موعد أذان الفجر اليوم الجمعة ثالث أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    حزب "الجبهة الوطنية" يطلق مؤتمرًا موسعًا لريادة الأعمال في بورسعيد    ديوان عام محافظة الجيزة يعلن توفر عدد من الوظائف    جهاز حماية المستهلك يوضح آليات استقبال الشكاوى وحلها: الرد خلال 24 ساعة بحد أقصى    سعر الليمون والبصل والخضار في الأسواق اليوم الجمعة 30 مايو 2025    بالأسماء، وزير البترول يصدر حركة تكليفات وتنقلات لبعض رؤساء شركات القطاع    فلسطين.. تجدد غارات جيش الاحتلال على محيط شارع نصر في جباليا البلد شمال غزة    "كتف الأبوة"، طبيب يكشف سبب آلام كتف ولي عهد الأردن (صور)    ترامب: يسعدني ترشيح بول إنجراسيا لرئاسة مكتب المستشار الخاص في الولايات المتحدة    زلزال بقوة 4.4 ريختر يضرب باكستان    آخر قراراته فرض رسوم 50% على الاتحاد الأوروبي.. ترامب يشعل الحرب العالمية الجمركية    أسامة كمال: 600 يوم من الإجرام الإسرائيلي وغزة لا تزال تتنفس وتكتب التاريخ بالدم    روسيا تتهم حليفتها صربيا بالخيانة لتوريدها الأسلحة إلى أوكرانيا    المبعوث الأمريكي لسوريا: ملتزمون بهزيمة داعش    إمام عاشور يكشف كواليس غرامة المليون وتصرفه مع مدرب بيراميدز: بذلنا 200% من جهدنا بعد صدمة صن داونز    محمد سراج الدين: الأهلي هو البطل الحقيقي.. والزمالك لا يُقارن بتاريخ بيراميدز    "بسبب بن رمضان وتريزيجيه".. إمام عاشور يكشف حقيقة طلبه تعديل تعاقده مع الأهلي    "إحنا جايين".. إمام عاشور يوجه رسالة إلى ميسي قبل مواجهته في مونديال الأندية    الأهلي يوضح حقيقة خلاف حسام غالي مع الإدارة    موعد نتائج سنوات النقل للمرحلة الثانوية في البحيرة برقم الجلوس (روابط)    22 مصابًا في انقلاب "أوتوبيس" بالسادات في المنوفية    مصرع شاب في انقلاب سيارة على طريق أسيوط – الوادي الجديد    «الأرصاد» تكشف عن طقس اليوم الجمعة.. والعظمى في القاهرة 32    جمعية المؤلفين والملحنين تحيل ملحنا إلى التحقيق بعد نشره بيانا مزورا ضد الفنان حسين الجسمي    حدث بالفن| حقيقة وفاة عادل إمام ونجمة تنشئ قناة دينية ورحيل فنانة معتزلة    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    "مصر الخير" تطلق جائزة ريادة العطاء 2025 لمحور المياه النظيفة    عيار 21 الآن بعد الارتفاع العالمي.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 30 مايو 2025 بالصاغة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 30 مايو 2025    ضبط 3431 أسطوانة غاز و1000 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بالبحيرة    إحالة 5 متهمين للمحاكمة الجنائية لاستدراجهم آخر وهتك عرضه    زينة تظهر ب «نيولوك» جديد في أحدث أفلامها (صور)    مصرع شاب صدمته سيارة والده بالخطأ في مدينة العاشر من رمضان بالشرقية    ننشر استعدادات محافظ الإسماعيلية لاستقبال عيد الأضحى    «مفتعلة ومترتبة».. تعليق مثير من طاهر أبوزيد على احتفالات بيراميدز    4 أبراج «بيحبوا السيطرة».. قياديون يتمتعون بالكاريزما لكن ثقتهم الزائدة قد تتحول لغرور    ليلى علوي تحتفل بنجاح نجلها خالد في مشروع التخرج.. ماذا قالت؟    