فقد أباه أو أمه أو كلاهما في الصغر.. ولم يجد من يكفله.. إنه اليتيم الذي هو في حاجة دائمة لإشباع حاجاته النفسية والاجتماعية والمادية.. ونحن نحتفل به علينا مراعاة بعض الأصول والقواعد. يقول د. سيد حسن السيد الخبير الدولي للاتيكيت وآداب السلوك إن كفالة اليتيم التي أوصي بها الرسول صلي الله عليه وسلم لا تقتصر علي تحمل النفقات أو تقديم المساعدات وذلك لسد احتياجاته من مأوي وعلاج ومأكل وملبس فحسب.. بل تعني ضم اليتيم لتربيته وتعليمه وتوجيهه ونصحه وإرشاده والعمل علي قضاء مصالحه وشئونه حتي ينهض بواجباته ومسئولياته في الحياة ليصبح عضواً نافعاً في المجتمع.. وتقديم الهدايا لهم في هذا اليوم كوسيلة للتعبير عن الحب والحنان وحدها لا تكفي لأنهم في حاجة لإشباع ايضا حاجاتهم النفسية دائماً بمد اليد الحنونة التي تكفكف أحزانهم وقلب رحيم يعوض حرمانهم ومعاملة حسنة ترفع من شأنهم وتحفظ كيانهم ويتم ذلك بأسلوب مهذب يمنع الحرج ويزيل الخجل.. وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم "من وضع يده علي رأس يتيم رحمة كتب الله له بكل شعرة تمر يده عليها حسنة". أصول معاملة ويشير إلي أنه من آداب معاملة اليتيم لقاءه ببشاشة والتودد إليه ومداعبته وملاطفته لأن ذلك يشيع البهجة في نفسه ويسعده.. ولا يجب تذكيره بأنه يتيم أو ضعيف لعدم جرح مشاعره ولتخفيف قسوة معاناته حتي يشعر أنه قادر علي الاندماج والتعايش مع الآخرين ولابد من الاهتمام به ومشاعره طوال العام فيوم واحد لا يكفي لخلق التكافل معه.. وتعد كفالة اليتيم من أسباب دخول الجنة. فعلينا رعاية من تخلي عنه الأوصياء أو ذوي القربي والأرحام وذلك لعدم تعرضه للتشرد أو الانحراف أو أن يصبح طفل شارع ويكون قنبلة موقوتة تدمر نفسها ومجتمعها. دعم نفسي واختتم حديثه بأن هناك أيتاماً لا يحتاجون المساعدات المادية بقدر ما يحتاجون للدعم النفسي حتي لا يشعروا بالعزلة فتلتئم الجروح وتزول عنهم مرارة اليتيم.. لذلك يجب علي المقربين والمحيطين بهم مداومة الاتصال والتواصل معهم بزيارتهم وغيره.. وهناك أبناء الشهداء يجب دعمهم نفسياً بإطلاق اسماء آبائهم علي الشوارع والميادين والمدارس بالمدن والقري وعمل نصب تذكاري لهم تخليداً لذكراهم حتي يشعر الابناء الايتام بالفخر والاعتزاز مما يزيد ولاءهم للوطن. نجوي إبراهيم كرنفالات وهدايا وزفاف جماعي في يوم اليتيم كتب صفاء صالح وأيمن رشدي وندي حسن : تحتفل مصر اليوم.. بيوم اليتيم في القاهرة والمحافظات.. حيث سيتم فتح الحدائق والمتنزهات والمناطق الأثرية أبوابها أمام الأيتام. وتنظم اللجنة العليا لاحتفالات يوم اليتيم احتفالية كبري بهذه المناسبة باحدي الحدائق في 6 أكتوبر يشارك فيها 10 آلاف طفل يتيم. تنطلق الاحتفالية التاسعة صباحا وفي السادسة مساء حفل زفاف جماعي ل 120 عريساً وعروسة من الأيتام وتسليم كل عروسين 5 آلاف جنيه وهدايا عينية وتوزيع وجبات جافة وساخنة علي جميع الصغار. وفي الأهرامات الأثرية تم تنظيم احتفالية خاصة بمناسبة يوم اليتيم بمشاركة 800 طفل. وصرح د.