رغم تأكيدنا كل عام أهمية زيارة دور الأيتام طوال العام وليس فى يوم واحد فقط فى السنة وهو ما نطلق عليه يوم اليتيم، فقد لا يحدث هذا نتيجة الالتزامات ومشاغل الحياة التى تلهينا عن هذا الدور المهم، على الأقل هذا اليوم نسعى أن يؤتى ثماره الإيجابية على هؤلاء الأطفال فأحيانا رغبة منا فى إسعادهم وإدخال السرور عليهم، هؤلاء قد نقوم بأفعال قد تؤذيهم نفسيا أو بدنيا منها على سبيل المثال إحضار كثير من الحلوى والعصائر مما يتسبب فى أذى لهؤلاء الأطفال، لذلك يقدم فريق نشر الوعى وكسب التأييد بجمعية وطنية بعض المعلومات المهمة عن آداب زيارة اليتيم من خلال حملة « الأصول بتقول». أولا نوضح من هو اليتيم؟ هو من لا يملك والدين بيولوجيين فيتلقى الرعاية من خلال الأمهات البديلات، أو الكفلاء والمتطوعين، ويرجع سبب انفصال هذا الطفل عن أبويه إلى عدة أسباب، منها حالات اقتصادية، أووفاة أحد الأبوين، أومجهولى النسب، ومن ثم يتجهون إلى الشارع، أو المؤسسات الإيوائية ودور الأيتام، أو فى أسرة بديلة أو ممتدة. ويخلق هذا الوضع أربعة أنواع من الأطفال، وهم طفل آمن، وطفل لا يشعر بالأمان، وطفل لا يشعر بالأمان ويقاوم، وطفل مشوش رافض لواقعه. أما عن زيارة دور الأيتام فلها أسباب وفوائد وهى الأمل فى الثواب، وتكوين صداقات جديدة، واكتساب خبرات جديدة، أوعمل أبحاث. ويشير الفريق إلى أن هناك عدة آداب لزيارة دور الأيتام منها قبل الزيارة، وفى أثناء الزيارة وبعدها. قبل الزيارة تذكر الدافع الخاص بك من الزيارة (عدم الذهاب دون سبب) وفكر فى طفولتك، وافهم دورك كمتطوع والتحديات النفسية والعاطفية للأطفال، ولا تظن أن زيارتك هى العصا السحرية لتغيير حياتهم، واتصل واسأل عن أفضل ميعاد للزيارة، وعن الفئة العمرية للأطفال، وعددهم، والأماكن أوالغرف المسموح دخولها فى الدار، وما يمكن أن تحضره معك. خطط لمن سيأتى معك، ودور ومسئولية كل شخص معك. وأخيرا أهم شىء أن تكون على طبيعتك، واحرص على أن تكون ملابسك مريحة وأنيقة، وابتسم باستمرار، وليس ضروريا أن تحضر معك اى لعب أو حلوى. أثناء الزيارة : مع الأطفال: كن مبادرا وتحدث معهم، وحاول أن تحفظ أسماءهم، إعط كل واحد حقه فى الاهتمام، وحاول أن تكون مستمعا جيدا، وعزز سلوكياتهم الإيجابية، ولا تعطى الأطفال ممتلكاتك الشخصية، واعقل كلامهم، ولا تكن متسرعا فى الحكم، وتذكر أن اللعب معهم أهم من اللعبة نفسها، ولاتنس أن تستأذن الأطفال والإدارة قبل التصوير. أما مع مقدمى الرعاية فحاول أن تتفهم احتياجاتهم، وكن ودودا واحترمهم ، وشاركهم فى الأنشطة، وكن إيجابيا فى توصيل المعلومة، ولا تحاول أن تثبت أنك تهتم بالأيتام أكثر منهم. ومع فريقك: لاتمزح بحرية ودون حدود، وتجنب المجادلة والنقاش أمام الأطفال، وتذكرألا تقول على بيتهم »ملجأ« ولكن قل (دار أو بيت)، ولا تبك أمام الأطفال، ولا تسأل أسئلة غير لائقة. وساعدهم أن يتعلموا، وأن يحموا خصوصيتهم، وأن يحترموا حدود الآخرين، ولاتعط وعواد أنت غير قادر على الوفاء بها، وتذكر أن الذهاب على مرات متقطعة مستديمة أفضل من الذهاب بشكل مكثف ثم الانقطاع مرة واحدة، واسألهم رأيهم كيف تجعل الزيارة مفيدة وممتعة، وفكر فى طرق تجعلك دائما متواصلا معهم. بعد الزيارة شارك مع فريقك الخبرات المكتسبة، وسلط الضوء على التحديات التى واجهتموها بغرض إيجاد حلول، وناقشوا إنجازاتكم والمعلومات التى عرفتموها عن الأطفال، ثم خطط لزيارتك القادمة. ويشيرد.سيد حسن السيد الخبير الدولى للإتيكيت وآداب السلوك إلى أن الاحتفال باليتيم يجب ألا يقتصر على إجراء مراسم احتفالية لتقديم هدايا للأيتام ويتم تغطيتها إعلاميا أو تنافس على إذاعة إعلانات تدعو إلى كفالتهم على سبيل الاستجداء أو المبالغة فى تقديم أعمال تليفزيونية لتجسيد مرارة اليتيم، بل يجب أن يكون الاحتفال هو بداية التطبيق العملى لمعالجة أحوالهم وفقا لتعاليم الدين، فكفالة اليتيم لا تقتصر على تقديم المساعدات وتحمل النفقات لسد احتياجاته من مأوى ومأكل وملبس وعلاج بل تشمل أيضا إشباع احتياجاتهم النفسية لتعويض حرمانهم بالمعاملة الحسنة والدعم النفسى الذى يرفع من شأنهم ويحفظ كيانهم ويزيل عنهم الخجل والاستكانة ويساعدهم على الاندماج فى نسيج المجتمع، كما أن الكفالة تعنى أيضا ضم اليتيم بتربيته وتعليمه وتوجيهه وإرشاده والعمل على قضاء مصالحه حتى ينهض بواجباته ومسئولياته ويصبح عضوا نافعا فى المجتمع، لذلك يوصى بأهمية أن يقوم الأوصياء وذوى القرابات والأرحام بهذا الدور فى كفالة الأيتام. وأخيرا يؤكد أهمية المداومة على زيارتهم والاتصال بهم والتواصل معهم من حين لآخر، فيوم واحد لا يكفى لخلق التكافل الدائم مع اليتيم.