بعد إزالة الوشم.. أحمد سعد يصلي في غار حراء والمسجد النبوي (صور)    والدة إبراهيم شيكا: "عايزة كل قرش في ورث ابني ومراته بصمته في المستشفى"    نجم الأهلي: أفشة قالي إن هدفي هيجيب الدوري.. ومثلي الأعلى حسام غالي    الوكيل: شراكة قوية بين الحكومة والقطاع الخاص.. والقطاع الخاص يساهم بأكثر من 80% في الاقتصاد المصري    الإمساك.. الأسباب الشائعة وطرق العلاج بوصفات طبيعية    تجاهل تنظيف منطقة في الأذن قد يعرض حياتك للخطر.. تحذير خاص لأصحاب «النظّارات»    وزير الأشغال العامة الفلسطينى: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية    وكيل أوقاف الفيوم يشهد فعاليات كتاب مسجد على مفتاح.. صور    متحدث الأوقاف: صكوك الأضاحى بدأ فى 2015 ووصلنا إلى 10 ملايين أسرة    شيكابالا يكشف تفاصيل أزمته مع حسن شحاتة    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    المنوفية تُطلق جيلًا رقميًا جديدًا في وحدات الرعاية.. وتُنهي 96 دورة تدريبية    مطار سفنكس يستعد لاستقبال الوفود الرسمية المشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير    "مستقبل وطن" يستقبل وفدًا من السفارة الأمريكية بالقاهرة لتبادل الرؤى حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    رئيس جامعة بنها يتفقد الامتحانات بكلية الهندسة بشبرا    يوم توظيفي لذوي همم للعمل بإحدى شركات صناعة الأغذية بالإسكندرية    بالصور- وقفة احتجاجية لمحامين البحيرة اعتراضًا على زيادة الرسوم القضائية    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجراس مصرية
يقدمها: سامح محروس
نشر في الجمهورية يوم 21 - 02 - 2016

عائلة غالي من العائلات العريقة في عالم السياسة والدبلوماسية.. تركت بصمتها علي الحياة في مصر علي مدي عقود بعيدة وتركت الكنيسة البطرسية بالعباسية شاهدا ومؤرخا لتلك الاعمال التي ألقت بظلالها علي كل مناحي الحياة في مصر.
تأسست الكنيسة البطرسية بالعباسية التي دُفِنَ فيها الراحل الكبير د.بطرس بطرس غالي الخميس الماضي. في عهد البابا كيرلس الخامس الذي مكث علي الكرسي المرقسي أكثر من 52 عامًا 1874 1927تم خلالها بناء العديد من الكنائس. شملت إلي جانب البطرسية 12 كنيسة أخري من بينها كنائس مارمرقس بالجيزة 1877 والملاك غبريال بحارة السقايين 1881 والعذراء بالفجالة 1884 والعذراء بحلوان 1897 كما وضع أساس كنيسة مارمرقس بالخرطوم في 27 مارس 1904 ومدرسة بولاق القبطية الصناعية في 25 يونيو 1904 وكنيسة الشهيدة دميانة ببولاق 1912 ومار مرقس بمصر الجديدة 1922 والعذراء بشارع مسرة بشبرا 1924.
شملت حركة الاصلاح الشامل للكنيسة القبطية الارثوذكسية التي نفذها البابا كيرلس الخامس استكمال الكاتدرائية المرقسية الكبري بالأزبكية. وانشاء تسع مدارس بالقاهرة والجيزة منها المدرسة الاكليريكية ومدرسة البنات بالأزبكية ومدارس للرهبان.
الاسم الحقيقي للكنيسة هو كنيسة الرسولين بطرس وبولس الا أنها اشتهرت باسم "البطرسية" نظرا لانتسابها إلي عائلة بطرس غالي باشا التي شيدتها علي نفقتها فوق ضريح عميد العائلة رئيس الوزراء الذي اغتيل في 1910م وتم الانتهاء من تشييدها في 1912.