الحسين عبدالبصير مدير عام منطقة آثار الهرم بأن الاحتفال تحت رعاية وزارة الآثار إيمانا بأهمية مشاركة الآثار في القضايا الإنسانية والمجتمعية. بما يخلق الانتماء لدي الأطفال والشباب علي حد سواء مشيرا إلي أن الاحتفالية تتضمن عدداً من الفعاليات الترفيهية المتنوعة لرسم البسمة علي وجوههم. كما أعلنت اللجنة العليا المنظمة لاحتفالية يوم اليتيم بمقر جامعة الدول العربية وبرعاية الأمين العام السيد نبيل العربي خلال المؤتمر التحضيري انطلاق فعالياتها لاحتفالات يوم اليتيم العربي .2016 حضر المؤتمر ممثلون عن الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ووزارات التضامن والداخلية والتعليم والأوقاف ودار الأفتاء المصرية ووفود عربية من بعض الدول العربية والدكتورة هالة أبوعلم الأمين العام للمجلس القومي للامومة والطفولة بالاضافة الي عدد كبير من الفنانين والشخصيات العامة. طالب نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية بضرورة مضاعفة الجهود الرامية لتأمين الرعاية والحماية الشاملة للطفل اليتيم وكذا تبني سياسات تضمن حقوقه وتساهم في تأمين حقوقه الإنسانية وتنشئتهم وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً ليصبحوا دعامات العمل التنموي في المجتمع العربي. حكايتي مع.. ابني يعاملني بفتور.. ويبتعد عني كان يشعر تجاه أبيه بالنفور والكراهية.. نتيجة سوء معاملته له.. لم يشعر بحبه لحظة واحدة.. فكان دائم القسوة عليه.. وعلي الرغم من ثرائه فكان يحرمه من المال بحجة أن يصبح رجلا معتمدا علي نفسه في الكبر كما فعل هو.. ما جعل الابن محل سخرية اصدقائه في المدرسة وشعوره بالدونية وسطهم.. لم يجد الأب وقتا له ليتابعه داخل المنزل أو في المدرسة.. فكان يرسل له من ينوب عنه لمتابعة أحواله الدراسية.. ما انعكس بالسلب علي شخصية الابن في الكبر.. فأصبح منطويا ورافضا لكل ما يفكره بأبيه حتي اسمه.. يريد الاستقلال والخروج من عباءته.. انه "عبدالوهاب" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" وهذه ليست قصة تليفزيونية فقط بل يعيشها الكثير من الابناء.. فكيف ينجحون في حياتهم وهم يتعاملون بهذه الطريقة داخل اسرتهم؟! تقول حنان حسن خبيرة التنمية البشرية انه إذا كان الأبناء هم زينة الحياة الدنيا وفلذات أكبادنا.. فلابد أن تشمل التربية المعني الكامل والحقيقي لها حتي تعطي النتيجة المرجوة من خلال احساسنا بالمسئولية لبناء شخصية متكاملة ومتوازنة وايجاد جيل واع يمتلك المهارات الضرورية في الحياة خصوصا مهارات التواصل وتقبل الآخر واستيعاب الاختلافات الاجتماعية والنفسية والمادية. أهمية التواصل تشير إلي أن أهمية التواصل الاجتماعي تزيد في هذا العصر الذي طغي فيه العالم الافتراضي في استخدام الوسائل الالكترونية للاتصال وما لها من آثار سلبية كالعزلة الاجتماعية.. التواصل يدعم الحوار الاسري ويزيد الاحترام المتبادل والمودة والمحبة بين افراد الاسرة.. كما يساعد في تعزيز الثقة لدي الأبناء ويساعدهم علي تحمل المسئولية في اتخاذ قراراتهم المستقبلية وحل مشكلاتهم.. ويؤسس التواصل لتوعية حوار سليم يعتمد علي احترام رأي الآخر. كيف يتحقق؟ تؤكد أنه حتي يحقق التواصل غايته لابد من اعطاء الأبناء الوقت الكافي للانصات لهم والحوار معهم واعطائهم فرصة التعبير عما يجول بخاطرهم بالاستماع لهم.. التعامل مع الابناء كما هم وأنهم وحدة فريدة من نوعها وظاهرة لن تتكرر مع خلق فرص لتشعرهم بالحب نحوهم.. وعلينا عدم مقارنة الابناء بغيرهم ولكن نقارنهم بأنفسهم وما حدث لهم من تغيير ويجب اعطاؤهم الثقة في أنفسهم مهما كانت قدراتهم ويتحقق ذلك من خلال التربية والحوار القائم في شتي مناحي الحياة وهي الفرصة لبث الثقة في نفوس أبنائنا لجعلهم أسوياء ذهنيا واجتماعيا ونفسيا ما يجعلهم بحق سفراءنا بشخصيتهم.