المسرح ليس فقط ابوالفنون ولكنه ابوالحياة ومعلمها وصاحب الضوء في كافة ارجاء الدنيا تثقيفيا وتنويريا ومناهضا ومحاربا ومقاتلا والداعي الي الحياة الافضل والاجود والاكثر نورا والمجابه للظلام ولدعاة الظلام.. المسرح ياسادة هو الحياة والعصب الاساسي في العملية المسرحية واحد اعمدته المحورية والبنائية هو النص المسرحي النص غائب والكلمة غائبة والضوء غائب فعندما تتعانق الكلمة مع الصورة بجدية وموضوعية يكون المسرح في اوج الوجود والعطاء لكن النص غائب وكلمة نص هنا تعني الكاتب المسرحي المفكر واستطيع ان اقول تحديا لا يوجد عرض مسرحي ذو مرجعية درامية لمؤلف ومفكر مسرحي ولا اريد الخوض في تفاصيل فقد كتبت مئات المقالات حول هذه الاشكالية كان اخرها في عدد صفحة المسرح العدد الفائت وقد وجدت صدي واسعاً من الجميع الكتاب وغير الكتاب لذلك ادعو للمرة الاخيرة قبل الالف لحتمية ان تقف الدولة بكل قوتها نحو اعادة احياء مسرح المؤلف المفكر المسرحي وبدون ذلك اقول ثانية ومتحديا لن يكون هناك ما يسمي بالمسرح المصري "!!".. وكما اسلفنا يوجد في مصر مسرح وزخم مسرحي واسع ولكن لايوجد "مسرح مصري" والمسرح المصري مسرح يتسم بالحفاظ علي الهوية والحفاظ علي الشخصية في كل عناصر العملية المسرحية شكلا وموضوعا في الطرح في الازياء في التركيبة الدرامية وما هية الصراع الدرامي في الضوء في الديكور وخاماته في الديزاين والتصميم ما هو موجود هو مسخ من مسخ كوائن لقيطة لا تمت للمجتمع المصري بصلة سواء في الطرح والمضمون وماهية الصورة المسرحية هل يوجد عرض يتعانق مع روح المجتمع وقضاياه ربما يوجد عرض واحد وربما يوجد اخر لكن هذا الاخر غير مكتمل العناصر هي منظومة متكاملة ينبغي ان تبني وتوضع ملامحها وسيميولوجيتها وفق خطة واستراتيجية يحددها الشكل العام للمسرح الجديد. العام الدرامي المسرحي الجديد والمغاير وليس تقديم اعمال وفق عشوائية واللي عنده حاجة يقدمها وخلاص خلاص المسرح من الفوضي والعشوائية تتطلب المنهج العلمي في الادارة وفق تخطيط فكري قوامه تفاصيل الحياة وقضايا المجتمع وهذا المنظور العلمي غير موجود تلاته بالله العظيم غير موجود واذا كان موجود فما هذا الانفلات المسرحي؟سمك لبن تمر هندي والموجود يسد هل ماهو مطروح. مطروح وفق خطة ومنهج او علم او خطة او استراتيجية؟.. السؤال هنا عام وليس خاصا باحد او بشخصية ما.. المسرح يقدم وفق "الموفوق" اليوم الحديث عن كذا فليكن كذا وهكذا وهكذا وياحبذا لكن النتيجة لاترضي مصر وحجم مصر في المنطقة العربية ولاتقدم مصر بشكل مناسب او لائق او جيد او مقبول علي خريطة المسرح في العالم وعلي الوزير النمنم ان يتدخل ويسأل أهل الذكر لانقاذ المسرح وتحويله من مسرح يقدم عروضا مسرحية لمنظومة تعيد مقولة المسرح المصري ياسادة اين المسرح المصري؟!! نجح المسرح وهذه حقيقة في منح الفرصة الكاملة للشباب وقدم الشباب تجاربهم بنجاح ولكن اين تواصل الاجيال واين المسرح الحقيقي فالمسرح ليس عرضاً وليس ايرادا وانما المسرح هو فكر وصورة مسرحية ربما حضرت الصورة ولكن غاب الفكر المسرحي حتي عرض المليون ليلة من الف ليلة للفخراني فالملايين ليست دليلا علي النجاح ولكن ما الفكر الذي قدمه؟!! هذا نموذج لطرح الناس ذهبت لتشاهد يحيي الفخراني وهو فنان قدير وكبير بكل ما تحمله الكلمات من معني قدم صورة جمالية رائعة وغنائية اكثر روعة ودرامية شديدة التواضع وبلا فكر هم انفسهم صناع العمل اعترفوا انهم قدموا العمل كما هو كما كان في الماضي ياسادة لسنا في حاجة الي تقديم اعمال متحفية ولكن نريد اعمالا مسرحية. تتماشي وتتلافي وتتشابك مع الواقع واعمال اخري كثيرة ولكم ان تتخيلوا بعض القيادات في المسرح بعامة تطالب المخرج قائلة أوعي يكون فيه سياسة احنا مش ناقصين وهكذا نحن في حاجة لعودة مصطلح المسرح المصري وليس تقديم عروض مسرحية وكفي!! وهذا لن يتم الا بمنح او اعطاء الحرية الكاملة للمبدع فلا خوف من المسرح حتي وان كان سياسيا فهو يخلق حالة جدلية ايجابية تدعو للتفكير والتفكر ولاتدعو للهدم او التحريض كما يفهم الاغبياء الغباء يقتل المسرح وما اكثر الاغبياء في المسرح فاذا كان هناك عام مسرحي اوشك علي الانتهاء وقد خرجنا منه صفر اليدين الا اننا نجحنا في كسب مجموعة من شباب المسرحيين المستنيرين الواعدين وادعوا ان يكون العام المسرحي الجديد هو عام مسرح الكاتب المفكر المسرحي وعلي الوزير ان يعيد النظر في المنظومة الادارية لو اراد مسرحا مصريا خالصا!!