تولي تصميم مباني الكنيسة وزخارفها أنطوان لاشاك بك مهندس القصور الخديوية. واضع تصميم بناء بنك مصر الأثري بشارع محمد فريد بالقاهرة.. صمم لاشاك بك الكنيسة علي الطراز البازيليكي الايطالي وبنيت بطول 28 متراً وعرض 17 متراً بالحجر المنحوت من أساسها إلي قمة أبراجها كما كانت كنائس الأقباط في العصور الأولي.
يتوسط صحن الكنيسة الذي يفصل بينه وبين الممرات الجانبية. صف من الأعمدة الرخامية في كل جانب ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور رسمها الرسام الإيطالي بريمو بابتشيرولي الذي أمضي خمس سنوات في تزيين الكنيسة بهذه اللوحات الجميلة التي تمثل فترات من حياة السيد المسيح والرسل والقديسين.
يوجد بالكنيسة لوحات فسيفساء صنعها انجيلو جيانيزي من فينسيا مثل فسيفساء التعميد التي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن ويوجد أمامها حوض من الرخام يقف علي أربعة عمدان كما توجد صورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثال للسيد المسيح علي العرش وعلي يمينه السيدة العذراء وعن اليسار مارمرقس الرسول.
ومن التاريخ الحديث للكنيسة أنها استقبلت في يونيو 2010 جزءًا من رفات القديسين مارمينا وابسخيرون القليني وأجزاء من رفات شهداء أخميم وشهداء الفيوم وتولي تطييب الرفات وزفها نيابة عن البابا الراحل شنودة الثالث نيافة الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة بصحبة عدد من كهنة البطريركية.
المسيحيون في عهد محمد علي
أما العائلة فهي واحدة من العائلات الارستقراطية المصرية التي استفادت من حكم محمد علي باشا لمصر في أوائل القرن التاسع عشر. حيث عمد ضمن مشروعه للنهضة بالبلاد إلي توزيع آلاف الأفدنة الزراعية علي بعض العائلات المقربة إليه وتعيين أفرادها في مناصب حكومية عليا ومنح بعضهم رتب البكوية والباشوية.
وتعتبر العائلة البطرسية واحدة من العائلات القبطية القليلة التي لعبت دورًا في التاريخ المصري الحديث.. يبدأ هذا التاريخ مع تولي محمد علي باشا حكم مصر عام 1805 وتوجهه نحو بناء دولة مدنية عصرية تقوم علي المساواة التامة بين مواطنيها دون تفرقة بسبب الدين كما كان الحال في عصر المماليك والعثمانيين.
وتطبيقًا لهذه السياسة اتخذ محمد علي عدة إجراءات تعلي من شأن المواطنة استقاد منها المسيحيون المصريون حيث سمح لهم بحرية بناء الكنائس وممارسة الطقوس الدينية ولم يرفض اي طلب تقدموا به لبناء أو إصلاح أي كنيسة وكان أول حاكم لمصر يمنح موظفي الدولة من المسيحيين رتبة الباكوية عرفانا بخدماتهم للبلاد وأذن لهم بزيارة الأراضي المقدسة. حيث عثر علي أول وثيقة تعود إلي عام 1241 هجرية 1825م يوصي فيها محمد علي القائم علي أمر غزة بالمسيحيين المصريين الذين يرغبون في الحج إلي القدس وألا يدع لأحد مجالا للتدخل في شئونهم.
ونقرأ في كتاب "القديس البابا بطرس السابع الجاولي" أن محمد علي أعفي بعض المسيحيين في سنة 1831 من دفع الجزية بحكم عملهم مثل العاملين في ترسانة الإسكندرية وفي 1839 أصدر مرسومًا بإعفاء المسيحيين من دفع الجزية نهائيًا كما اتخذ له مستشارين منهم.
وهنا نصادف أول ظهور لعائلة باسم المعلم غالي "دون التأكد من كونه الجد الأكبر لبطرس بطرس غالي" وكان من أهم الشخصيات القبطية التي اشتهرت أيام محمد عليپوكان سابقًا يعمل كاتبًا لدي الزعيم المملوكي محمد بك الألفي. ثم عينه محمد علي كبيرًا للمباشرينة "جامعي الضرائب" وكان اليد اليمني له وكان منصبه يعادل وزير المالية حاليًا. وضع المعلم غالي نظامًا حديثًا للضرائب وجبايتها. وقسم مصر إلي مديريات وأقسام. والأطيان إلي أحواض وقبائل. وهو أساس النظام المتبع في مصر حتي الآن.
