أكد الخبراء أنه من الظلم تقييم أداء حكومة د.عصام شرف بعد مائة يوم فقط من توليها المسئولية في أعقاب ثورة 25 يناير ومظاهرات المطالب الفئوية.. موضحين أنهم متمسكون بالتفاؤل وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد انجازات كثيرة تعوض بطء الأداء الذي اتسمت به الأيام الماضية. طالبوا بالاستمرار في مواجهة البناء علي الأرض الزراعية وتطبيق فكرة توزيع انابيب البوتاجاز بالكوبونات.. وتقليل دعم الطاقة الموجهة للمصانع ليتجه لدعم الفقراء الذين يزيد عددهم علي 40 مليون مواطن.. وفرض ضرائب تصاعدية واعفاء المسكن الخاص من الضريبة العقارية. أكدوا ضرورة تخلص الحكومة في المرحلة القادمة من تضارب قرارات الوزراء وان تتجه للمشروعات الاستثمارية المشتركة بين قطاع الأعمال والقطاع الخاص لخلق فرص العمل. يقول د.حمدي عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق: اتوقع تحسن الأداء الاقتصادي بعد انتهاء الربع الأول من عام 2012 عدما يتسارع الانجاز ونتخطي مرحلة أضاف: لكن لي بعض الملاحظات منها انه لاتوجد خطة بشأن المستقبل كما لاتوجد أهداف أو سياسات للإنتاج والزراعة والصناعة والدين الخارجي.. حيث لم يعلن ذلك رئيس الوزراء في بداية توليه المسئولية. ونتج عن ذلك نتج تضارب في قرارات الوزراء.. فمثلا أعلن وزير التضامن وجود ضريبة علي الأرباح الرأسمالية.. وعقب وزير المالية بأن الضرائب سيتم فرضها علي أرباح البورصة فاعترض رئيس البورصة وكانت النتيجة ان مثال آخر عندما أعلن وزير المالية تجميد الضريبة العقارية ثم تراجع وقال: لن يكون هناك تجميد بل زيادة في حد الأعفاء من 500 ألف جنيه إلي مليون جنيه وتجاهل أيضا اعفاء المسكن الخاص رغم ان هذا كان مطلبا جماهيريا من قبل الثورة. أما إعلان الحد الأدني للأجور فقد عكس أداء الحكومة أيضا فهو اختصاص المجلس القومي للأجور لكن وزير المالية اعلنه وحدده ب 700 جنيه فقط بعد تبشير المواطنين أكثر من مرة بأنه سيصل إلي 1200 جنيه.. والتبشير ايضا بأن الحد الأقصي لن يزيد علي 28 ألف جنيه وانتهي الأمر إلي عدم تحديد الحد الأقصي نهائيا وتأجيل ذلك إلي مرحلة لاحقة.. مما يؤكد أن الأمور غير واضحة. يتساءل د.حمدي عبدالعظيم عن حلول البطالة وفرص العمل وانخفاض الأسعار الذي ينتظره المواطنون منذ قيام الثورة. يتساءل أيضا عن عدالة توزيع الثروة.. فمازالت اعتمادات الموازنة موجهة أكثر للاغنياء.. والدليل دعم الطاقة الذي يصل إلي مائة مليار جنيه لمصانع الأسمنت وغيرها.. في حين يبلغ دعم السلع الغذائية للفقراء إلي 13 مليارا فقط.. وهو رقم ضئيل إذا علمنا أن مصر بها 40 مليون مواطن تحت خط الفقر!! يوضح أن ضعف الميزانية ينطبق ايضا علي التعليم والصحة والإسكان وتطوير العشوائيات.. فكل ما تم تخصيصه لهذه المجالات يساوي نصف دعم الطاقة الموجهة للأغنياء!! ينتقل د.حمدي إلي ما يدعوه للتفاؤل وهو توقعه بأن تشهد الفترة القادمة تصاعدا في أداء الحكومة من خلال مشروعات استثمارية مشتركة بين قطاع الأعمال والقطاع الخاص لزيادة فرص العمل وتقليل الواردات واستقرار الأسعار وذلك بعد توقف برنامج الخصخصة.. وكذلك فرض ضرائب تصاعدية تبدأ من 5% وتصل إلي 45% مثل الدول المتقدمة خاصة أن هناك خطوة تم اتخاذها في هذا الطريق وهي فرض 5% علي الأرباح التي تزيد علي عشرة ملايين جنيه. قال: ننتظر أيضا اعادة هيكلة الموازنة بتقليل دعم الطاقة ودعم التصدير للاغنياء إلي النصف وتوجيه الباقي لدعم الفقراء.. ومطلوب تحديد حد أقصي للدخل وليس المرتب فقط من جهة العمل الواحدة حتي لايكون هناك تحايل من خلال الحوافز وبدلات اللجان وغيرها.. مع توجيه الفائض لتحسين مرتبات صغار الموظفين ومعاشات الفقراء. ومن المطالب العاجلة أيضا الغاء درجات مستشاري الوزراء فليس معقولاً ان يكون لوزير واحد 45 مستشارا مثلما كان ليوسف بطرس غالي وزير المالية السابق وكان كل منهم يتقاضي 30 ألف جنيه شهريا علي الاقل.. ويجب ألا يزيد عدد المستشارين علي ثلاثة لكل وزير. المهندسة عنان هلال نائب رئيس جهاز حماية المستهلك تري أنه من الظلم للحكومة ولرئيسها د.عصام شرف أن نحكم علي الأداء بعد مائة يوم فقط.. فإذا تحدثنا عن ارتفاع أسعار بعض السلع فسوف نجد أسبابا خارجة عن إرادة الحكومة تمثلت في ارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه ولأننا نستورد حوالي 60% من الغذاء فمن الطبيعي أن ترتفع أسعار بعض السلع مثل الزيوت.. لكن هذا لايمنع أن بعض الأسباب ترجع لجشع التجار والمستوردين وهو ما يجب ان تركز الحكومة علي مواجهته بشكل جاد. د.صلاح الجندي أستاذ الاقتصاد الزراعي يؤكد ضرورة عدم التعجل في تقييم أداء الحكومة.. فالتقييم يحتاج مدة زمنية وبيانات وتحليلات.. ولايجب أن ننسي أن مصر لم تكن فقيرة لكنها كانت منهوبة لدرجة لم يصل إليها الخيال.. والحكومة تبذل جهداً كبيراً وتستمع للناس وتحاول الاستجابة للمطالبة الفئوية رغم أن بعضها مبالغ فيه مقارنة بعجز الموازنة وزيادة معدلات التضخم.. كما أنها تستجيب لما ينشر في الصحف وهذا لم يكن يحدث من قبل. د.سلوي بيومي العميد الأسبق لكلية الزراعة جامعة القاهرة تتعجب من تقييم أداء حكومة بعد مائة يوم.. وتقول انها جاءت في ظل احداث متلاحقة ومطالب فئوية. أضافت: تحاول الحكومة جاهدة استعادة الأمن ونتمني ان تنجح.. موضحة أن الحكومة ليس لديها عصا موسي أو مصباح علاء الدين.