50 عاما تمضي هذا الشهر علي رحيل أشهر نجمة استعراضية في تاريخ السينما المصرية حيث تربعت نعيمة عاكف علي عرش المسرح الاستعراضي في خمسينيات القرن الماضي.. وتمكنت من أن تجمع ببراعة فائقة بين فنون الرقص والغناء والتمثيل. ولدت نعيمة سيد إسماعيل عاكف في مدينة طنطا 7 أكتوبر 1929 في السيرك الذي تمتلكه عائلتها وسط الوحوش ولاعبي الأكروبات والألعاب البهلوانية. كانت الشقيقة الصغري لأربع بنات كلهن يعملن بالسيرك خاصة في أيام الاحتفال بمولد السيد البدوي. نجمة الفرقة أصبحت نعيمة عاكف نجمة الفرقة منذ كان عمرها أربع سنوات.. حتي انها عندما بلغت السادسة من عمرها وشعرت بأهميتها طالبت والدها بأجر عملها في السيرك وهددته بترك المكان فاضطر أن يرضخ لها بعد أن هربت بالفعل وأعادها البعض ممن يعرفها فخصص لها والدها قرشين أجر يومها في السيرك. ملاه ليلية كان والدها مدمن لعب القمار حتي انه في ليلة رهن السيرك بأكمله وخسره علي طاولة القمار ثم انتقل مع أسرته إلي القاهرة.. وتزوج من سيدة أخري.. وكانت نعيمة عاكف في سن العاشرة فأخذت الأم بناتها لتعيش في شقة متواضعة بشارع محمد علي وعملت مع شقيقاتها كبهلوانات في الشوارع حتي التقطهن الفنان علي الكسار ليقدمن فقرة في مسرحه مقابل 12 جنيها. كانت البداية في السينما من خلال دور راقصة في فيلم "ست البيت" مع فاتن حمامة وعماد حمدي.. ثم شاركت بالتمثيل في فيلم العيش والملح في نفس العام مع سعد عبدالوهاب اخراج حسين فوزي وبعدما حقق الفيلم نجاحا كبيرا احتكر حسين فوزي جهودها في السينما وفي عام 1953 تزوجها برغم فارق السن الكبير وقدما معا 15 فيلما من أجمل أفلامها منها تمر حنة - نور عيوني - بحر الغرام - فتاة السيرك - النمر - عزيزة. لهاليبو كان فيلم "لهاليبو" هو أول بطولة منفردة لها مع الوجه الجديد حينذاك شكري سرحان الذي شاركته في بطولة أكثر من فيلم وقامت ببطولة أول فيلم مصري بالألوان "بابا عريس" عام 1950 مع كاميليا وحسن فايق وعملت مع أنور وجدي في فيلم "أربع بنات وضابط" وهو أول فيلم تخرج فيه نعيمة من عباءة زوجها من بطولة واخراج أنور وجدي وهو الفيلم الذي اشتهر باستعراض "العدس الليلة". قدم للسينما 26 فيلما منها خمسة أفلام في الأربعينيات بينما قدمت في الخمسينيات 15 فيلما و6 أفلام في الستينيات التي شهدت بداية تخليها عن الدور الأول وكان آخر أفلامها مع زوجها حسين فوزي فيلم "أحبك يا حسن" مع شكري سرحان وقامت خلاله بتصميم رقصاتها في الفيلم.. بينما كان آخر فيلم في حياتها فيلم "أمير الدهاء" اخراج هنري بركات مع فريد شوقي وجسدت شخصية الجارية زمردة المرض الخبيث بعد انفصالها عن زوجها حسين فوزي التقت بمحاسب قانوني يدير أعمالها إلا انها تزوجته وأنجبت ابنها الوحيد محمد صلاح الدين.. وأثناء تصوير فيلم "أمير الدهاء" شعرت بآلام المرض لتكتشف إصابتها بسرطان في الأمعاء.. فقرر الرئيس جمال عبدالناصر علاجها في الخارج بألمانيا.. ولكن صحتها تدهورت فجأة قبل السفر بأيام فلم تقو علي تحمل مشقة السفر فتوفيت بسبب مضاعفات مرض السرطان في مستشفي دار الشفاء في 23 أبريل 1966 عن عمر 37 عاما.