ولتسهيل مأمورية تحصيل الضرائب للخزانة أنشأ المعلم غالي مصلحة المساحة ورغم هذه الخدمات التي أداها المعلم غالي لمصر ولمحمد علي. حدث في مايو 1822 أن طلب إبراهيم باشا ابن محمد علي منه أن يفرض ضرائب علي النخيل فطلب منه المعلم غالي مهلة حتي يعرض الأمر علي محمد علي باشا فأطلق إبراهيم باشا الرصاص عليه فأرداه قتيلًا في الحال وهو ما أغضب محمد علي فحاول ترضية باسيليوس ابن المعلم غالي بأن أسند اليه منصب رئيس المحاسبة في الحكومة وأنعم عليه برتبة البكوية وهو أول قبطي يحصل علي هذه الرتبة.
أثمرت جهود محمد علي في اشراك المسيحيين في النهضة المصرية. ظهور العائلة البطرسية في واجهة الأحداث منذ أواخر القرن التاسع عشر حيث لعبت دورًا مهمًا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصر في تلك الفترة. حسبما يوضح كتاب "من وثائق العائلات القبطية. قراءة في أوراق عائلة بطرس باشا غالي".
تبدأ رحلة العائلة مع نيروز غالي والد بطرس باشا غالي الذي كان ناظر دائرة الأمير مصطفي فاضل شقيق الخديو اسماعيل في الصعيد منتصف القرن التاسع عشر كان يعيش في بلدة الميمون ببني سويف حيث رزق بمولود أسماه بطرس الذي بدأ تعلم مباديء القراءة والكتابة في أحد كتاتيب بني سويف ثم التحق بمدرسة حارة السقايين ثم المدرسة القبطية بالقاهرة فمدرسة البرنس مصطفي فاضل التي أتقن فيها اللغة الانجليزية والتركية.
عين بطرس غالي مدرسًا بالمدرسة القبطية بالقاهرة ثم سافر في بعثة إلي أوروبا لاستكمال تعليمه العالي وبعد عودته عمل في الترجمة بالإسكندرية ثم عمل بالحكومة كاتبًا بمجلس التجارة بالاسكندرية حتي صار سكرتيرا للمجلس. عين رئيسا للقلم الأفرنجي بوزارة الحقانية "العدل" وانتدبته الحكومة المصرية سكرتيرا للجنة الدولية التي سنت قانون التصفية لمالية مصر عام 1876م. عين وكيلا للحقانية ثم سكرتيرا لها عام 1879 ثم وكيلاً في 10 أكتوبر 1881 ونال رتبه الباشوية في العام التالي وكان أول قبطي يحصل علي هذا اللقب الرفيع.
أثناء الثورة العرابية عام 1881 كان بطرس من أنصارها ومن المنادين بالتفاوض مع الخديو واختاره عرابي ضمن وفد التفاوض مع الخديو باسم العرابيين.
في 12 نوفمبر 1908 كلفه الخديو عباس الثاني لتشكيل الوزراء التي رأسها واحتفظ لنفسه بوزارة الخارجية حتي تم اغتياله في 20 فبراير 1910 برصاصات أطلقها عليه إبراهيم الورداني العضو بالحزب الوطني ليفارق الحياة في اليوم التالي 21 فبراير. برر القاتل جريمته بخيانة بطرس غالي بسبب توقيعه اتفاقية السودان سنة 1899 التي جاءت مجحفة لمصر لصالح انجلترا ورئاسته المحكمة المخصوصة في حادثة دنشواي عام 1906 التي حكمت علي الفلاحين بالاعدام ومحاولته مد امتياز قناة السويس حتي عام 2008 واعادته قانون المطبوعات الصادر عام 1881 في 25 مارس 1909 لمواجهة الانتقادات الصحفية لمشروع مد امتياز قناة السويس وفي اليوم التالي تخرج المظاهرات المنددة بهذا الإجراء بمشاركة آلاف الطلبة والعمال طافوا شوارع القاهرة حتي انتهت المظاهرة في ميدان الأوبرا في 18 مايو يصدر الحكم باعدام الورداني ومثل النيابة أمام المحكمة عبد الخالق ثروت باشا.
