ربما يكون تزامن عيد القيامة المجيد مع عيد العمال فرصة لتوضيح أهمية العدل والمساواة مرتبطاً بضرورة العمل وتعمير الأرض مع اعطاء العامل حقه العادل من مقومات الحياة مقابل عمله. أما القيامة فإنه عندما انتصف ليل السبت وبدأت تباشير يوم الأحد في الظهور أعلنت الكنيسة عن قيامة المسيح له المجد من بين الأموات لتنتهي أيام الآلام التي تحملها فداء لكل المظلومين لمدة اسبوع كامل من الإهانة والضرب والجلد ووضع الشوك في الرأس. لتهل بعدها أيام الأمل في عهد جديد بلا خوف أو كراهية أو سفك دماء أو تفرقة بين البشر. عهد يعود فيه الحق إلي أصحابه وتردد فيه البشرية ان الظلم انتهي وبدأ عهد العدل والمساواة. القيامة التي تأتي بعد العذاب تعني بالنسبة للمتعبين والمضطهدين علي الأرض تجديد الأمل في حياة أفضل سواء تحققت علي الأرض أو في أيام قادمة أخري بعد الموت الذي لم تعد له رهبته السابقة. القيامة تعني المحبة والتسامح والسلام والمساواة والاقتناع بحرية الاختيار والتعايش مع الآخر وانتهاء التسلط والاستعباد والانغلاق والإكراه والتمييز. من أين يأتي هذا الجديد؟ ننقل الإجابة عن المتنيح البابا شنودة الثالث في إحدي مقالاته الصحفية عن القيامة حيث يقول: "لو لم تكن هناك قيامة يتمادي الناس في ملاذ الحياة الدنيا وفي شهواتها وفسادها غير عابئين بما يحدث فيما بعد. أما الإيمان بالقيامة فإنه رادع للناس. إذ يؤمنون ان العدل سيأخذ مجراه في الحياة الأخري.. القيامة هي أيضاً معجزة مفرحة لأنها باب الأبدية: نعلن بها نهاية الموت. أن نقول ان الموت قد مات بالقيامة. إذ لا موت بعدها ويدخل الإنسان في الحياة التي لا تنتهي. أعني الحياة الأبدية. حياة الخلود التي هي حلم كل إنسان علي الأرض ومن أجلها يضبط نفسه ويقاوم الخطية ويفعل البر لكي يستحق هذا الخلود المملوء فرحا". أما عن أهمية العمل فقد ضرب السيد المسيح نفسه المثال علي ذلك حين كان نجارا في مدينة الناصرة فأعطي للعمل أهمية وقيمة عظيمة أيا كان نوع هذا العمل مادام هو نافع للبشرية. كما حفلت نصوص الإنجيل بالحث علي العمل والتنفير من الكسل ومن أمثلة ذلك: "الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً" "غل 6 : 7" و"اذهب إلي النملة أيها الكسلان تأمل طرقها وكن حكيما" "أم 6. 6" و"الكسول ليس له ما يأكله" "أمثال 13 : 4" و"إن كان أحد لا يريد أن يعمل فليس له أن يأكل" "تسالونيكي 3 : 10" وفي رسالة تسالونيكي الثانية الإصحاح الثالث حث بولس الرسول الشعب علي الالتزام بالعمل ومعاقبة كل من لا يعمل بأن يتجنبوه ولا يخالطوه حتي يخجل. وإدراكاً من الكنيسة بأهمية العمل في حياة الإنسان أضافت إلي طقوس القداس طلبة "عملا للمحتاجين" ضمن الطلبات التي يطلبها المصلون من الله في كل صلاة. نستنتج مما سبق ان الرب الإله افتدي البشر بنفسه لتكون الحياة أجمل وأفضل كما علمنا انه خلقنا لنتشارك ولنبدع ولنجعل العالم مكانا أفضل فهو القائل له المجد: "أريدكم أن تحدثوا تغييرا في العالم". النصرة والغلبة بقلم:دكتور جميل جورجي للقيامة معان كثيرة وتجليات لابد وان تكون هي ذخيرة المؤمنين في حياة الغربة علي الأرض عندما نجتر علي معاني وثمار القيامة فذلك يعني أحياء للرجاء فينا بربنا يسوع المسيح الذي قام من الأموات وصار باكورة الراقدين. في القيامة داس الموت ووهب الحياة للذين في القبور. لقد وهبت لنا قيامة المسيح له المجد الرجاء المبارك التي تجعلنا دائما ناظرين إلي السماء وتمنحنا القدرة علي تحمل مصاعب الحياة وآلامها دون تذمر ذلك لأننا ننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. لقد أصبح الموت بمثابة قنطرة ومعبر به نصل إلي الحياة الأبدية بالقيامة أدركنا ان الرجاء الحقيقي لنا ليس في هذه الحياة الحاضرة ولكن في تلك الحياة الأبدية التي وعدنا بها السيد المسيح. لقد جعلتنا القيامة نرفع عيوننا عن الأرضيات ونتطلع إلي تلك الأمور والحياة التي لنا في السماويات "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله اهتموا بما فوق لا بما علي الأرض" "كولس 3: 1-2". ان للقيامة قوة دافقة لابد وأن نعرفها ونعيش بها "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشابها بموته لعلي أبلغ إلي قيامة الأموات" "فيلبي 3:10-11" هي مصدر للقوة لنا من خلال ادراكنا لمعية الله وعونه لنا فتجلب لنا الفرح وعدم الخوف والاضطراب بما يجري في الحياة الحاضرة سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا لاتضطرب قلوبكم ولا ترهب "يوحنا 14- 27". افرحوا.. جاءت المريمتان في فجر الأحد ومعهما الحنوط.. وعند القبر المدفون فيه المسيح قابلهما الملاك الذي قال لها. ليس هو همنا لأنه قام كما قال ان قبر المسيح هو القبر الوحيد المضيء وينبثق منه نور عجيب يوم السبت سبت النور وهو اليوم السابق لعيد القيامة.. انه النور المقدس الذي يراه ويعانيه ويشاهده الملايين.. شاهد هذا النور ابراهيم باشا ابن محمد علي عام 1832 هذا الحدث تنقله الإذاعات والتليفزيون والمعروف ان مكان هذا القبر قد اصبح اعظم واطهر واقدس بقعة علي وجه الأرض إذ بنيت عليه أروع وأجمل الكنائس وهي كنيسة القيامة والآن وقد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين يحق لنا ان نفرح ونردد المسيح قام بالحقيقة قام. شحاتة عبده شحاته