اكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ثورة 25 يناير ثورة شعب احيت قيماً نبيلة افتقدناها لسنوات. وان 30 يونيه صححت المسار واستعادت ارادة الجماهير. وقال الرئيس السيسي في كلمة وجهها للأمة أمس أن مصر تحولت خلال العامين الماضيين من وطن لجماعة إلي وطن للجميع.. وفيما يلي نص كلمة الرئيس : نحتفل اليوم معا بالذكري الخامسة لثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير. التي ضحي خلالها شباب من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر. تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات.. وتؤسس لمصر الجديدة.. التي يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية في ظل عدالة اجتماعية تسود ربوع بلادنا. إن أي عمل إنساني يخضع للتقييم.. وما اعتري تلك الثورة من انحراف عن المسار الذي أراده لها الشعب لم يكن من قبل أبنائها الأوفياء.. وإنما جاء نتاجا خالصا لمن حاولوا أن ينسبوها لأنفسهم عنوة.. وأن يستغلوا الزخم الذي أحدثته لتحقيق مآرب شخصية ومصالح ضيقة.. تنفي عن وطننا اعتداله المعهود وسماحته المشهود لها.. ولكن الشعب الذي ثار من أجل حريته وكرامته.. صوب المسار وصحح المسيرة.. فجاءت ثورة الثلاثين من يونيو.. لتستعيد إرادة الشعب الحرة وتواصل تحقيق آماله المشروعة وطموحاته المستحقة. إننا نتوجه معا بتحية واحترام وتقدير وعرفان لأرواح شهداء مصر.. الذين أرادوا لهذا الوطن تقدما ولشعبه عزة وكرامة.. نؤكد أن تاريخ مصر سيظل يذكرهم بكل الفخر والاعتزاز.. ونجدد عهدنا لأسرهم بأننا سنظل معهم.. نشد علي أيديهم.. ونتذكر معا عظمة ما أنجزه شهداؤنا من أجل مصر وشعبها. لقد أنجزنا معا الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التي توافقت عليها القوي الوطنية.. واكتمل البناء الديمقراطي والتشريعي لمصر بانتخاب مجلس النواب الجديد.. وأقول لنواب الشعب.. مسئوليتكم جسيمة.. ومرحلتنا تاريخية.. تقتضي منا جميعا أن نرتقي إلي عظم المهمة الوطنية الملقاة علي عاتقنا.. فاشرعوا في ممارسة مهامكم في الرقابة والتشريع.. ونحن معكم.. نساندكم وندعمكم ونوفر لكم مناخا ايجابيا وحرا.. في إطار من الاحترام الكامل للدستور.. وما نص عليه من فصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. إن التجارب الديمقراطية لا تنضج بين عشية وضحاها.. وإنما من خلال عملية تراكمية ومستمرة.. تضيف يوما تلو الآخر خبرة جديدة.. فترسخ المفاهيم وتصقل العمل السياسي والممارسة الديمقراطية.. تسعي خلالها الدولة لتحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات في إطار واع من الحرية المسئولة.. يحول دون تحولها إلي فوضي هدامة.. تقوض مقومات الدولة وتقضي علي مقدرات الشعب. إن تقييما منصفا وموضوعيا لما حققته مصر خلال أقل من عامين علي كافة الأصعدة الداخلية والخارجية.. يوضح أن بلادنا تحولت من "وطن لجماعة" إلي "وطن للجميع".. من حكم يعادي الشعب وكافة قطاعات الدولة.. إلي حكم يحترم خيارات الشعب ويسعي جاهدا لتحقيق آماله.. ويضمن مناخا إيجابيا لعمل قطاعات ومؤسسات الدولة.. إننا نتحرك علي كافة الاتجاهات الداخلية والخارجية.. ندشن وننفذ مشروعات تنموية وانتاجية.. ومشروعات صغيرة ومتوسطة تراعي احتياجات الشباب.. وتدرك متطلباتهم وحقهم في العيش الكريم.. نعمل علي تطوير العديد من المرافق الخدمية.. ونتصدي بفاعلية للعديد من المشكلات وفي مقدمتها توفير الطاقة والكهرباء.. ونتفاني في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام.. لدينا إعلام حر وقضاء مستقل.. وسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة علي العالم. وأؤكد للجميع.. أن مصر اليوم ليست مصر الأمس.. وإنما نحن نشيد معا.. دولة مدنية حديثة متطورة.. تعلي قيم الديمقراطية والحرية.. وتواصل مسيرتها التنموية وبناءها الاقتصادي.. وستبقي الدولة المصرية تبذل كافة الجهود اللازمة لمحاربة الفساد والقضاء عليه.. إداريا كان أو ماليا.. إعلاء لقيم المساءلة والمحاسبة.. وحفاظا علي المال العام.. وضمانا لبيئة آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار. وإلي شباب مصر أقول.. إذا كان الشعب المصري هو سلاح الوطن لمواجهة التحديات.. فأنتم ذخيرته.. ووقود عمله.. وكل ما تحرص الدولة علي إحرازه فإنما هو لكم ولأبنائكم في المستقبل.. فأنتم ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري.. وعامل رئيسي من عوامل تقدمه ونهوضه. وختاما أقول... لن ينهض هذا البلد سوي بجهودكم أنتم يا أبناء مصر.. بعملكم الجاد.. بعقولكم المبدعة.. وسواعدكم القوية.. إن صدق النوايا يتعين أن يقترن بحسن العمل.. فوطننا ينادي.. وحتما سنلبي جميعا النداء.. عملا جادا.. وجهدا دءوبا.. إخلاصا لا ينقطع.. فمن أجلكم وبقوتكم تحيا مصر. تحيا مصر عزيزة قوية .. ويحيا شعبها مخلصا أبيا.. تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر