كلما شاركت في فعاليات الصالونات الثقافية والفنية المنتشرة في جميع محافظات مصر والدول العربية.. تأكد لي أن هذه الصالونات تتسيد المشهد الثقافي في مصر. دون أن تحمل الدولة أي أعباء مالية. تأكد لي هذا الإحساس بعد أن أصبح لهذه الصالونات اتحاد ينسق فيما بينها ويضم تحت لوائه ما يقرب من 76 صالوناً ثقافياً وفنياً. وكان الفضل الأول في تأسيس هذا الاتحاد هو الصديق والشاعر الكبير الدكتور محمود حسن "أمير القوافي" الذي استطاع أن يلملم هذه الصالونات. ويجعل لها كياناً قوياً. أطلق عليه "اتحاد صالونات مصر والعرب" وجعل من رؤساء تلك الصالونات المشاركة في تأسيس الاتحاد مجلس أمناء بالانتخاب الحر المباشر فيما بينها ليتم انتخابه بالتزكية رئيساً للاتحاد. احتضن محمود حسن صالوناً للشباب "حروف شابة" بقيادة الشاعر الشاب مؤمن عزالدين. مع زملائه الشبان. إيماناً منه بضرورة تمثيل الشباب في الاتحاد.. كما احتضن مؤخراً صالون "قيثارة العرب" لصاحبته الفنانة رابيا أحمد. "مطربة الجاليات العربية بشمال أوروبا.. والتي أقامت بالسويد أكثر من 15 عاماً لتستقر أخيراً بمصر. وتعلن عن صالونها الفني "قيثارة العرب" الذي أقام العديد من الحفلات الراقية بمسرح الهناجر بساحة الأوبرا. ثم ببيت الذهبي. وسط عبق التاريخ بالجمالية. ليحضره "خالد العناني" وزير الآثار الذي وعد بفتح جميع البيوت الأثرية التابعة لوزارة الآثار لتقديم حفلات اتحاد صالونات مصر والعرب لتمتزج الثقافة والفن بعبق التاريخ. دعا محمود حسن من جانبه وزير الآثار لزيارة متحف ملوي بالمنيا. الذي نُهبت آثاره عن آخرها خلال ثورة 25 يناير. كما دعا إلي استرداد هذه الآثار للدولة. وسعدت أيضاً باحتضان المهندس محمود السرنجاوي. رئيس مجلس إدارة نادي الزهور. بتخصيص ليلة كل شهر لإقامة فعاليات الصالونات الثقافية والفنية بنادي الزهور بالتجمع الخامس. لإسعاد أعضاء النادي العريق. ولتكن تلك الفعاليات ضمن نشاط اللجنة الثقافية والفنية بالنادي. ولا أنسي الرحلة التي نظمها د.محمود حسن إلي وادي النطرون ليكون في استقبالنا المستشار محمود البريقي. والصديق أيمن أبوالمعاطي مؤسس صالون "وادي النطرون" ونائب رئيس اتحاد صالونات مصروالعرب.. ومدي الحفاوة وكرم الضيافة الذي غمرونا به هناك.. ثم قافلة الإغاثة التي قام بها الاتحاد للمساهمة في رفع الضرر الذي أصاب قري بأكملها في وادي النطرون وغرقت من جراء الأمطار والسيول. أما سيدة المجتمع د.سلوي المراسي. التي تقيم صالونها الثقافي الفني السبت الأول من كل شهر. والذي يتميز دون غيره من الصالونات لتمتد فعالياته إلي صباح اليوم التالي نظراً لإقبال مبدعي مصر وفنانيها من نجوم الأوبرا في الغناء والموسيقي. وكبار شعراء الفصحي والعامية. والصديقة سلوي المراسي. تحرص دائماً علي حضور معارض الكاريكاتير التي أقيمها في جميع محافظات مصر. وأذكر لها موقفاً لا أنساه. عندما أقمت معرضاً بالمنتدي الثقافي المصري بجاردن سيتي. وافتتحه الفنان العالمي جورج بهجوري. إلا أن قاعة المعرض تغلق أبوابها في التاسعة مساءً.. رغم حضور العديد من نجوم الغناء والموسيقي بدار الأوبرا. لإحياء السهرة علي هامش المعرض.. فتقف د.سلوي وتعلن عن استكمال الفعاليات بصالونها بمصر الجديدة. وتدعو جميع رواد المعرض للانتقال إلي صالونها لتمتد السهرة معهم إلي صباح اليوم التالي! ذكريات كثيرة جعلتني أرتبط بتلك الصالونات. وأقف بجانب الصديق محمود حسن في جميع جولاته بمحافظات مصر. لإيماني الشديد بالرسالة التي يقوم بها لنشر الثقافة حتي تعود مصر كما كانت منارة لكل العرب.