إجراءات ايجابية
رغم الانتقادات السابقة الموجهة لبطرس باشا غالي فان ما يحسب له هو وضع قانون المحاكم الاهلية والعمل علي ترجمة القوانين. ووضع تقارير عن أراضي مصر وضرائبها وفي عهده تقرر توسيع اختصاصات مجلس شوري القوانين بعرض مشروعات القوانين عليه لابداء الرأي فيها وتقرر علانية جلسات المجلس. كما أصدر قرارا باعتبار أول السنة الهجرية عطلة رسمية لأول مرة في التاريخ المصري وأنعم عليه برتبه الباشوية في العام التالي وكان أول قبطي يحصل علي هذا اللقب الرفيع.
تضم شجرة عائلة غالي أيضًا نجيب الابن الاكبر لبطرس باشا. درس الحقوق في فرنسا وشغل بعد عودته وظيفة مساعد نائب في المحاكم المختلطة ونقل لنظارة "وزارة الخارجية" وتم تعيينه سكرتيرًا لها وهو المنصب الذي استمر به 10 سنوات حتي استقال مع وزارة حسين باشا رشدي في إطار الأزمة مع الحكومة البريطانية التي رفضت رفع الحماية عن مصر ثم ضمه عدلي باشا يكن لأول وزارة يترأسها في مارس 1921 ولكنه آثر الاستقالة بعد 6 أشهر وتفرغ لإدارة أملاكه التي ورثها عنپوالده وخصص جزءا من أنشطته الخيرية من وصيته للمنشآت القبطية والبطرسية.
الابن الثاني لبطرس باشا غالي هو واصف الذي قيل عنه أنه "أول مصري ارتفع صوته رسميًا بالدفاع عن فلسطين في عصبة الأمم" وهو الذي رفض اشعال فتنه طائفية برفضه دعواتپلإقامة مؤتمر قبطي في أعقاب اغتيال والده كما كان من أوائل الداعمين لمطالبة سعد زغلول انجلترا بتحقيق وعدها باستقلال مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي. وانضم في نوفمبر 1918 لحزب الوفد الذي تشكل برئاسة زغلول للمطالبة بالاستقلال وسافر الي باريس ضمن الوفد المكلف بعرض القضية المصرية علي مؤتمر الصلح عقب الحرب.
ساند واصف الزعيم سعد زغلول في منفاه. وشارك في مقاطعة السلطات الإنجليزية بالمقاومة السلبية. حتي تم اعتقاله مع أعضاء الوفد في ثكنات قصر النيل. وصدر ضده حكم بالإعدام خفف لسبع سنوات وغرامة 5 آلاف جنيه. فاز مع أعضاء حزب الوفد بعضوية أول مجلس نيابي في 1924 واختاره سعد زغلول وزيرا للخارجية في أول وزارة يشكلها واستمر في 5 وزارات وفدية متتالية. واجه اثناء ذلك عدة ازمات منها اغتيال السير لي ستاك سيردار الجيش المصري وحاكم السودان العام. التي تصاعدت توتراتها حتي وصلت إلي التهديدات الإنجليزية العنيفة التي رفضتها الحكومة المصرية حتي استقالت.
بعد تاريخ طويل من العمل السياسي. اعتزل واصف السياسة. ثم عاد بعضوية مجلس الشيوخ عن الوفد التي انتهت بالاستقالة بعد حريق القاهرة يناير 1952واعتذر عن وزارة الخارجية في حكومة علي ماهر قائلاً: البلاد أصبحت مريضة بدرجة كافية وعلاجها ليس عند عجوز وصل لسني.
