كانت مصر أول دولة حذرت من خطورة الإرهاب ودعت العالم للوقوف صفاً واحداً لمجابهته بعدما توحش وصار خطراً يهدد العالم بأسره وزادت الدعوات بعد ثورات الربيع العربي وظهور الدواعش في العراق وليبيا وسوريا والذين كونوا شبه دولتهم الإسلامية برعاية واشنطن وتحت بصر وسمع العالم. الأمر الذي رتب عليه انتظام صفوفهم وامتلاكهم لأسلحة متطورة وربما كالتي تمتلكها الدول لذا فقد انتشروا بسرعة وبسطوا نفوذهم في سورياوالعراق حيث استولوا علي ثلث مساحة البلدين العربيين والإسلاميين تقريباً واعلنوا دولتهم يؤيدهم الغرب فنسوا أنفسهم وتوهموا أنهم قادرون علي تحقيق دولة الخلافة ولكن بعد إعلان مسئوليتهم عن الهجمات الوحشية في باريس قبل بضعة أيام انتفض الغرب وهب عن بكرة أبيه لمواجهته ليس لأنه الدواعش خطر علي بلاد المسلمين فهذا لا يهم الغرب لأنهم زرعوهم نكاية في الإسلام ولتحقيق مخطط التقسيم والتقريم للعرب المسلمين وإنما لأن شرارة الدواعش طالت قلب أوروبا وتجرأوا علي أسيادهم الذين ساندوهم وزودوهم بالمال والسلاح. أعتقد أن الغرب أدرك خطر الدواعش فأعلنوا الحرب عليهم وهم الذين مصنعوه وسعوا له منذ فترة في بلاد العرب كحرب صليبية حديثة ضد الإسلام الذي يعتبرونه عدوهم الحقيقي رغم نفي ذلك ولكنها الحقيقة المرة التي يجب أن يفهمها المسلمون فلن ترضي اليهود ولا النصاري حتي نتبع ملتهم بنص القرآن الكريم وسيظل هذا المنوال إلي أن تقوم الساعة ونحن للأسف غارقون حتي الأذقان في الوهم وتائهون في دروب الظلام ومندثرون بثياب الجهل والتخلف والتشرذم لذا ازدادت شوكة الغرب علينا وصاروا يتحكمون في مصائرنا وبتنا ننتظر منهم الرضا والقبول ونتصرف بنظرية رد الفعل وليس الفعل ولما هانت علينا أنفسنا ضعنا واستهان بنا الغرب فصدر لنا مقولة الإسلاموفوبيا والإسلام منها براء. والحقيقة نحن السبب في كل ما يجري لنا لأننا لم نطور الخطاب الديني ولم نجلس مع شبابنا المغرر به ولم نصحح مفاهيم الدين الحنيف ولم يلتف العرب حول مصر لمساندتها في حربها ضد الإرهاب وكأن النار لن تصل إليهم. كما وصلت إلينا كبلد مستهدف لأن مصر القوية إذا سقطت سقطت معه جميع الأنظمة الأخري وهذا ما يتمناه الغرب كي يمكنه تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد لصالح إسرائيل الكبري من النيل إلي الفرات ويجري التجهيز له منذ عقود عندما افصحت كونداليزاريس عن ذلك دون أن نأخذ بذلك مأخذ الجد والدليل السيناريو الذي يجري في اليمن وسوريا ولبنان بعد سقوط بغداد وطرابلس ليبيا ونحن مازلنا نفكر دون أخذ خطوة إلي الأمام منتظرين الإشارة أو التحرك من الغرب الذي أجهض فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة التي كانت ستغير الأمور في المنطقة وتضعنا كعرب في مصاف الدول الأوروبية التي توحدت تحت راية الناتو فصارت مهابة الجانب ولا يجرؤ أحد علي معاداة أو حتي مشاكسة دولة منها وحادثة مطالبة المغرب بسبته ومليلة من أسبانياالمحتلة لتلك الجزيرتين ليس ببعيد. صراحة.. نحن الأكثر تضرراً من الإرهاب خاصة مصر والسعودية ولا شماتة في فرنسا التي طالها من الحب جانب ولا نريد لغيرنا الأذي هكذا علمنا الإسلام ولكن كل الذي نريده هو الوقوف صفاً واحداً ضد الإرهاب بتبادل المعلومات والمجرمين وتسليم الإرهابيين وعدم السماح لهم بالاحتماء واللجوء لدول أخري كقطر وتركيا وانجلترا لأن الإرهاب لا دين له ولا حدود تقيد حركته والدليل عبوره إلي تركيا قبل بضعة أسابيع وإلي فرنسا قبل أيام وقد ينتقل بسرعة البرق إلي بريطانيا الراعية له أو إلي واشنطن نفسها وهذا وارد بالتأكيد خاصة بعد توعد الدواعش بأن الضربات القادمة ستتوجه لهما لأنهما من كفار قريش فالدواعش الذين هم صناعة أمريكية في الأساس أطماعهم بلا حدود والسكوت عليهم وتزويدهم بالمال والسلاح جعلهم يتوحشون مستغلين الانقسام العالمي وتآمر الغرب علي العرب المسلمين لتحقيق هدف الخلافة الإسلامية وعاصمتها سيناء.. فهل سيحققون أهدافهم أم عملياته في فرنسا أيقظت ضمير العالم بعدما انقلب السحر علي الساحر الغربي الذي سحر أعين الشرق بأراجيفه والذي هو سبب مآسينا للأن؟! .. وأخيراً: * تفجيرات باريس لن تكون الأخيرة. * ويا تري علي من ستدور الدوائر؟ * شهدت أوروبا 8 هجمات دموية راح ضحيتها الآلاف ولابد للمسلمين منها. * وعلي الغرب ألا يلصقون الدواعش بالإسلام.. فهم لا دين لهم ولا رحمة عندهم ومأجورون. * ونذكرهم بحروب الكاثوليك والبروستانت المذهبية في العصور الوسطي والتي راح ضحيتها الملايين. * لأول مرة منذ أن سكنت في صقر قريش بالمعادي الجديدة أري عمال الصرف الصحي.. في الشوارع. * ونادراً ما أشاهد رئيس حي البساتين بالمنطقة المنسية والمظلومة. * ولم أر يوماً محافظ القاهرة بها.. وكأنه "واخد" موقف من الأهالي. * صقر قريش للأن بدون ترقيم وأسماء للشوارع والورش بكافة أشكالها احتلتها ولم يتحرك يوماً حتي صارت منافسة لمدينة الحرفيين بالعبور. * انتخابات المرحلة الثانية من البرلمان خلال ساعات.. انزلوا وشاركوا.. ولا تشمتوا فينا الأعداء.