أكيد أنت سمعت عن العقيقة.. التي يتم عملها للمولود.. لكن هل سمعت عن "العريقة" التي يتم عملها للميت أو احتفالا بالمرحوم.. ورغم ان سيرة الموت قد تكون مزعجة للبعض.. لكن لا بأس ان تعرف ماذا يفعل أهلنا في الصعيد .. ولو ان أغلب هذه العادة بدأت تنقرض لكن الموت شغال والحمد لله علي كل شكل ولون وهي ذبح ذبيحة في ثالث يوم للميت وعقر العقيرة واطعام الطعام وهي بدعة قبل ان تكون عادة من العادات مثل الخمستاشر والأربعين وقفل السنة وما يحدث فيهما الخمستاشر بعد مرور أسبوعين علي الوفاة يحضر أهل الميت الخبيز والمأكولات التي كانت مفضلة للمرحوم في حياته من سمك وكفتة وأيضا الكبيب علي شكل كور يكون مصنوعا من الحبوب وخبز مصنوع من الدقيق الفاخر والسمن البلدي والسمسم يسمي عندنا في الصعيد الكحك ولا ننسي أيضا الفاكهة بأنواعها في فصلها شتاء أو صيفا وبعض الفلوس الفكة لأطفال الحفار أو الفحار أو الحانوتي علي حسب لهجة ولغة كل بلد وأيضا أطفال أهل الميت وأهم شيء يكون الطفل حافظ بعض قصار السور من القرآن علشان يجلس علي القبر ويقرأ السور اللي حافظها وتنزل من السيارة العمر المصنوعة من الخوص مملوءة بالمأكولات لتوزع علي روح المرحوم وقبل التوزيع لا ننسي النواح والعديد ومنها "رحت الجبل علي ذمت القاهم لقيت الحصي والرمل سواهم" وبعدما تهدأ النساء من النواح والبكاء يدخل الفحار الحانوتي بالدواب الحمير وعليها التلاليس أجولة كبيرة تسع كل ما جاء في السيارة ولا يترك الا القليل لأطفال أهل الميت وأيضا يطلب منه قراءة القرآن علي باقي قبور "متوفين" العائلة عقب الانتهاء من القراءة علي قبر المتوفي الحديث وكل قراءة وثمنها وكل ما يطول يحصل علي نقود أكثر وخلفه أطفاله وأطفال عائلته وأيضا لهم نصيب من الرحمة التي توزع عليهم رحمة علي روح المرحوم والخمستاشر هي أول طلعة للميت لزيارته في فبره ويغادر أهل الميت المقابر في العودة والتجهيز لليلة الخمستاشر من عشاء للمشايخ ومن معهم من احباب وأصدقاء وأهل المرحوم وتتكرر هذه القصة في الأربعين بعد مرور أربعين يوما علي الميت في قبره وبعد الأربعين تتكرر بعد مرور عام علي وفاة الميت وتسمي قفل السنة وأيضا تتكرر مع ذكري وفاته من كل عام وتذبح الذبائح واحضار قارئ كبير صغير علي حسب مقدرة أهل الميت وعمل صوان يسع أهل البلد والبلاد المجاورة للبلد ومازال البعض يعمل بهذه العادات وانقرضت لدي البعض الآخر والزيت اللي يحتاجه البيت يحرم علي الجامع والجمع أي الأصدقاء. حمادة بدران اسناالأقصر