الابن الرابع والأخير لبطرس باشا هو راغب الذي ابتعد عن عالم السياسة متأثرًا بحادث اغتيال والده وانشغل بمراعاة الأملاك ونماها حتي أصبح من كبار ملاك الأراضي الزراعية وهو والد الراحل الكبير بطرس بطرس غالي من زوجته صوفي شاروبيم ابنة المؤرخ ميخائيل شاروبيم.
مريت بين الآثار والشئون القروية
تضم شجرة العائلة أيضًا مريت ابن نجيب بطرس غالي. درس الحقوق في فرنسا وبعد عودته شغل عدة مناصب في الحكومة حتي وصل إلي وزير الشئونپالبلدية والقروية في وزارة نجيب الهلالي وهي أقصر الوزارات عمرًا في مصر حيث تشكلت يوم 22 يوليو 1952 قبل قيام الثورة بساعات.
اهتم مريت بالدراسات الآثرية حتي أصبح عضوًا بالمجلس الأعلي للآثار. وكان له دور مهم ضمن اللجنة المصرية التي قدمت المساعدات للإثيوبيينپخلال الحرب الإيطالية الحبشية التي بدأت 1935 واستمرت بعد الحرب في مواجهة الجفاف الذي ضرب الحبشة.
ونأتي أخيرًا إلي نهاية مشوار العائلة حتي الوقت الحاضر حيث يوسف رءوف بطرس غالي وزير المالية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك هو ابن رءوف شقيق بطرس بطرس غالي ولدَ يوسف بطرس غالي في القاهرة 1952 وحصل علي بكالوريوس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والدكتوراه في الاقتصاد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة عام 1981عمل بعد تخرجه محاضرًا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
قبل الدخول في المجال السياسي. عمل يوسف بطرس غالي خبيرًا اقتصاديًا في صندوق النقد الدولي لمدة 6 سنوات. ومستشارا اقتصاديا لرئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي المصري ثم تولي منصب وزير المالية عام 2004 وبعد ثورة 25 يناير حكم عليه غيابيًا بالسجن المُشدد لمدة 30 عامًا. نظرًا للقرارات التي اتخذها أثناء فترة توليه وزارة المالية.
مصادر:
1- القديس البابا بطرس السابع الجاولي البطريرك 109 تقديم ومراجعة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة.
2- "من وثائق العائلات القبطية.. قراءة في أوراق عائلة بطرس باشا غالي" خالد عزب دار الكتب والوثائق القومية 2012
3- يوميات من التاريخ المصري الحديث لويس جرجس سلسلة تاريخ المصريين هيئة الكتاب 1998
الطريق.. الحق
بقلم: الأنبا إرميا
قراءة انجيل هذا الأحد من يوحنا "6:5-14"عن معجزة "إشباع الجموع" فكما ذكرنا: ان الله هو الراعي الأعظم لأولاده. وهو يعرف حاجاتهم الجسدية والنفسية الروحية ويشبعهم بها كما رعي شعبه في البرية وأطعمهم طوال أربعين عاما.
وفي معجزة "إشباع الجموع" نجد القديس أندراوس تلميذ السيد المسيح متحيرا أمام كيفية توفير طعام لهذا العدد الغفير من الناس. إذ يجد ان كل ما لديه خمسة أرغفة وسمكتان فقط وهذا لن يغير في الأمر شيئا: هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟ وهكذا في كثير من الأحيان يتعرض الإنسان لمشكلات أو تكون له حاجات تفوق ما لديه فيشعر باحباط شديد وربما يعتريه اليأس إذ يري عظم مدي المشكلة وقلة ما لديه.
