في تحول كبير في الموقف الروسي قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن بلاده مستعدة لدعم الجيش السوري الحر بضربات جوية وللتعاون مع الولاياتالمتحدة عن كثب في قتال الجماعات المتشددة في سوريا. وأوضح في تصريحات نقلتها وكالة نوفوستي للأنباء أن أي تسوية سياسية في سوريا تستوجب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. مشيراً إلي أنه يري إمكانية حدوث تقدم في مساعي التوصل لاتفاق في المستقبل القريب. وفي المقابل حذر الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجي. عبدالعزيز أبوحمد العويشق. مما قد ينطوي عليه الانخراط العسكري الروسي في سوريا من خطر التصعيد بين روسياوالولاياتالمتحدة. وفي مقابلة مع بي بي سي بالعاصمة السعودية الرياض. شدد العويشق علي أنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في سوريا مستقبلاً. وتتزامن هذه التصريحات مع وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلي الرياض لمواصلة محادثاته مع زعماء المنطقة بعدما أعرب عن أمله في عقد اجتماع دولي قريباً لمناقشة سبل إنهاء الحرب في سوريا. وحذر العويشق من مخاطر الغارات الجوية التي بدأت روسيا شنها في الآونة الأخيرة داخل سوريا. معتبراً أن زيادة الوجود الروسي في سوريا هو أفضل هدية تمنح للجماعات الإرهابية لمساعدتهم علي تجنيد المزيد من المقاتلين. وأشار العويشق إلي أن دول مجلس التعاون الخليجي - التي تدعم مسلحي المعارضة السورية عسكرياً - يمكن أن تقبل بدور للرئيس السوري بشار الأسد في مفاوضات. لكن ليس في أي حكومة انتقالية. ميدانياً أحكم الجيش السوري سيطرته علي قرية الجبول بريف حلب الجنوبي الشرقي. وقالت وكالة الأنباء السورية نقلاً عن مصدر عسكري إن وحدة من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أحكمت سيطرتها علي ضهرة الكسار بريف القنيطرة. وفي المقابل أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي أنه سيطر علي طريق الإمداد البري الوحيد للجيش السوري نحو مدينة حلب شمالي البلاد. وذلك بعد قيامه بتفجير سيارتين في نقاط تجمع للقوات الحكومية في منطقة وادي الغريب علي طريق "خناصر. أثريا" في ريف حماة الشرقي. وبالتزامن شنت الطائرات الروسية غارات علي مناطق في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية شمال غرب سوريا. وذكر مصدر عسكري أن اشتباكات تدور بين الجيش السوري والمسلحين الموالين له من جهة. وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخري. في مناطق كفر دلبة والجب الأحمر والأطراف الجنوبية من جبل الأكراد بريف اللاذقية غربي البلاد.. وفي تطور لاحق أعلنت ثلاث فصائل سورية مسلحة تعمل في ريفي حماة الشمالي والغربي اندماجها بشكل كامل تحت مسمي "جيش النصر" لمواجهة قوات النظام السوري والمجموعات الموالية له. وأوضح المرصد السوري أن عدد عناصر جيش النصر تبلغ قرابة خمسة آلاف مقاتل يتمركزون في جبهات مورك والحماميات والزلاقيات. ومن ناحية أخري. أعلن المرصد السوري عن ارتفاع قتلي الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام من جهة وعناصر "داعش" من جهة أخري علي طريق خناصر - اثريا إلي 21 من قوات النظام و28 من عناصر "داعش" وفي ريف حلب الجنوبي. قتل 16 شخصاً من الفصائل الإسلامية المقاتلة بينهم القائد العسكري لكتائب "ثوار الشام" وقيادي عسكري في جيش المجاهدين إثر اشتباكات مع قوات النظام والموالين له. وذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن العميد رضا خاوري. قائد بارز في لواء "فاطميون" التابع للحرس الثوري الإيراني. قتل في اشتباكات مع مسلحين في الأجزاء الشمالية من محافظة حماة. وسط سوريا. أثناء قيامه بمهام وظيفته كمستشار عسكري. ليصل بذلك عدد قتلي الحرس الثوري خلال اليومين الماضيين إلي 8 أشخاص. من جانبها ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مسئولين روس وغربيين قالوا إن روسيا أرسلت قوات من العمليات الخاصة إلي سوريا خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت الصحيفة الأمريكية نقلاً عن مسئول بوزارة الدفاع الروسية إنه تم سحب القوات الخاصة من أوكرانيا لإرسالها إلي سوريا. وأوضح مسئول دفاعي أمريكي أن من مهام تلك القوات هي توفير التنسيق بين القوات السورية والطائرات الروسية التي تنفذ ضربات جوية. مشيراً إلي أن الروس يعملون بصورة وثيقة مع وحدات الجيش السوري.