بورسعيد- هشام العيسوي وثروت الطحان: يقف ميناء الصيد ببورسعيد الذي يحتل موقعا جغرافياً متميزاً علي المدخل الشمالي لقناة السويس في بقعة سحرية فريدة علي خريطة العالم. حجرا عثر يعوق كل الجهود الرامية لوضع المدينة علي خريطة السياحة العالمية. حيث تستقبل ركاب السفن والسائحين من مختلف بلدان العالم الميناء العشوائي ومراكب الصيد المتهالكة.. الامر الذي دفع أبناء المدينة وخبراء السياحة للمطالبة بضرورة تطوير المنطقة بالكامل ضمن المحطط العام لمنطقة شرق بورسعيد. وإنشاء مارينا اليخوت العالمي. الذي سبق إعداد الدراسات الخاصة به في عهد اللواء مصطفي كامل محافظ بورسعيد الاسبق. حول هذا الموضوع التقت "الجمهورية" بعدد من قيادات الهيئة وخبراء السياحة والصيادين لتتعرف منهم علي إمكانية تنفيذ المشروع والعائد الاقتصادي المتوقع من وراء ذلك. في البداية أكد الربان هشام النعماني كبير المرشدين بهيئة قناة السويس أن وزارة الآثار أعلنت مبني هيئة قناة السويس "القبة" اثر بالقرار رقم 229 لسنة 1987إلا ان المبني مازال يستخدم حتي الان مكاتب للموظفين. ويمكن تحويل المبني لمتحف عالمي. وتطوير منطقة ميناء الصيد بالكامل. لانشاء مارينا يخوت ومبني جديد لارشاد السفن علي أعلي مستوي ونقل الميناء الصيد الحالي إلي خلف الترسانة البحرية بمدينة بورفؤاد وتجهيز ميناء الصيد الجديدة لاستقبال مراكب الصيد وانشاء صناعات وورش متعلقة بحرفة الصيد بالمنطقة الجديدة من خلال شركة مساهمة من اسهامات الصيادين والبنوك وهيئة قناة السويس والحكومة. المخطط العام قال الدكتور مهندس رشيد عوض عضو مجلس الشعب الاسبق أن اليونان يوجد بها حوالي 55 مارينا لليخوت تعمل وهناك 20 مارينا تحت الانشاء. ويوجد بتركيا 33 مارينا تعمل و 12 تحت الانشاء وباسرائيل 6 مارين تعمل.. بينما لايوجد بمصر حطي اليوم مارينا يخوت علي البحر المتوسط بالمعني الحقيقي رغم الموقع جغرافي ومناخ المعتدل طوال العام. وبالفعل هناك عدة دراسات تمت بمعرفة شركات "فرنسية. ماليزية. وايطالية" متخصصة في هذا المجال. لتنفيذ مشروع مارينا اليخوت بموقع ميناء الصيد الحالي بمدخل القناة.. وأوصت دراسات الجدوي التي قدمتها الشركات الثلاثة. والتي شملت "دراسة السوق. والدراسات الفنية. والمالية. والمخطط العام" وتم مراجعتها بمعرفة مركز البحوث والاستشارات بقطاع النقل البحري بالاكاديمية العربية للنقل البحري. بضرورة تنفيذ مشروع مارينا اليخوت. خاصة وان تكاليف انشاء المشروع بالكامل تقدر بحوالي مليار جنيه. وتتحمل الدولة نسبة 40% منها فقط "بالانشاءات الاولية. والبنية التحتية" ويوفر الشمروع حوالي 5 ألاف فرصة عمل منها 1500 فرصة عمل دائمة والباقي فرص عمل مؤقتة وموسمية. أضاف د. رشيد انه من الافضل نقل الميناء غرب بورسعيد. والاسراع في إنشاء بوغاز للصيد بمنطقه الجميل عند "التقاء البحر الأبيض ببحيرة المنزلة" ملحق به بورصة للاسماك وتجهيز المنطقة "بمصنع متطور للثلج ومحطة تموين سفن الصيد بالوقود. ومصانع للتجفيف. والتعليب وحفظ الاسماك. وتوفير وسائل نقل جيدة للصيادين. وغيرها". الجذب السياحي أشار الخبير السياحي محمد نجيب إلي أن بورسعيد لا تمتلك عوامل الجذب السياحي المطلوبة لذلك لابد وان يكون هناك