لذلك أراد السيد المسيح أن يقدم تعليما عمليا عن بركة الرب التي تغني. فأشبع جميع الحاضرين وكانوا يعدون بالآلاف من الخمسة خبزات والسمكتين وهكذا دائما الله مع أبنائه فهو الذي بارك ابراهيم فكان له غني عظيم ومواش كثيرة حتي ان الأرض لم تحتمل ان يعيش هو وابن أخيه "لوط" معا وقال عنه "اليعازر الدمشقي": "الرب قد بارك مولاي جدا فصار عظيما". أيضا بارك الله اسحاق "وزرع اسحاق في تلك الأرض فأصاب في تلك السنة منه ضعف وباركه الرب. فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتي صار عظيما جدا". وأمر الله الشعب بألا يزرعوا الأرض في السنة السابعة بل تكون راحة للأرض. ثم يقول للشعب وإذا قلتم: ماذا نأكل في السنة السابعة ان لم نزرع ولم نجمع غلتنا؟ فإني آمر ببركتي لكم في السنة السادسة. فتعمل غلة لثلاث سنين فتزرعون السنة الثامنة وتأكلون من الغلة العتيقة إلي السنة السابعة وسليمان النبي الملك كان أعظم ملوك الأرض وكثيرون جدا.
ان جميع من وثقوا بالله صارت لهم بركات كثيرة جدا في الحياة فثق انه مهما كان ما لديه قليل فإنه بين يدي الرب كثير جدا.
صوم أهل نينوي.. للتوبة والمغفرة
شريف نبيه
تحيي الكنيسة غدا ذكري صوم أهل نينوي المعروف باسم "صوم يونان" وهو النبي العظيم يونان بن أمتاي وقيل أنه ابن أرمله صرفه صيدا. الذي أقامه إيليا النبي من الموت. فتبعه وخدمه ونال نعمة النبوة.
وتصوم كنيستنا ثلاثة أيام طالبة المغفرة والرحمة من الرب مثلما فعل أهل المدينة فقبل الرب توبتهم.
فقد أوحيپاللهپتبارك وتعالي إلي يونان النبي أن يمضي إلي مدينة نينوي- بالعراق- وينذر أهلها أنه بعد أربعين يومًا تنقلب مدينتهم.پ ففكر في نفسه قائلًا ¢لو كان الله يشاء هلاكهم لما طلبني بإنذارهم. وأخشي أن أمضي إليهم وأبلغهم هذا الإنذار فيتوبوا فلا يهلكهم. وأكون أنا كاذبا فلا يعود أحد يصدقني فيما بعد. وربما أقتل لأني نقلت الكذب عن الله. فأقم وأهرب¢. فماذا عساه ظن هذا النبي؟ كيف يستطيع أحد أن يهرب من وجه الله؟ انه أراد بالهرب أن يبتعد عن مدينة نينوي لأنه لم يشأ القيام بإنذارهم لمعرفته أن الله رءوف ورحيم. بطيء الغضب نادم علي الشر وظن أنه بابتعاده عن نينوي يرسل الله نبيا غيره لإنذار تلك المدينة. وقد كان هروب يونان النبي وطرحه في البحر حتي يظهر الآية بوجوده في بطن الحوت ثلاثة أيام وخروجه سالما. ليكون رمزا ودليلا عليپقيام المخلص من القبرپبعد ثلاثة أيام ولم ير فسادا. فقام يونان ليهرب من وجه الرب ونزل إلي يافا حيث وجد سفينة ذاهبة إليپترشيشپفأقلع مع ركابها إلي ترشيش.. فأرسل الرب ريحا شديدة وحدث نوء عظيم في البحر حتي كادت السفينة تنكسر. فخافوا وصرخ كل واحد إلي إلهه. ثم قال بعضهم لبعض هلما نلقي قرعة لنعرف بسبب من هذه البلية. فلما اقترعوا أصابت القرعة يونان. فقالوا له ما الذي فعلته حتي جاء علينا هذا بسببك؟ فقال لهم اطرحوني في البحر فتسلموا. فاستغفروا الله ثم طرحوه فبلعه حوت عظيم. ومكث في جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال ثم قذفه عند نينوي. فقام عند ذلك ودخل نينوي. وأنذر أهلها فتابوا جميعهم الملك والعظيم والفقير والشيخ والطفل. وصرخوا إلي الله صائمين ورجع كل واحد منهم عن طريقه الرديئة فقبل الله توبتهم ورحمهم ثم قام يونان وأتي إلي أرض ومات بها وسبق مجيء السيد المسيح بأكثر من تسعمائة سنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.