اتفق المواطنون علي امتلاك الشباب السوري لثقافة العمل التي تؤهله للنجاح في أي مكان فهو اعتاد علي العمل منذ نعومة اظافره لتحمل المسئولية واكتساب المال علي عكس الشاب المصري الذي يفتقر لروح المبادرة والعمل الحر وينتظر الوظيفة "الميري". خبراء النفس والاجتماع فسروا ذلك بأن الشاب السوري لديه موروث ثقافي في الاعتماد علي النفس واستخدام مهاراته للنجاح في أي عمل خارج حدود دولته واذا اتقن الشاب المصري هذه المهارات وتخلي عن التفكير الروتيني بالوظيفة الحكومية فسيؤدي ذلك الي تقليل معدلات البطالة وزيادة الناتج القومي. حمودة المنجي - محام - يقول ان الشعب السوري اعتاد علي العمل ويتميز بالابداع واتقان العمل الي جانب المنظومة الادارية الناجحة عليها في بلده ويطبقها في أي مكان يذهب اليه. قلة خبرة ويضيف سيد عبدالسلام - اعمال حرة - ان الشاب المصري لايجب العمل والكفاح بل يلهث وراء تقليد الاشياء غير النافعة كموضة قصات الشعر والتباهي بماركات الملابس ويرجع ذلك الي غياب التربية السليمة وزرع المبادئ والاسلوب المتدني للتعليم. ويشير عزت الرملاوي - فني - الي افتقار الشاب المصري الي الطموح والخبرة واعتماده علي العمل الروتيني البعيد عن الابتكار والحرفية مع اختفاء دور الاسرة في زرع المبادئ السليمة وقيمة العمل في الاطفال وحثهم علي الاجتهاد بالمدرسة ليس للنجاح فقط بل للتفوق. ويري اشرف محمد - اعمال حرة - ان الشاب السوري لديه من الامكانيات التي تؤهله للعمل من حيث الخبرة والسمعة فالسوري يجيد العمل في صناعة الملابس والمطاعم لذا من السهل عليه ان يعمل داخل اي مجتمع بخلاف المصري الذي يفتقر للخبرة. ويؤكد المصري ابراهيم - محام - ان رأس المال هو العامل الرئيسي المتحكم في سوق العمل ومعظم السوريين العاملين بمصر يعتمدون علي أموالهم في عملهم سواء كانت منحا ترسل لهم من الاممالمتحدة أو اموالهم الشخصية بينما المصري لايجد من يساعده من الحكومة والدليل ان معظم مشروعات شباب الخريجين فاشلة. ويقول سيف الدين احمد - مندوب مبيعات - معظم الشباب المصري لايستطيع الاستمرار في العمل بالقطاع الخاص لمدد طويلة لاسباب عديدة منها زيادة عدد ساعات العمل ورغم المرتبات المجزية الا انهم يتركون العمل وهذه ظاهرة لابد من دراستها من الجهات المسئولة. ويري محمد منصور - اعمال حرة - ان الشعب المصري كسول بطبعه ولايحب العمل الا اذا اضطر اليه وهناك مثل واضح في بعض اصحاب المهن الحرفية كعمال النقاشة او السباكة لايعملون الا عند احتياجهم للمال فقط. تحد واصرار الدكتور ابراهيم البيومي غانم - خبير اجتماعي - يقول الشاب السوري لديه شعور قوي بالتحدي والاصرار علي البقاء والاستمرارية كما ان لديه طاقة تدفعه بالاعتماد علي نفسه لذا يمتهن ابسط المهن وينجح فيها لذا نجده يستنفر كل مهاراته وقدراته التي تدفعه للنجاح في المهن التي يجيدها وحتي المهن التي لايجيدها نجده يحاول النجاح فيها. ومن ضمن اشهر المنتجات والاعمال التي نجح فيها السوريون الحلويات فهي ذات جودة عالية وسعرها مناسب علاوة علي المعاملة الحسنة من قبل البائعين. وعلي العكس تماما نجد الشاب المصري يشتهر بالاتكالية لوجود اسرته حوله لذا ينخفض لديه الشعور بالتحدي ولايريد اجهاد نفسه في العمل بأبسط المهن ويريد ان يعمل بأكبر الوظائف. ويرجع الدكتور إبراهيم عيد - استاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس نجاح الشباب السوري في العمل بمصر لوجود موروث ثقافي واجتماعي لانتمائه للحضارة الفينيقية التي تعتمد علي العمل التجاري حيث نجد الكتلة الشامية متمثلة في سوريا ولبنان تقوم بتدريب اولادها علي العيش خارج الحدود والهجرة واتقان الاعمال التجارية بالخارج فنجد الطفل منذ 9 سنوات يسافر لاقاربه ويعمل معهم ثم ينتقل لدولة أخري ينجح فيها ومن هنا يتكون لديه خليط من الوجود الانساني فاذا ما ضاقت به الحياة يستطيع ان يجد مخرجا ويعيش ولو بعمل بسيط اما نحن المصريين فنحتاج لاعداد نفسي تربوي لاولادنا لاكسابهم مهارات يستطيعون من خلالها الاعتماد علي النفس لذا يجب تدريب أولادنا علي الصلابة والعمل البسيط والنزول لمعترك الحياة التي تجمع بين العلم والمهارات. ويطالب الدكتور مختار الشريف - الخبير الاقتصادي - بتغيير الموروث الثقافي لدي جموع المصريين وليس الشباب فقط والاتجاه للعمل الحر وعدم انتظار الوظائف الحكومية والاعتماد علي النفس والتحدي لاثبات وجوده وعمل كيان مستقل دون الاعتماد علي اسرته وهذا بالطبع سيعود علي المجتمع اقتصاديا بتقليل نسبة البطالة لتوظيف الموارد البشرية وعلي المدي الطويل سيقلل من ميزان المدفوعات ويزيد الناتج القومي مناشدا وسائل الاعلام المختلفة بعمل حملات توعية لحث الشباب علي العمل الحر وعدم انتظار الوظيفة الميري وعلي الجهات المسئولة بالدولة تولي تدريب الشباب لاكسابهم مهارات العمل الحر.