أصبح الأطفال هم الذين يكتبون التاريخ!! وهم معذورون!!.. فهم الذين تعلموا في مدارس وجامعات ثورة يوليو!! وبمناسبة اليوبيل الماسي لنقابة الصحفيين قرأت أن دار التحرير التي تصدر الجمهورية ومجلات أخري كثيرة. هي التي أصدرت "جريدة المساء أول صحيفة مسائية تصدر يومياً"!! وأن الدار عينت خالد محيي الدين رئيساً لتحريرها!! *** - هناك مثال قديم!! - قال الابن لابيه: يا بابا تعالي نكذب علي الناس.. فقال الأب لابنه: استني يا ابني لما يموت اللي يعرفونا!! وأحب أن أقول لأطفالنا الذين يمسكون القلم الآن إننا لم نمت بعد.. انتظروا قليلاً.. ثم اكتبوا ما تريدون!! *** بداية "جريدة المساء" هي صاحبة الفضل علي كاتب هذه السطور ولكن جريدة "المساء" ليست أول جريدة مسائية تصدر يومياً.. التاريخ يقول إن هناك عدة صحف مسائية كانت تصدر يومياً منذ زمن بعيد.. منها "البلاغ" لصاحبها عبدالقادر حمزة باشا ثم تولي مسئولية الجريدة ابناه من بعده وهما محمد عبدالقادر حمزة وعبدالقادر عبدالقادر حمزة والاثنان درساً صحافة في الجامعة الأمريكية وتولي عبدالقادر مسئولية إصدار "نشرة السفارة الأمريكية الاسبوعية" وتولي محمد بك "أخذ رتبة البكوية حينما أصبح نقيباً للصحفيين" تولي مسئولية إصدار صحيفة "المساء" بصفته "رئيس تحرير فعلي" تحت إشراف خالد محيي الدين.. وذلك بعد أن توقفت البلاغ عن الصدور. وبجوار "البلاغ" أصدر "نمر باشا" جريدة "المقطم" علي اسم جبل المقطم لأن صديق عمره سليم باشا تكلا أصدر من قبله "الأهرام"!!.. والاثنان صحفيان لبنانيان قديمان.. وهما أصدقاء من زمان.. وكان نمر باشا صحفي خفيف الظل كان دائماً يقول إنه صاحب المقطم والأهرام معاً.. كيف؟؟.. لأن المقطم هو الذي بني الأهرام.. كيف؟؟.. لأن طوب جبل المقطم هو الذي بني الأهرام!! وبجوار البلاغ والمقطم أصدر أدجار جلاء باشا جريدة الزمن "بعد أن بنا لها داراً في 11 شارع الصحافة.. دار صحفية فيها كل ما تحتاجه أي صحيفة من مطابع وأدوات وكل شيء.. وهاجر أدجار باشا بعد قيام الثورة فاستولت الثورة علي الدار وأصدرت منها "الجمهورية" في أول سنوات عمرها!! وهي نفس الدار التي صدر منها "المساء" ايضا في أول سنواته!! كان رئيس تحرير "الزمان" جلال الحمامصي وضم عدداً من الصحفيين الكبار فكانت "الزمان" سبباً في غلق وإفلاس المقطم ومن بعده البلاغ!! هنا كانت المفاجأة الكبري حينما صدرت جريدة مسائية أخري اسماها كامل الشناوي رئيس تحريرها "المسائية"!! وكانت المنافسة بينها وبين "الزمان" محل حديث الصحافة أيامها.. ولكن لم تستمر الصحيفتان لأسباب مادية بحتة.. رغم ما كان بهما من مجهود صحفي رائع!! *** ثم جاء عام ..1956 خروشوف في مصر كثيراً.. بين السد العالي ومصانع الحديد والصلب والاسمنت وغيرها وغيرها.. وبلغة "الحيتان" كما يقولون.. بعض الحركات والافعال تغني عن أي كلام.. كان عبدالناصر يري يومياً كل الصحف المصرية أمام خروشوف علي المنضدة.. وليس بينها صحيفة يسارية مثل كل أوروبا.. فكان قرار إصدار صحيفة "المساء".. كيف صدرت.. وأين.. ولماذا حطمت فكرة أن الصحف المسائية لا تعيش.. كل ذلك موعدنا غداً بإذن الله تعالي.