تخطيط مسبق ودراسة متأنية لجذب الاعداد الكبير من السائحين الذين يأتون لميناء بورسعيد وتتوجهون مباشرة للقاهرة ولن يتحقق ذلك إلا بإنشاء متحف بورسعيد القومي واستغلال تمثال ديليسبس الاستغلال الامثل. وتطوير حديقة التاريخ وتنسيق المحال التجارية بطول الممشي السياحي بشارع فلسطين.. كما يجب انشاء مارينا لليخوت علي احدث طراز عالمي حتي نتمكن من الدخول في منافسة في هذا المجال. خاصة مع ميناء عسقلان باسرائيل. أضاف محمد نجيب أن بورسعيد كانت تستقبل من 50- 70 يخت سنويا في مسابقة الي اليخوت منذ عام 1990 وحتي عام 2010 إلا أن هذه المسابقة توقفت نظرا للاحداث التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية. ولعدم رغبة المسئولين في تنمية المحافظة للمساعدة علي وضع المدينة علي الخريطة السياحية. قال محمد السحراوي نقيب الصيادين ان هذا المشروع تم طرحه منذ عدة سنوات ولم يتم تنفيذه حتي الان. إلا أننا بشكل عام نرفض المشروع نظرا لوجود الكثير من الصعوبات التي من بينها زيادة الاعباء المالية علي الصيادين في مصاريف الانتقال للوصول لميناء الجديد الذي لم نعرف أين يقع مكانه حتي الأن. بالاضافة لصعوبة نقل الاسماك من الميناء الجديد عبر معدية الرسوة لمحافظة بورسعيد أو المحافظات المجاورة.. ونحن لانعرف ما هي الحوافز التي ستقدم مقابل نقل ميناء الصيد من هذا الموقع المتميز. الذي سيتم استثماره بانشاء مارينا لليخوت. وما هي المساعدات التي ستقدم للصيادين. وخاصة وانه لم يطلب احد الاجتماع بنا لمناقشة هذا الامر حتي الان. امتيازات الصيادين أشار أحمد السويركي صاحب مركب صيد إلي أن هذا العرض مرفوض تماما لان ميناء الصيد يحتل موقع استراتيجي. ولن نتخلي عن هذا المكان.. ويجب ان يشمل تطوير المنطقة الابقاء علي ميناء الصيد. وان يتم الاجتماع بالصيادين لتوضح تفاصيل أعمال التطوير. الامتيازات التي يمكن ان نحصل عليها في حال نقال الميناء إلي مكان آخر للتأكد من إنشاءه علي احدث مستوي عالمي لتتوافر به الخدمات المطلوبة من محطات وقود ومصانع تثلوج وعربات ثلاجات لنقل الاسماك.. والمساهمة في تطوير أسطول الصيد بأجهزة حديثة للصيد. وصرف تعويضات ومعاشات للصيادين كبار السن. لابد وان يكون هناك حوار للتعرف علي تفاصيل المشروع. الآثار المهملة قال أحد رجال الاعمال أن جميع الاجهزة التنفيذية التي تولت المسئولية ببورسعيد فشلت في تطوير وتشغيل مطار بورسعيد أو استغلال الاماكن والمباني الاثرية بالمحافظة التي من بينها جزيرة تتيس ومحمية اشتوم الجميل والفنار القديم ومتحف ديليسبس بشارع البازار. وقاعدة ديليسبس. والكاتدرائية الموجودة بشارع 23 يوليو وهي علي شكل مبني الفاتيكان بروما والمسجد العباسي وكلها مسجلية بهيئة الآثار المصرية. إلا انه لم يهتم احد بتطويرها وجعلها مزارات سياحية.. بالاضافة للفشل في تشغيل المركب العائم المقام علي شاطئ بورسعيد منذ عدة سنوات والمركز الثقافي الجديد بشارع طرح البحر وأرض المعمورة التي تحولت لملعب مفتوحة رغم قيمتها السياحية العالية جدا. ورغم ذلك نتحدث عن انشاء مارينا يخوت بمدينة لاتوجد بها سينما واحدة علي مستوي عالي. ولا فندق 7 نجوم ولا توجد خدمات أو أماكن ترفيه لابناء المدينة وليس للسياح.