* يصوت مجلس النواب الأربعاء المقبل علي منح الثقة البرلمانية لحكومة المهندس إسماعيل شريف في ختام مناقشاته للبرنامج الذي قدمه للمجلس يوم 27 مارس الماضي تطبيقا لحكم الدستور حيث يأتي هذا القرار متزامنا مع مرور 100 يوم من عمر مجلس النواب الحالي حيث شهد العديد من الأزمات البرلمانية خلال تلك الفترة. * وبصدور قرار منح الثقة البرلمانية لحكومة المهندس شريف إسماعيل تبدأ مرحلة جديدة من عمر المجلس لبدء ممارسة دوره الرقابي وتشكيل الائتلافات السياسية طبقا للائحة الجديدة فكيف يري النواب المائة يوم الأولي وتوقعاتهم للمرحلة المقبلة. * ورغم عبور المجلس أزمات المائة يوم الأولي من عمره البرلماني إلا أن البعض يتصور أن المجلس تخطي المرحلة الصعبة في هذه الفترة ولكنه يستعد لاجتياز واختبار المرحلة الأصعب والتي ستبدأ عقب منح الثقة للحكومة خاصة ان عدداً كبيراً من النواب ينتظرون من الحكومة والوزراء مقابل هذه الثقة مزيدا من الخدمات والتأشيرات الوزارية. * ومع انتهاء المائة يوم الأولي من عمر المجلس وبدء المائة الثانية من عمر الدورة الأولي فإن هناك العديد من الاسئلة المطروحة داخل مجلس النواب علي ألسنة الأعضاء وأبرزها وأهمها ما هي تحديات المائة يوم الثانية وما هي أبرز الدروس المستفادة من المائة الأولي ومجلس النواب إلي أين؟ * في البداية يقول النائب المستقل وحيد قرقر نائب بلقاس إن المجلس عبر عدة مطبات صعبة وكمائن اعدت له من المتربصين به واستطاع المجلس أن يعبر المطبات ويتفادي الكمائن ويفك وينزع فتيل العديد من الألغام البرلمانية ولعل أبرز ما كشفت عنه المائة الأولي عدم وجود حالة من الانسجام البرلماني بين الكتل الحزبية والمستقلين مما أثر علي صورة المجلس عند المناقشات. * وذكر قرقر ان المائة يوم الثانية أصعب مما مضي خاصة ان أمامنا استحقاقاً آخر وهو اقرار الخطة والموازنة المالية الجديدة وهي من أهم وأصعب المهام التي ستواجه المجلس علاوة علي تشكيل وانتخاب هيئات مكاتب اللجان النوعية في ظل تزايد التنافس والصراع البرلماني وسوف ينعكس ذلك علي الممارسة البرلمانية. * ويري نائب الفيوم عماد سعد عضو لجنة الاسكان ان المائة يوم الأولي أظهرت العديد من الايجابيات لعل في مقدمتها تنفيذ المجلس للاستحقاق الدستوري وإقرارات القوانين التي صدرت في غيبة المجلس علاوة علي اقرار مشروع اللائحة الداخلية الجديدة وهي دستور عمل المجلس لعدة سنوات طويلة قادمة. * واعتبر أن من سلبيات الفترة الماضية عدم استجابة الوزراء لمطالب النواب وهو الأمر الذي آثار العديد من المشاكل سواء بصورة علنية أو سرية ومن المتوقع أن تتفجر العديد من هذه الأزمات خلال الفترة المقبلة عندما يبدأ النواب ممارسة الدور الرقابي علي أعمال الوزراء مما يفرض علي رئيس الوزراء اصدار تعليمات بضرورة تفادي هذه الأزمات وحل مشاكل المواطنين. * ويشير النائب المستقل محمود نبيه نائب الدقهلية وعضو لجنة الإدارة المحلية إلي أن المجلس نجح ولكن ليس بامتياز في الاختبار البرلماني للمائة يوم الأولي من عمره حيث انجز الاستحقاقات الدستورية العاجلة وتأخر الحكومة في تقديم برنامجها للمجلس عطل المهمة الرقابية علي أعمال الوزراء. * وقال نبيه إن أول قرار يجب اتخاذه خلال المائة يوم الثانية إعادة البث التليفزيوني لجلسات البرلمان لمزيد من الوضوح والشفافية والمشاركة الشعبية مع النواب وضرورة تنفيذ نصوص اللائحة الجديدة بكل حزم وحسم سواء بالنسبة لحضور ومشاركة النواب وأيضا حضور وزراء الحكومة لأننا لن نقبل أي أعذاراً من الوزراء لتعطيل مصالح المواطنين. * ويقول أشرف رشاد عثمان نائب الإسكندرية عن حزب مستقبل وطن إن بعض أزمات المائة يوم الأولي مرجعها إلي حداثة العمل البرلماني لعدد كبير من النواب إلا أن استمرار الممارسة واكتساب الخبرات البرلمانية سوف تؤدي إلي تفادي هذه الأزمات علاوة علي عدم تشكيل اللجان البرلمانية باعتبارها المطبخ البرلماني وعدم تنظيم العلاقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية. * وذكر أن المائة الأولي أظهرت ان الأحزاب السياسية تحت القبة أكثر انضباطا وتنظيما وقد المح رئيس المجلس لذلك بعكس النواب المستقلين وعدم تكوين الائتلافات خاصة ائتلاف الأغلبية وان المائة يوم الثانية من عمر المجلس ستكون هامة جدا نظرا للمهام التشريعية والرقابية وانجاز التشريعات المكملة للدستور بشأن العدالة الانتقالية.