استعدت مصر للزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الصيني "شي جين بينج" لمصر اليوم لتوقيع العديد من الاتفاقيات والمشروعات في منطقة قناة السويس. قامت سلطات مطار القاهرة الدولي بوضع الأعلام المصرية والصينية علي جميع طرق المطار وأخلت قوات الأمن ساحة انتظار السيارات المواجهة للصالة الرئاسية. من المقرر أن تشهد الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات في الطيران المدني والعاصمة الجديدة والمال والاستثمار والطاقة والكهرباء والنقل والمواصلات باستثمارات تتعدي 10 مليارات دولار تقدمها المؤسسات المالية الصينية. وتأتي الزيارة ضمن جولة في المنطقة تشمل السعودية وايران في الذكري الستين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرةوبكين وهي أول دولة عربية وافريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين في عهدها الجديد.. وتنظر الصين لمصر كأهم دولة محورية في المنطقة في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الاوسط تغييرات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية. واعربت الحكومة الصينية في مناسبات عدة عن احترامها لخيارات الشعب المصري ودعمها للمسار الذي اختاره لكنها اكدت علي حرصها علي الاستمرار في مبدأ عدم التدخل في شئون الدول الاخري.. وتعتبر العلاقات الاقتصادية بين البلدين مرشحة لمزيد من النمو حيث تسعي الصين ليكون لها استثمارات اكبر في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا خصوصا مصر لتحقيق الاستفادة للطرفين حيث توفر بدائل استثمارية قوية تخدم اهداف التنمية في مصر. تتناول المباحثات تفعيل مبادرة طريق الحرير التاريخي للتجارة العالمية الذي طرح فكرة إحيائه الرئيس الصيني علي الدول العربية ولاقي ترحيبا كبيرا لما سيكون له من دور في استقرار الاوضاع الاقتصادية للمنطقة باسرها. الرئيس الصيني يبدأ جولته بالسعودية يبحث قضايا المنطقة وتأمين إمدادات النفط يأتي توقيت زيارة الرئيس الصيني شي جين ينج للمنطقة التي يبدأها اليوم من السعودية بالغ الأهمية إذ ترغب بكين بتحقيق أهداف محورية سياسيا واقتصاديا في ظل اشتعال المنطقة بالأزمات والاضطرابات وفشل السياسة الأمريكية في حل قضايا الشرق الأوسط المشتعلة بالأزمات والاضطرابات من جهة وهبوط أسعار النفط وتباطؤ الاقتصاد العالمي من جهة أخري. فعلي الصعيد السياسي. يبدو أن بكين تحاول اعادة ترتيب سياستها في الشرق الأوسط بعد فقدانها الثقة بواشنطن إزاء قضايا المنطقة وتزايد الشكوك حول السياسة الأمريكية في ايجاد سبل حل تلك القضايا وإعادة الاستقرار لها خاصة عقب ما يوصف بالخريف العربي. إذ كانت تعول بكين وعلي مدي عقود علي الولاياتالمتحدة للحفاظ علي استقرار المنطقة. ومع توالي الخيبات التي منيت بها واشنطن في سياستها الخارجية وتعاقبها علي أزمات المنطقة. إلا أنها لا ترغب في التنازل عن الدور المحوري الأمريكي في المنطقة. وتحاول تأمين مصالحها دون تحمل أي تبعات اقتصادية تثقل كاهلها وتحمل دول المنطقة فاتورة "خدماتها" بما يخدم مصالحها الاستراتيجية. ورغم التصريحات المتحفظة للحكومة الصينية التي غالبا ما تأتي عن طريق الوسائل الإعلامية الرسمية. إلا أن بكين تعتبر لاعبا مركزيا في ميزان القوي الدولية بالمنطقة بسبب أهميتها الكبري للجانبين سواء الأمريكي أو الصيني مع تباين السياسات الخارجية إزاءها. وستسهم جولة الرئيس الصيني في اعادة صياغة الدور الصيني ازاء المنطقة الذي طالما تميز عن الدور الأمريكي من خلال السياسة المرنة والمتزنة في التعاطي مع قضايا المنطقة التي ترقد علي صفيح من نار. وتكتسي زيارة الرئيس الصيني للقاهرة والرياض بأهمية بالغة إذ تعد مصر البوابة الكبري لافريقيا بالاضافة إلي الدور الريادي لمصر والسعودية كعامل استقرار للشرق الأوسط وشمال افريقيا. رغم التوترات وتعقد الخيوط والأوراق السياسية بين دول المنطقة. من جهته قال نائب وزير الخارجية الصيني للصحفيين "ان الصين لا تنحاز لأحد. فهي تؤيد بشدة استكشاف كل دولة في المنطقة علي حدة طريقا للتنمية يتلاءم مع ظروفها. أما من الناحية الاقتصادية. فتنظر الصين للمنطقة كاحد العوامل الحاسمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي للصين في ظل البيانات الاقتصادية الصينية مؤخراً والتي تؤشر علي تراجع ثاني أكبر اقتصاد عالمي. وتعزز المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في أزمة جديدة في ظل تراجع أسعار النفط والأسهم وتباطؤ معدلات النمو في الاقتصادات الصاعدة. وتحتاج الحكومة الصينية إلي النفط لدعم التنمية الاقتصادية. كما ترغب في فتح الأسواق الدولية لمنتجاتها. كما أن الصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط في العالم تعول علي المنطقة لتزويدها بامدادات الخام. خاصة السعودية التي تعد أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.