"ان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم.. ان لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم: أنتم بعد في خطاياكم. إذن الذين رقدوا في المسيح أيضا هلكوا.. ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" "15: 14 و17 و20". وقيام السيد المسيح تؤكد لنا بطريقة قطعية موضوع تجسده أي مجيئه إلي العالم وأخذه طبيعة بشرية من العذراء مريم وبواسطة الروح القدس. مات المسيح حقا عن خطايانا وقام من أجل تبريرنا وهكذا نلاحظ مرحلتين هامتين في عمل يسوع الخلاصي: أولا موته عن خطايا المؤمنين به وثانيا قيامته من أجل منحهم نعمة التبرير وقد تكلم السيد له المجد أثناء خدمته علي الأرض عن القسم الأول من عمله الانقاذي الفدائي أكثر من القسم الثاني الذي تكلم بوضوح الرسل بعد أن تمت قيامة الرب. وهذا ما يفسر لنا وجود الرسائل في العهد الجديد لأن الرسائل ليست إلا عبارة عن تفاسير موحي بها من الله كتبت لتفسير العمل الخلاصي العظيم الذي أتمه المسيح وخاصة نتائج قيامته من الأموات في حياة جميع معتنقي الإيمان به كمخلص ورب والقديس بولس في رسالته إلي رومية: "ولكن لم يكتب من أجله وحده - أي من أجل ابراهيم الذي تبرر بالإيمان - انه حسب له بل من أجلنا نحن أيضا الذين سيحسب لنا الذين نؤمن بمن اقام يسوع ربنا من الأموات الذي أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا" "4: 23- 25" وكتب الرسول بطرس عن الموضوع ذاته قائلا في رسالته الأولي: "مبارك الله أبوربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" "1- 13". ثانيا ان كنا بالحقيقة فقد اشتركنا مع المسيح بقيامته فإننا منذ الآن قد أقمنا لحياة جديدة بواسطة قوة المسيح لنخدم الله ولنعيش بقداسة حسب مشيئته فالتبرير الذي نحصل عليه نظرا لقيامة السيد المسيح من الأموات يمكننا حالا من الاستفادة من قيامة روحية ويعطينا الامكانية لممارسة الأعمال الصالحة عائشين حياة جديدة وهذه بعض الشواهد الكتابية: كتب الرسول بولس في رسالته إلي رومية: "اتجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتي كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الأب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة الحياة" "6: 3 و4" وفي الرسالة إلي أهل أفسس ذكر الرسول ما يلي عن قيامتنا مع المسيح: "الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح" "2: 4 و5" وفي الرسالة الثانية إلي كورنثوس نجد كلمات الرسول بولس هذه: "إذن ان كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة فالأشياء القديمة قد مضت وهو ذا أشياء جديدة قد حدثت" "5:17" ثالثا ان قيامة السيد المسيح هي عربون قيامتنا نحن من الأموات في اليوم الأخير. ان موضوع القيامة لموضوع هامة بالنسبة لكل انسان وقيامة المسيح تؤكد لنا ان هذا الأمر سيتم بقوة الله وان قيامة المؤمنين به ستكون قيامة سعيدة بعكس قيامة الأشرار للشقاء الأبدي. القبر الفارغ.. جسر الحياة بقلم: شريف نبيه عجيب.. هو القبر الفارغ.. الشاهد الحي علي قيامة رب المجد يسوع.. فالقبر المفتوح علامة للغلبة علي الموت وكسر شوكة الهاوية التي هي الخطيئة. القبر الفارغ الذي تركه الرب القائم بقوة لاهوته مفتوحا غير مجري الحياة.. وأصبح مصدرها ومنبعها فمنه يخرج النور المبهج ليملأ المسكونة فرحا وأملا وثباتا في الإيمان. فقيامة المسيح من بين الأموات وهبت الإنسان فرصة الحياة الأبدية بعد الموت بالجسد الذي أصبح جسرا لملكوت مع الأبرار والصديقين. القبر.. مكمن الظلام والعفن والنتانة.. أصبح مصدر النور المشرق من قلب السماء لم يعد الذهاب للقبر موعدا للحزن والكآبة والتنهد بل أصبح للتعزية والتأمل والتطلع للحياة الأبدية مع الرب يسوع ف "ذاك أفضل جدا" فإذا كان الصليب قد وهب لنا الخلاص وبالدم المسفوك عليه فإن القبر الفارغ قد أصبح البرهان الدامغ علي فتح باب الغفران.. فأصبح القبر مزارا للفرح في عيد الغلبة علي الخطيئة والغفران. يذهب إليه المؤمن لاحياء رحلة الصلب والوصول بهذه الرحلة المفعمة بالحب إلي نهايتها وهي القبر المفتوح والمضيء بنور رب المجد القائم بمجد عظيم. هذا القبر الفارغ أعاد للتلاميذ ثقتهم في معلمهم الأعظم.. ورد إليهم محبتهم لبعض وأحيا فيهم مشاعر الكرازة بعد أن أنهي المسيح - بموته - عصر البشرية العتيقة وأوجد - بقيامته - خليفة جديدة فمن مازال يعيش في الظلمة. ليس له نصيب في النور.. والذي يطمع في الانتقال للحياة الأبدية. لابد أن يميت جسده وشهواته وكبرياءه وغروره. بإرادته أولا لكي يعيش بروحه في الملكوت قبل أن ينتقل إليه بجسده.. فحياة الملكوت الأبدي تبدأ - عند المؤمن - من علي الأرض.. صوما.. صلاة.. قداسة.. عفة.. طهارة.. انسحاقا.. تذللا.. تواضعا.. محبة كاملة للآخر.. تسامحا.. لطفا.. وداعة طوال أناه.. تعفف.. وهذه كلها هي ثمار الروح التي حدثنا عنها الكتاب المقدس لكي يعمل الإنسان لمجد الله. لا لمجد نفسه. ..وقل لذاتك: تفهمي يا نفسي ذلك اليوم الرهيب - يوم الدينونة - واستيقظي واضيئي مصباحك بزيت البهجة. لأنك لا تعلمين متي يأتي نحوك الصوت القائل "هو ذا العريس قد أقبل" فأنظري يا نفسي. لا تنعسي لئلا تقفي خارجا. قارعة مثل الخمس عذاري الجاهلات. بل اسهري متضرعة لكي تلتقي المسيح الرب بدهن دسم وينعم عليك بعرس مجده الالهي الحقيقي.. لأن فرصة الغفران متاحة طالما نحن في الجسد.. أما بعد خروج الروح من الجسد. فباب الرحمة يغلق تماما لنقف أمام الديان العادل مرعوبين ومرتعبين من كثرة آثامنا وخطايانا التي لم نتب عنها بعد. فإذا كنا ندرك ذلك فلنقدم توبة حقيقية لأن التوبة تجعل حتي الزناة بتوليين.. وتفتح باب الغفران بدم يسوع المسيح. لم يعد الموت قدرا مخيفا بل أصبح جسرا لأبدية مجيدة تبدأ من علي الأرض.. وكأن لسان حال كل مؤمن يردد مع معلمنا بولس الرسول: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح".