اختارت الكرة الإماراتية التمرد علي واقعها. والنظرة بعين المستقبل في الانتخابات التي جرت أمس لاختيار رئيس ونائبين وأعضاء لفترة قادمة تستمر لمدة أربع سنوات. بعد أن أطاحت الأندية الأعضاء برئيس الاتحاد الحالي يوسف السركال. ودفعت بمروان بن غليطة. رئيس مجلس إدارة نادي النصر إلي سدة الحكم في اتحاد الكرة. وبفارق أربعة أصوات كاملة. بلا شك يعد فوز بن غليطة مفاجأة من العيار الثقيل. نظراً لخبرة السركال في التعامل مع مثل هذه المواقف. وأيضاً الإنجازات التي تحققت علي يد يوسف السركال. بداية من الفوز بأول لقب خليجي علي مستوي المنتخبات عام 2007. وتكرار الفوز في عام 2012 بالبحرين. وأيضاً الحصول علي ثالث آسيا العام الماضي. وإنجازات أخري لسنا بصدد حصرها الآن.. لكن الجمعية العمومية انحازت هذه المرة للوجوه الجديدة علي أمل تحقيق قفزة نوعية برؤية جديدة من خلال مروان بن غليطة الذي سبق ورشحه السركال نفسه لرئاسة الاتحاد عندما سأله أحد الصحفيين عن الشخصيات التي تصلح لقيادة الكرة الإماراتية خلال المرحلة المقبلة. وللحقيقة أقول: كان السركال مترددا كثيراً في خوض هذه الانتخابات لأنه يملك خبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه المواقف.. كما أنه بدأ رحلة الزهد في المناصب.. لكن هناك شلة من المنتفعين أقنعوا السركال بضرورة الترشح للمحافظة علي مواقعهم واكتساب أرضية جديدة علي حسابه لأنهم لا يمتلكون مقومات الاستمرار في العمل باتحاد الكرة. لكن العجيب في الأمر أن السركال واجه حرباً شرسة. وانتقادات شديدة من الساحة الرياضية بسبب أخطاء بعض أعضاء الاتحاد. وأيضاً اعتقاداً منهم بأنه ليس لديه "شهر" يحميه. وفي المقابل لم يجرؤ من هاجموا السركال علي مهاجمة من تولوا رئاسة الاتحاد قبله!!.. ورغم أن السركال يمتلك خبرات قواعد لعبة الانتخابات إلا أنه وللحقيقة كان في الفترة الأخيرة يترك نفسه وأذنه فريسة لسماع وشايات بعض من كانوا حوله. وهي المرة الأولي التي أري فيها السركال بهذا الشكل. اعتمد علي أهل الثقة. وترك أهل الكفاءة. ونسي أنه كان يحارب هذا الأمر من قبل.. يقول البعض إن السركال لم يتعظ من خسارة منصب رئيس الاتحاد الآسيوي عندما كان يواجه الشيخ سلمان بن إبراهيم. الرئيس الحالي. ولكني أقول إن الوضع هنا مختلف تماماً. وبالتالي لا تجوز المقارنة. لأن خسارة السركال في الاتحاد الآسيوي كان وراءها الشيخ أحمد الفهد. رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم. والمجلس الأولمبي الآسيوي. بالتأكيد نزل خبر سقوط السركال كالصاعقة علي هاني أبوريدة لأنه صديقه الصدوق. وقد يكون بالنسبة له فأل غير حسن. لأنه سوف يرشح نفسه لرئاسة التحاد المصري في الانتخابات القادمة. وفي النهاية لابد أن أشير إلي أن مروان بن غليطة. الرئيس الجديد لاتحاد الكرة الإماراتي من الشخصيات المحترمة. وصاحب فكر متطور وعقل راجح. وأخلاق حميدة.. ومؤهلاته تجعله خير خلف. لخير سلف.. وأتصور كعادة أهل الإمارات وقيادتها سوف يتم تكريم السركال علي ما قدمه للكرة الإماراتية منذ بداية عمله بالرياضة الإماراتية عام 90. ورئاسته لمجلس إدارة نادي الشباب الذي حصل علي أول بطولة خليجية في عهد السركال عام .92