لم تكن مفاجأة أن يتحول الدولار لحاكم بأمره في مقدرات الدولة.. يرفع ويذل ويهوي بمسئولين كبار من مناصبهم بعد أن تحول "لبعبع.. للاقتصاد" للأسرة المصرية يهدد قوتها ويشيع التوتر بين أفرادها وتذل له عنق ميزانيتها الشهرية حتي ولو لم تره أو تمسك بورقة منه يوما ما!! اللعبة بدأت منذ السبعينيات وبالتحديد بعد حرب 1973 التي رفعت أسعار البترول لمستويات قياسية نتج عنها فوائض هائلة بدأت معها دول الخليج حركة تنمية كبري احتاجت فيهالم تكن مفاجأة أن يتحول الدولار لحاكم بأمره في مقدرات الدولة.. يرفع ويذل ويهوي بمسئولين كبار من مناصبهم بعد أن تحول "لبعبع.. للاقتصاد" للأسرة المصرية يهدد قوتها ويشيع التوتر بين أفرادها وتذل له عنق ميزانيتها الشهرية حتي ولو لم تره أو تمسك بورقة منه يوما ما!! اللعبة بدأت منذ السبعينيات وبالتحديد بعد حرب 1973 التي رفعت أسعار البترول لمستويات قياسية نتج عنها فوائض هائلة بدأت معها دول الخليج حركة تنمية كبري احتاجت فيها للملايين من الأيدي العاملة كان المصريون عمودها الفقري فتدفقت تحويلاتهم التي لم تأت كلها عن طريق البنوك المصرية وظهر السماسرة ومحترفو تجارة العملة لأول مرة. تصيدوا البترودولار بأسعار تزيد علي البنوك فدفع الجنية المصري الثمن وبدأ في التراجع أمام الزائر الجديد ليشهد أول انخفاض له مع نهاية السبعينيات حين سجل الدولار 170 قرشاً لأول مرة مقابل الجنيه. ومع الانفتاح "سداح مداح" في الثمانينيات أصبح الدولار سيداً وتحول الجنية لمريض ينزف يوميا فظهرت طبقة من مصاصي دماء المصريين في صورة تجارة عملة وقف في مقدمة صفوفهم أصغر تاجر عملة في تاريخ مصر المعروف بسامي علي حسن والذي تفوق في إدارته للتجارة علي البنوك واستطاع جمع مبالغ تفوق الاحتياطي النقدي.. وحين تنبهت الدولة للخطر قدمته للمدعي الاشتراكي وتعافي الجنية قليلا حتي جاءت الضربة للجنية فيما عرف بشركات توظيف الأموال في نهاية الثمانينيات وبدايات التسعينيات والتي كانت أكبر حركة نهب منظمة لتحويلات المصريين وإيداعاتهم ووصل الحال بتغلغلهم في الاقتصاد حتي إن الدولة كانت تخطب ودهم.. حتي استطاعت أن تقضي عليهم بعد أن هربوا أموال المصريين للخارج لكنها لم تتعامل مع أصل الداء. ومع بيع القطاع العام والاعتماد بشكل كامل علي استيراد 60% من احتياجات المصريين اليومية قفزت فاتورة الاستيراد إلي 60 مليار دولار سنوي مقابل نسب هزلية للتصدير مما استنزف الاحتياطي المصري من النقد الاجنبي لتأتي ثورة 25 يناير وتتوقف عجلة الانتاج ومعها السياحة ويأتي الاخوان وسط ظروف اقتصادية صعبة ويذهبون بعد أن لفظهم الشعب فيستخدمون الدولار لخدمة إرهابهم الموجه للمصريين ويلجأون لنفس اللعبة القديمة لهدم الاقتصاد ودفعه لنقطة الصفر في استنزاف يومي مما أشعل الأسعار.