أثار فيروس "زيكا" الذي انتشر بشكل كبير في القارة الأمريكية المخاوف من انتشاره عالمياً وتحوله إلي وباء خاصة بعد تحذير منظمة الصحة العالمية منه وتوصية المفوضية الأوروبية لمواطنيها بعدم السفر إلي المناطق المتضررة خاصة النساء الحوامل. أكد الأطباء أن "زيكا" ينتقل عن طريق البعوض ويؤدي إلي تشوه في الأجنة وينتج عنه انكماش في رءوس المواليد وحدوث ضمور للعصب البصري. مشيرين إلي أن أعراضه تشبه الانفلونزا مثل الحرارة المرتفعة والصداع مع طفح جلدي وتظهر الأعراض في فترة تمتد ما بين 3 إلي 12 يوماً علي اللسعة وحتي الآن لا يوجد مصل لهذا الفيروس. مطالبين باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية بالمطارات لمنع دخول الفيروس مع قيام إدارة الطب الوقائي بالتعاون مع إدارة مكافحة الحشرات بوزارة الزراعة بالرش الميكانيكي للقضاء علي الحشرات الناقلة للفيروس. كما أكدت وزارة الصحة أن مصر خالية من الفيروس وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنعه من الدخول من خلال إصدار تعليمات لإدارات الحجر الطبي بالمطارات بتشديد عمليات الفحص علي الوافدين مع أخذ عينات من الباعوض بشكل مستمر لتأكيد خلوه من الفيروس. يؤكد الدكتور محمد عز العرب - استاذ الباطنة والكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء - أن فيروس "زيكا" لا ينتشر إلا في وجود العائل الوسيط "ناموسة الزاعجة المصرية" وحامل الفيروس وهو الإنسان المصاب الذي يلدغ من هذه البعوضة. يشير د.عز العرب إلي عدم وجود حالات إصابة بالفيروس في مصر مشيراً إلي كونه فيروساً ضعيفاً لا يسبب الوفاة وخطورته إذا أصيبت به سيدة حامل يحدث تشوهات خلقية للجنين تتمثل في صغر حجم الجمجمة وما يصاحبه من تأثر عصبي وحدوث ضمور للعصب البصري والحسي والحركي فضلاً عن التخلف العقلي. يضيف عز العرب أن أعراض الإصابة بالفيروس تشبه أعراض الحمي العادية من آلام في المفاصل والعضلات والتهاب في ملتحمة العين وهو فيروس قديم تم اكتشافه في الأربعينات. والمشكلة ظهرت عند حدوث زيادة نوعية في عدد الإصابات في الأمريكيتين بلغت أكثر من 21 ألف حالة لافتاً إلي أنه لا توجد تطعيمات حتي الآن لهذا الفيروس. يطالب بضرورة تعاون وزارة الصحة ووزارتي الزراعة والبيئة والمحليات لمقاومة انتشار الفيروس وضرورة قيام إدارة الطب الوقائي بالرش الميكانيكي لمقاومة الحشرات بالمعدلات المتفق عليها عالمياً بمشاركة إدارات مكافحة الحشرات بوزارة الزراعة مع ضرورة قيام وزارة البيئة والمحليات بإزالة المخلفات وردم المستنقعات وتطهير الترع والمصارف خاصة أماكن وجود بيض البعوض لأن نفس البعوضة تنقل أمراض أخطر مثل "الحمي الصفراء" وحمي "الوادي المتصدع" وحمي "الدنج". يوضح الدكتور عادل موسي شطا - استشاري طب الطوارئ بالحسين الجامعي ورئيس اللجنة الصحية بمنظمة الصحة العالمية - أن الإصابة بهذا الفيروس تسبب نوعاً من التلف الدماغي القاتل وهو متوطن في افريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وبعض جزر المحيط الهندي مؤكداً ضرورة اتخاذ مزيد من الاختبارات والدراسات لتوضيح طرق انتقال العدوي حيث إن أعراضه بسيطة لكن الخطر الأشد حين تتواجد زيادة في عدد المواليد المصابين بصغر حجم الرأس الأمر الذي دفع الدول إلي الاعتقاد أن الفيروس له تأثيرات أكبر مما هو معتقد لأن الأطفال المصابين أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في النمو الفكري وانخفاض مستوي الذكاء وعدم تناسق العضلات. وعن طرق الحماية من الإصابة بفيروس "زيكا" يضيف شطا: يجب استخدام دهانات طاردة للبعوض وينبغي وضعها بعد دهانات الحماية من أشعة الشمس حيث تعمل الأخيرة كطبقة واقية للدهانات