** الرئيس السيسي منذ أن كان مديراً للمخابرات الحربية وهو يدرك مشكلة مصر الملحة والمستحيلة وهي السباق المحموم بين التنمية الشاملة والمستديمة جوهر الأمن القومي المصري وبين الزيادة السكانية المصرية والمتفجرة بطريقة متزايدة. ** وعندما وصل إلي السلطة وهو يدرك مدي تأصل العرف المصري في الرغبة في كثرة الانجاب وخاصة الذكور وذلك في أوساط محدودي الدخل والفقراء وكان يدرك أيضا أنه لا يمكن لأي سلطة مصرية أن تحدد النسل علي طريقة انديرا غاندي عندما عقمت رجال الهند والتي بلغ عددها أكثر من مليار نسمة الآن. ** كان عليه أن يدفع بقوة عجلة التنمية الشاملة المستدامة لتتجاوز النسبة التي وصلت إلي أقل من 2% في عهد الثورات يناير ويونيه مع زيادة سكانية بلغت 2.5 مليون نسمة سنوياً. ** والتنمية في مصر لا تجد متسعاً لها في المناطق المأهولة التي تبلغ 6% من مساحة مصر فكان لابد من الانتشار علي كامل ارض الوطن فبدأ بمشروع عملاق للطرق "5000 كم" تصل شرق مصر بغربها وشمالها بجنوبها. ** وأتاح مشروع الطرق القدرة علي استصلاح واستزراع ملايين الأفدنة علي المياه السطحية والجوفية وأتاح مشروع إنشاء المدن الجديدة القدرة علي استيعاب الزيادة السكانية مع انشاء مجتمعات زراعية وصناعية في كل مكان. ** وأتاح مشروع قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية للقناة فرصاً واعدة لاستغلال الملاحة العالمية وعروض المناطق الصناعية لتشغيل الشباب والحد من البطالة ومحاربة الفكر المتطرف. ** كل ذلك مع العناية بالعمران القديم طرقاً ومرافق مياه وصرفاً صحياً ومنشآت خدمية كثيرة لان هذا العمران القديم هو الوعاء والكنز الكبير لمصر وحضارتها وتقدمها. ** وإذا كان العرب قديماً قبل الإسلام يقولون إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تزرع وما يهلكنا إلا الدهر فنحن نقول الآن "إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تزرع وما يرزقنا إلا الله".