فجر رئيس الوزراء قبل بضعة أيام بيان الحكومة في وجه البرلمان وانصرف تاركا الجميع في حيص بيص. فالبيان رغم ان الغالبية كانت تتوقع ما به من حقائق مفزعة وصادمة إلا أنه زاد من القلق والخوف من المستقبل ووقعه المؤلم خاصة علي الفقراء ومحدودي الدخل الذين كانوا يتوقعون ان يحمل البيان في طياته الخير والتفاؤل برفع المعاناة عن كاهل هؤلاء وما أكثرهم في مصر حاليا.. فما الذي سيفعله البرلمان؟ الحقيقة اسماعيل اشرك ببيانه البرلمان في المسئولية ووضعه بين خيارين اما الرضا والقبول به. وهذا يعني تحمل البرلمان اللعنات التي ستنصب عليه لانه وافق علي البيان وأداء الحكومة وهو ممثل الشعب ونائب عنه في النوائب والافراح. وإما ان يرفضه ويعيده ثانية. وبذلك يكون بمثابة "الكرسي في الكلوب" والاقالة للحكومة برمتها رغم محاولات الامهال والاسترضاء والغزل بتغيير 9 حقائب وزارية واستعادة العاشرة وهي قطاع الاعمال العام الذي جربناه ولم يفعل شيئا سوي خصخصة الشركات وبيعها بأسعار زهيدة ندفع ثمنها من دمائنا حتي الان كي نستردها ثانية بعد ان أساء المشترون استغلالها اما بالبيع أو بتشريد العمال دون التفكير في إعادة هيكلتها وتشغيلها وعمر أفندي خير دليل. ألقي رئيس الوزراء علي مسامعنا البيان الصادم ولم يقدم الحلول وقال ان الدين العام 3.2 تريليون جنيه وان الاجور تأكل 219 مليار جنيه من الموازنة العامة وان 80% من الموازنة توجه للانفاق علي الاجور التي ذكرنا رقمها والدعم البالغ 231 مليارا وعلي خدمة الدين العام البالغ 244 مليار جنيه ولم يوضح للبرلمان ما بذلته الحكومة منذ تشرفنا بها قبل بضعة أشهر رغم انه غير مسئول عن خطايا الحكومات السابقة مع انه من المفترض يكون قد حرك الماء الراكد بعض الشيء. وخشية المساءلة راح يلقي باللائمة علي الزيادة السكانية مع انها ميزة وعلي الدعم من انه جزء كالزر في العيون للتكافل الاجتماعي وعلي الأجور مع انها مقابل عمل ملايين العاشقين للتراب الميري ولم يتطرق الي حلول مستقبلية غير التي ذكرها بوعود في الصحة والتعليم والاسكان اتمني تنفيذها لارضاء المواطن ولصالحه كما ادعي ومحاربة الفساد وتجفيف منابعه. رغم عدم الاشارة الي كيفية ذلك. قال ان الاجراء الاصلاحي يحتاج الي توفير الموارد المالية وان هناك عدة مبادئ تلتزم بها الحكومة لتحقيق الاصلاح ولم يشر ايضا لكيفية تحقيق ذلك. واكد اننا نسير علي الطريق الصحيح رغم الصعاب ولم يوضح ملامحه. كنت اتمني ان يكون البيان عبارة عن ارقام توضح ما سيتم عمله للغد مثلما ساقها عند الحديث عن المعوقات كنت اتمني ان تبدأ الحكومة بنفسها بالتقشف بتقليل الانفاق علي مواكب الوزراء والفشخرة والبدلات والسيارات وتقليل مكاتب بعثاتنا في الخارج وهي تفوق امريكا نفسها وترشيد الكهرباء التي تترك في المكاتب والشوارع وكذلك المياه المتسربة من الحنفيات بسبب "جلدة" وغيرها من البنود التي لو نظرنا اليها لوفرت المليارات التي يحاولون اخذها من المواطنين مقابل الغاز والكهرباء والماء ويرفعون الفواتير شهريا حتي فاقت التصور وتترك المرتشين والمختلسين والمحتكرين للسلع ينهشون في لحومنا ليزداد الفقير فقرا والثري ثراء وقل ماشئت وسلم لي علي البيان..! .. وأخيراً: * أتمني ان تبحث الحكومة عن وسائل اخري لزيادة الموارد بعيدا عن جيب المواطن المطحون. * ياريت يعاد النظر في الزيادات الرهيبة مقابل خدماتها التي ابتلعت الملايين التي يعطونها للموظفين. * صدق الحكومة الاسماعيلية ومحاولتها التخفيف وارضاء المواطن.. ليس بالكلام. * النوايا الحسنة.. لاتكفي ولا بتوكل عيش..! * بعد 6 ساعات من الرعب.. نجحت مصر في انهاء ازمة اختطاف الطائرة المصرية. * الحمد لله ان الحادث فردي ولا علاقة له بتأمين المطارات في مصر. * ربنا عالم بظروفنا الصعبة.