وكأنه هو التكوين الأساسي للاسرة المصرية ونري الجنس المتبجح والعلاقات الاثمة بلاضوابط اجتماعية ولاثقافية.. أصبحنا نعيش وسط فراغ فني ثقافي أصا بنا بخلل في وجداننا بسبب هؤلاء المرتزقة المغرضين والذين توحشوا لانهم لم يجدوا من يتصدي لهم حماية لنا ولأمننا القومي.. ماهذا الابتذال ؟!.. في نقل صورة واقعنا الحقيقي وكأن الكتاب والنغم الراقي وريشة الفنان قد تحول في يد أبنائنا إلي مسدسات وبنادق وسكاكين ومطاوي ناهيك عن التعبيرات والحوارات القذرة والمتدنية هؤلاء المفسدون يجب أن يختفوا من حياتنا مع أفكارهم السوداء المسمومة وإدعاءاتهم الفنية التي أصبحت تمثل لنا أكبر الخطر خاصة علي النشء الذي سيعتاد ويتصور أن مجتمعة عن أشباه الرجال وأسفل النساء وأقذر العلاقات وهو علي غير الحقيقة التي تعبر عن هوية الانسان والفكر المصري الواعي الذي استمده من حضارته الراقية العظيمة.. المسئولية تقع الآن علي أعتاق كل من في يده أمر الاصلاح السريع مهما كان الثمن ومهما كانت قدرتهم علي المقاومة يجب القضاء علي ذلك الفساد لكي ننقذ أبناءنا من هذا العبث العشوائي الذي يسعي بكل الطرق لكي يمزق الروابط الاسرية والعلاقة بين الاستاذ وتلميذه والصديق وصديقه في محاوله لتدمير المعاني الجميلة التي نشأنا عليها من أخلاقيات سامية ومباديء هادفه.. نحن نواجه كارثة مخيفة من خلال تلك المسلسلات بإعلاناتها السخيفة.. نحن ندفع ثمن تهاوننا وعدم تقديرنا لخطورة هؤلاء المفسدين.. وسوف ندفع اكثر اذا طال سكوتنا وتقبلنا لتلك الخزعبلات البذئيه والشيطانية..