الطاردة للبعوض مع ضرورة ارتداء أكمام وسراويل طويلة تغطي الذراعين والساقين وسميكة لتحمي من لسعة البعوض واتخاذ إجراءات الوقاية المنزلية من البعوض بقفل الأبواب والنوافذ واستخدام الشبكات التي تحمي النوافذ من دخول البعوض والحذر من النباتات الموضوعة في الأواني حيث تعتبر مياه ريها بيئة مناسبة لتكاثر البعوض.. موضحاً عدم التأكد من الناحية العلمية من انتقال الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي منبهاً علي ضرورة استخدام الواقي الذكري لمدة أسبوعين من تعافي المصاب بعدوي الفيروس. ومن جانبه أكد الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن مصر خالية من هذا المرض والذي انتشر في دول أمريكا الجنوبية والوسطي وعدد من بلدان أوروبا موضحاً أن هذا الفيروس تم اكتشافه في أوغندا عام 1947 وكان منتشراً بين القرود وينتقل عن طريق الباعوض وليس الإنسان وتم اكتشاف أول إصابة للإنسان عام .1952 ويكمل مجاهد قائلاً إن إعراضه تظهر في الفترة من 3:12 يوماً من الإصابة به وتتمثل أعراضه في حمي بسيطة مصحوبة بطفح جلدي وصداع وآلام بالمفاصل ولكن خطورة هذا الفيروس تتمثل في إصابة النساء الحوامل اللائي تعرضن للدغ. تشديد الرقابة بالموانئ والمطارات عبدالناصر أبوالفضل أعلن الدكتور مدحت قنديل مدير عام الحجر الصحي بمطار القاهرة أنه تم رفع حالة الطوارئ وسط العاملين لمراقبة وفحص الركاب القادمين من الخارج لحماية البلاد من تسلل فيروسي زيكا ولاسا وسط الركاب مع مراقبتهم صحياً خلال إقامتهم بمصر. وقال "قنديل" في تصريحات صحفية أمس تنفيذاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية بضرورة مواجهة انتشار فيروسي زيكا في دول أمريكا الجنوبية والوسطي والبحر الكاريبي وحمي لاسا المنتشرة في نيجيريا تم اتخاذ إجراءات احترازية مشددة علي الركاب القادمين من الدول الموبوءة بالمرضين حيث تم منع الاجازات وسط العاملين وتدريب 111 طبيباً وعشرات الممرضين والمراقبين الصحيين علي أعراض المرضين وسط حالة استنفار ودعم من وزارة الصحة لإمكانيات الحجر الصحي بالمطار حيث يتم حالياً تغيير أجهزة وكاميرات الرصد الحراري الموجودة بصالات الوصول بأجهزة وكاميرات أحدث لرصد أية حالات ارتفاع في درجات الحرارة وسط الركاب حيث سيتم عزل الراكب المصاب ونقله إلي مستشفي الحميات بالعباسية لمتابعة حالته خلال فترة حضانة المرض ويتم ملء كروت بها بيانات كل الركاب القادمين من المناطق الموبوء لرصدهم صحياً خلال أسبوعين من وصولهم للتأكد من سلامتهم. وقال مدير عام الحجر الصحي إنه تم حصر رحلات الركاب التي تصل مباشرة من الدول المصابة خاصة من نيجيريا حيث يتم تنظيم أكثر من 10 رحلات أسبوعياً من لاجوس وكانو وأبوجا في نيجيريا التي ينتشر فيها فيروس حمي لاسا بينما ينتشر فيروس زيكا في 26 دولة من دول أمريكا الجنوبية والوسطي والمحيط الهادي والبحر الكاريبي. وقال مدير عام الحجر الصحي بالمطار إن الاجراءات الاحترازية المطبقة علي الركاب القادمين من الدول الموبوءة تشمل ايضا اطقم الطيارين والضيافة. كولومبيا .. بؤرة المرض ذكر معهد الصحة الوطني في كولومبيا أن أكثر من 2100 امرأة كولومبية حامل مصابة بفيروس زيكا الذي ينقله البعوض. وذلك مع استمرار انتشار المرض عبر الأمريكيين. ونقلت قناة "سكاي نيوز" عن معهد الصحة الوطني في نشرة أن هناك 20297 حالة إصابة مؤكدة بالمرض في كولومبيا. من بينها 2116 حالة لنساء حوامل ولم يتم حتي الآن الإبلاغ عن حالات إصابة بصغر في حجم الرأس. أو وفاة نتيجة فيروس "زيكا" في كولومبيا. وقال التقرير إن 2.37% من الحوامل المصابات ب "زيكا" يعشن في إقليم نورتي دي سانتاندير علي الحدود الشرقية مع فنزويلا.