أحدث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس في البحر المتوسط وتحطمها بركابها جرحاً عميقاً. وألماً كبيراً وحسرة لا توصف علي أرواح الشهداء ال66 ضحايا الحادث المفجع. حزنَّا كثيراً كما تعودنا أن نحزن بين الحين والآخر. لمصيبة أو كارثة. وقعت هنا أو هناك داخل بلادنا. ودعونا للشهداء بالرحمة والمغفرة ولأسرهم بالصبر والسلوان. الحادث جاء مفاجأة غير متوقعة. ذلك لأن طائرات وطياري مؤسستنا الوطنية مصر للطيران تتميز ويتميزون بالكفاءة والمقدرة. ولهم سجل حافل بالإنجازات والقدرة علي تخطي الصعاب والأزمات. ورغم كل ما قيل ويقال. فإن الأمان والراحة والاطمئنان هو ما نشعر به دائماً كلما ركبنا إحدي طائراتنا في سفر أو مهمة هنا أو هناك داخل مصر أو خارجها. الثقة في طائراتنا وطيارينا كانت وستظل باقية مستمرة رغم الحادث المفجع. ذلك لأن مثل هذا النوع من الحوادث قابل للحدوث لدي كل شركات الطيران في العالم. وهو يحدث بشكل شبه يومي لطائرة ما في مكان ما علي الكرة الأرضية. لتعدد الأسباب والمسببات. لكن ما لفت الانتباه في هذه الكارثة بالذات. وكوارث أخري سابقة تعرضت لها مصر. وتسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة هو حجم الشماتة والتشفي والفرحة. تلك المشاعر السلبية الكريهة التي ظهرت لدي بعض المواطنين. وأقول المواطنين. بالتحديد ذلك لأنهم يعيشون علي أرض مصر. ويتمتعون بخيراتها وهي صاحبة الفضل الأول والأخير بعد الله سبحانه وتعالي عليهم وذلك بصرف النظر عن توجهاتهم الفكرية. أو الدينية. أو السياسية.. وكلها أشياء من المفترض أنها لا تبث روح الكراهية والحقد والشماتة في نفوس تلك النوعية من البشر الذين هم للأسف مصريون مثلنا. لكن الغريب والمدهش تلك الشماتة التي أظهروها عند سقوط الطائرة المصرية في البحر. أعود فأكرر الطائرة "المصرية" وليست طائرة لعدو خارجي لمصر. كي يشمت فيها هؤلاء!!! فرحة شيطانية وابتهاج وحديث لا ينقطع. وتهاني متبادلة بين هؤلاء الأشرار عبر أجهزة التليفون أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" بالذات. وتجد نفسك تتساءل في غضب عميق لماذا يفرح هؤلاء هكذا؟!.. لقد سقط ضحايا أبرياء كانوا من ركاب الطائرة لا ذنب لهم في شيء. ولم يخطئوا في حق هؤلاء الأشرار. بل ربما لم يقابلوهم طوال حياتهم. ولم يسببوا لهم أي أذي. وحتي لو كان بعضهم فعلوا ذلك.. فأين التسامح الذي أمرنا به الدين الحنيف؟!.. خاصة أن ركاب الطائرة أصبحوا بين يدي الخالق سبحانه. تلك الشماتة والفرحة وجدناها منهم أيضاً عندما احترقت بعض الأماكن في القاهرة وعدد من المحافظات. وعندما يستشهد بعض رجال قواتنا المسلحة في معركتهم ضد الإرهاب. ولا أفهم لماذا هذه الروح الشامتة الحاقدة التي تتمني الشر والمصائب للمصريين.. وكأنه ثأر.. لم يستطيعوا أن يأخذوه. فكانت الشماتة وكانت الفرحة لكل مصيبة أو أزمة أو مشكلة تقع فيها مصر؟!! والحقيقة أننا لم نجد بين شعوب العالم فئة من الناس تفرح لكارثة ألمت بوطنهم إلا في مصر. وبيننا يعيشون. نراهم حولنا كل يوم. ولا ندري ما في نفوسهم وصدورهم من سواد وكراهية لنا!!! للأسف هذه المشاعر السلبية والكارهة والتي توفرت لدي بعض الناس في مصر.. لم تكن موجودة أبداً. ولم نشعر بها يوماً علي مدي التاريخ.. عشنا دائماً يداً واحدة وقت الأزمات وفي الأفراح.. وتشاركنا جميعاً في الأحزان لأي ضرر يصيب الوطن.. ورغم كل الكوارث والمشاكل استطعنا عبورها بسهولة لأن قلوبنا كانت متعاطفة ومساندة وعقولنا ويدينا شاركت الجميع في رفع الغم والحزن والمصائب عن بلدنا. ماذا حدث للمصريين؟!.. ولماذا انقسمنا هكذا. شيعاً وأحزاباً. ولم نعد كما كنا من قبل. تتآلف قلوبنا وتتوحد كلمتنا؟!.. تلك سلبيات ظهرت بعد الثورات في مصر. والتي أخرجت من داخل بعض الناس أسوأ ما فيها.. ولم تكن كأيام الثورة الأولي في 25 يناير التي عشنا خلالها مشاعر صادقة وقلب واحد ومصير مشترك.. النفوس لن تتغير بالكلام. والحديث.. فلا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. وحتي ذلك الحين فليخرج هؤلاء الشامتون من بيننا وليذهبوا إلي جحيم حقدهم وكرههم لنا.