أعلنت وزارة التربية والتعليم الحرب علي التلاميذ المخترعين والمبتكرين حيث قررت الوزارة حرمانهم من السفر إلي الخارج لتمثيل مصر في المحافل الدولية والمسابقات العالمية والإقليمية التي تنظمها الهيئات الدولية ذات الصلة بالاختراعات. استندت الوزارة في قرارها إلي واقعة هروب أحد الطلاب المخترعين المصريين هو الطالب مصطفي الصاوي إلي دولة الإمارات وحصوله علي جنسيتها وذلك لتطبيق اختراعه المتعلق باستخراج الطاقة الكهربائية من حركة المد والجزر في البحار. حالة الغضب الطلابية امتدت إلي مراكز الموهوبين والمراكز الاستكشافية ومراكز العلوم والذي أجمع الطلاب علي أنها مجرد مكاتب إدارية شكلية بسبب عدم وجود ميزانية مستقلة لها وأدوار تقوم بها لمساعدة الطلاب والتلاميذ المبتكرين سوي منحة شهادة تقدير ورقية. كما أنها غير متصلة بوزارة البحث العلمي. وكانت الأزمة قد بدأت مع صدور قرار مفاجئ من الوزارة حصلت "الجمهورية" علي صورة منه تضمن منع سفر أي تلميذ دون الحصول علي تصريح من الوزارة ودون وضع قواعد تمكن الطلاب من الاستفادة من المشاركة في المسابقات العلمية وتمثيل مصر.. حيث قررت الوزارة بشكل مفاجئ منع فريق طلابي من السفر إلي لندن لتمثيل مصر في مسابقة أصغر عالم عربي مخترع قبل بداية المسابقة بثلاثة أيام رغم حصول الفريق علي كافة الموافقات والتصاريح والموافقات إضافة إلي حصوله علي دعم يصل إلي 60 ألف جنيه قيمة تذاكر السفر ورسوم الاشتراك والإقامة من قبل رجال أعمال وطنيين. "الجمهورية" رصدت معاناة الطلاب في المدارس حيث أكد في البداية أحمد حمدي الطالب في الصف الثالث الثانوي بمدرسة الهرم الثانوية بالجيزة والحاصل علي الميدالية الذهبية علي مستوي الجمهورية من وزارة الثقافة في مسابقة المخترعين الصغار.. أنه فوجئ بقرار الوزارة بمنعه من السفر إلي لندن بعد ترشحه من الوزارة لتمثيل مصر في مسابقة أصغر عالم عربي علي مستوي العالم التي تجري بحضور ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا وحضور طلاب من كافة دول العالم. وأشار إلي أن مشروعه كان يتعلق بجهاز يمنع نزيف المخ بعد العمليات الجراحية ويعالج مشكلة الجيوب الأنفية بدون تدخل جراحي. وقال هاني نصار الطالب في الصف الثالث الثانوي بالمدرسة العسكرية السعيدية في الجيزة والمكرم من قبل الرئيس السابق حسني مبارك كأصغر طالب مخترع وهو في الصف السادس الابتدائي.. أن اختراعاته تدخل ضمن ترشيحات جائزة نوبل نذ عامين مشيرا إلي أنه حصل علي عديد من المنح الدراسية في الجامعة الأمريكية كما أنه مدرب معتمد بجامعة هارفورد.. مشيرا إلي أن ترشيحه تم عن طريق الملحق الثقافي البريطاني في مصر الذي يهتم بمشاركة كافة الموهوبين من مصر في المسابقة مضيفا أن اختراعه يتناول سلاح لفض الشغب بدون إصابة المواطنين ومشروع إنشاء مفاعل نووي إلكتروني.. موضحا أن مسألة تعميم نموذج مصطفي الصاوي كمبرر لمحاربة المخترعين في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي يعد كارثة ولا تغرس عناصر الانتماء والولاء بداخل النفوس.. موضحين أن الطلاب مسافرين لرفع علم مصر ودون تكلفة الدولة أي مليم.. كما أنهم سافروا قبل هذه المرة في العديد من دول العالم ولم يحاول أن يهربوا. وأضاف هاني نصار أن الطلاب المخترعين في المدارس المصرية يعانون من تجاهل المسئولين في الوزارة وأن الفترة السابقة لتولي الدكتور الهلالي الشربيني كانوا يتعاملون مع الوزراء مباشرة ومديري مكتبه لتخطي عقبات الروتين المصري العقيم. وأشار يوسف هاني الطالب في الصف الثالث الثانوي بإدارة المعادي التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بالقاهرة أنه تم ترشيحه بعدما حصل علي المركز الأول في مسابقة ويبا العالمية للمخترعين الصغار في كوريا الجنوبية إضافة إلي حصوله علي المركز الثاني في مسابقة آسيا للمخترعين في التعليم ما قبل الجامعي.. مشيرا إلي أن اختراعه هو عبارة عن روبورت الي مخصص لإنقاذ الضحايا تحت الأنقاض وتحديد أماكنهم. موضحا أن أزمة الطلاب المخترعين تنحصر في البيروقراطية العقيمة التي تجعل الطلاب عرضة للاختطاف من قبل أي جهة خارجية توفر له الدعم ضاربا المثل أن الطالب الذي يسافر لتمثيل مصر لابد أن يتواصل مع الوزير مباشرة لأن مكاتب الموهوبين - في مكاتب شكلية فقط ولا تقدم أي دعم.. مضيفا أنه وزملائه توجهوا لمجمع التحرير للحصول علي تصريح للسفر إلا أنهم تم إعلانهم من ضرورة الحصول علي موافقة وزارة التربية والتعليم باعتبارهم تلاميذ لايزالون يدرسون في التعليم ما قبل الجامعي. وقال صالح نجدي - معلم في البحيرة ومسئول عن الجودة والتطوير بمدارس الثانوي بالمحافظة: إن أمة الطلاب المخترعين لا تحل إلا إذا تم تخصيص ميزانيات مستقلة لها مع ربط تلك الإدارات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. مشيرا إلي أن مصر تمتلك العديد من المواهب التي فاقت قدراتها إدارة الموهوبين مشيرا إلي أن الطلاب محتاجين للدعم المادي والمعنوي.. مطالبا بتبني كليات الهندسة لاختراعات الطلاب في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي لتزويدهم بالخبرة العلمية لاختراعاتهم وابتكاراتهم.