منذ فترة بعيدة ونحن نتحدث عن تشويه الأعمال الفنية العريقة وتحويلها إلى إعلانات سخيفة، حتى إننا فوجئنا يوما بأحد الفنانين يغنى إحدى أغنيات كوكب الشرق ام كلثوم بطريقة ساخرة تركت اثاراً سيئة لدى المشاهد.. وقد اعتاد فنانو الكوميديا استخدام الأعمال الفنية الراقية في أعمالهم الهابطة والسخرية منها، وقد شاهدت في احد هذه البرامج مشاهد من فيلم شهير للراحل عبد الحليم حافظ مع القدير محمود المليجى مع تغيير الحوار إلى مشهد سخيف وساقط يعانى فيه عبد الحليم حافظ من مرض البواسير مع استخدام ألفاظ لا تليق في حوار هابط .. ولا أدرى لماذا يحاول البعض من ادعياء الفن تدمير كل ما بقى لنا من الزمن الجميل فنا وأقوالا ورموزا.. لماذا هذه الحملة الشرسة على كل شىء جميل .. في الحوار غابت اللغة الجميلة حين كنا نتعلم اللغة العربية الرصينة على لسان الفنانين الكبار في الافلام والمسرحيات .. في السلوك نلجأ الآن إلى أحط السلوكيات ولا يخجل الفنان ان يقول كلاما ساقطا عاريا يشوه كل شىء .. وان اختلفنا في اى قضية استخدمنا أسوأ الكلمات .. حتى الاغانى الجميلة تحولت إلى إعلانات هابطة على يد مجموعة من المواهب الهزيلة التى أساءت للفن المصرى في كل شىء .. كيف يتجرأ برنامج وتتجرأ قناة فضائية على تشويه مشهد جميل لفنان في حجم عبد الحليم حافظ ومحمود المليجى وتحوله إلى صورة ممسوخة بكلمات ساقطة ومن الذى سمح بذلك وأين الرقابة على المصنفات الفنية التى غاب دورها تماما هناك في كل دول العالم قدسية للأعمال الفنية التى أصبحت تراثا بحيث لا يتحول الجاد فيها إلى أعمال مشوهة ولكننا الآن لا ننتج فنا جميلا راقيا ونحارب الجمال والرقى .. ما هذه اللعنة التى حلت علينا وجعلت كل شىء حتى القيم والأخلاق تباع في سوق المزايدات .. إذا كنا عاجزين عن ان نصنع حاضرا جميلا فلا ينبغى ان نكون دعاة للقبح ومروجين للرذيلة وان نحافظ على ما بقى لدينا من القيم والأخلاق والجمال. لمزيد من مقالات فاروق جويدة