ماذا يحدث في سيناء.. وتحديداً في مثلث العريش - رفح - الشيخ زويد؟ .. هل حققت معركة حق الشهيد أهدافها؟ ولأي مدي حققت النصر علي الإرهاب؟ ومتي ينتهي الإرهاب في سيناء؟ .. ماذا يريد أهلنا في العريش ورفح والشيخ زويد؟ وأين هم في كل ما يحدث علي أرضهم ووسط منازلهم؟ .. ما هي حقيقة ما تبثه وسائل الإعلام المعادية عن أحداث سيناء والتجاوزات - علي حد قولهم - في عملية حق الشهيد وسقوط مدنيين؟ .. أين هي مشروعات التنمية في سيناء؟ وهل بدأت فعلا أم انها مجرد حبر علي الورق؟ .. ببساطة شديدة ماذا يحدث في شمال سيناء بعد المرحلة الأولي من عملية حق الشهيد.. وتحديداً في أكتوبر ..2015 بعد 42 عاماً من حرب أكتوبر ..1973 وما هي خريطة سيناء الجديدة.. وسيناء الأمل؟ .. كل هذه التساؤلات دارت في رأسي وأنا في طريقي إلي العريش ضمن مجموعة من الإعلاميين في جولة تنظمها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة وفي إطار المصارحة والمكاشفة واظهار الحقيقة بلا رتوش.. لقاء مفتوح وبقلب صادق مع أبطال القوات المسلحة بداية من قائد الجيش الثاني إلي الجنود.. ومع أسود الشرطة شركاء السلاح مع الجيش.. ومع أهالي سيناء شباباً وشيوخاً ورجالا محترمين يعرفون جيدا معني الوطن والوطنية. .. لقاء مفتوح ولقاء القلب الصادق والروح الوطنية بدون ترتيب وبحرية تامة.. الكل يتحدث بحب وصدق ووطنية خالصة. .. أحد شيوخ سيناء عمره 84 عاماً.. شاهد علي كل الحروب علي أرض الفيروز منذ عام 1948 وحتي الحرب ضد الإرهاب.. سألته.. ما الفرق؟ قال العدو الصهيوني عدو غادر خسيس متآمر لكنه معروف ومعلوم وواضح.. أما العدو الإرهابي إلي جانب خسته وغدره فهو شبح لا نعرفه ولا نعرف أين هو؟ قد يكون جالسا بجوارك وأنت لا تعرفه ولذلك كانت صعوبة الحرب ضد الإرهاب. سألته: بخبرتك وحكمتك وتجاربك لماذا الإرهاب هنا؟.. وكيف تجمع الإرهابيون في سيناء؟ لم يفكر الرجل لحظة لكنه قال: لا سامح الله الإخوان.. هم الذين ساندوهم وساعدوا في تقوية شوكتهم.. ولا أبرئ الصهاينة فإن لهم مصالح ضدنا في وجودهم ودعمهم..!! سألته: لكن كيف وصلوا إلي هنا؟.. وهل منهم سيناوية؟ قال الرجل الحكيم: أهل سيناء وطنيون مخلصون وضد الإرهاب.. لكن لسنا جميعا ملائكة.. هناك البعض الذي يتأثر بالمال.. أو بالفكر الضال وهؤلاء قلة حقا لكنهم غير مؤثرين.. المهم ان الحرب نجحت حتي الآن في كسر الإرهاب والإرهابيين. قلت له ولمن معه: كلمة حق أمام الله.. هل جنودنا في حربهم "حق الشهيد" استهدفوا مدنيين؟ وكان الرد حاسما حازما: أقسم بالله لم يحدث.. بل العكس هو الصحيح فإن المدنيين الذين أصيبوا أو استشهدوا كانوا ضحايا غدر الإرهاب..!! .. طيار مصري شاب كان عائدا لتوه إلي أرض المطار بطائرته بعد أن أدي مهمته الشريفة في ضرب بؤر إرهابية في إطار معركة حق الشهيد.. الحوار مع هذا الطيار النسر المصري يبعث فينا الأمل والتفاؤل.. روح رائعة.. احساس وطني عال.. يؤكد ان عقيدة القوات المسلحة المصرية عقيدة ثابتة وهي حماية مصر وشعبها لأن الجيش جزء من الشعب.. لذلك فإن العقيدة الراسخة هي عدم إيذاء أي مدني. ويقول: خرجنا في مهمة محددة بعد وصول معلومات استخباراتية عن وجود بؤرة إرهابية في مكان ما.. والمهمة واضحة هي تدمير هذه البؤرة.. تحركنا.. وعندما وصلنا وجدنا مدنيين في المكان وكان القرار فورا هو العودة بدون إنهاء المهمة حرصا علي أرواح المدنيين..!! هذا المشهد يتكرر كثيرا - هكذا يقول الطيار الشاب - لأن مهمتنا الأساسية هي تدمير البنية الأساسية للإرهاب وعقيدتنا الأساسية هي حماية كل مصري.. فالدم المصري حرام حرام حرام.. لكن هؤلاء الإرهابيين فقدوا وطنيتهم وانسانيتهم ودينهم!! .. أسأل طياراً آخر: ماذا استفدت من هذه الحرب؟ قال: التدريبات المكثفة والروح المعنوية العالية التي تزيدنا يقينا بأن حربنا الشريفة ضد الإرهاب ستنتهي بالنصر المؤزر التام وتدمير هذا الإرهاب الأسود تدميرا شاملا.. اضف إلي ذلك الخبرة المميزة والدعم الانساني لأننا جميعا ضد الإرهاب. الحوار مع جنود مصر لا يختلف كثيرا عن الحوار مع أبناء سيناء.. الكل يثق في نصر الله ضد الإرهاب ودحر الإرهاب تماما وكسر شوكته.. وأعترف ان الحوار مع اللواء أ.ح ناصر عاصي قائد الجيش الثاني كان أكثر اللقاءات وضوحا وتحديدا.. مما جعلني أكتب جملة واحدة لم يقلها.. لكنها وصلتني فورا في كلامه وهي: "يد تحمي.. ويد تبني.. وكلتا اليدين ضد الإرهاب".. كتبت هذه الجملة وأنا استمع إلي كلمات من القلب وكلمات حاسمة وواضحة من هذا الرجل الذي اعتبره نموذجا لقائد مصري ونموذجا للمدرسة العسكرية المصرية.. الرجل واضح في تعبيراته عن ضرورة كسر شوكة الإرهاب والقضاء عليه قضاء وتدميره تدميرا.. وفي نفس الوقت ضرورة العمل بقوة في معركة البناء والتنمية.. فالمعركة العسكرية ومعركة البناء كلاهما أمن قومي.. وكلاهما من أجل شعب مصر.. والجيش دائما عقيدته الوطنية لصالح الشعب ومن أجل مصر. .. أن تكون في قلب الحدث.. هذا هو الرهان الحقيقي لمعرفة الحقيقة علي أرض الواقع.. فالرؤية يقين أقوي ألف مرة من أن تسمع والمشاهدة أفضل من السمع.. فهي عين اليقين لأن من رأي ليس كمن سمع..!! .. رأينا.. وسمعنا.. وتابعنا روحا معنوية عالية ليس بين الجنود وحدهم ولكن من الشعب في سيناء. وإذا كان جنود مصر يحمون الحدود وجاهزين للذود عن تراب مصر الغالي.. فإنهم أيضا يحاربون الإرهاب ويواصلون حربهم المقدسة ضد الإرهابيين الذين يهددون أمن مصر وشعبها وفي نفس الوقت هم جنود مصر الذين يقودون معركة التنمية في سيناء.. فهذا مطار المليز المدني الدولي يتم تجهيزه ليكون مطاراً علي أحسن مستوي يساهم في تنمية وسط سيناء.. وها هي الطرق العمل فيها بدأ بقوة.. ومستشفيات ومدارس.. ولكن هل هذا هو فقط ما يريده أهل سيناء؟ أسأل أحدهم فيقول: نريد أيضا مصانع ومزارع وتصدير الإنتاج خارج مصر وتشغيل أكبر عدد من الشباب حماية لهم من الفكر المتطرف. .. السؤال الذي حاولت البحث عن إجابة محددة له هو: من يساعد الإرهابيين لوجستيا وعسكريا؟ هل وجدنا أسلحة متطورة جدا معهم؟ هل هناك أفراد يحملون جنسيات أجنبية بينهم؟ لا اجابة محددة ولكن الاجابات تدور حول أن هناك مساندة مخابراتية.. وعسكرية.. وأسلحة وذخائر.. أما القتلي من الإرهابيين فهم غير معروفين ولا يوجد تحليل "دي.ان.ايه" لعدم وجود أقارب لهم لنعرف من هم.. أما المقبوض عليهم فتتم احالتهم لتحقيق سريع ومن يثبت إدانته يحال للمحاكمة.. ومن يثبت براءته يفرج عنه فورا..!! .. هل يشعر السيناوية بنتائج إيجابية لما يحدث؟ .. الاجابة علي ألسنة أهل سيناء الأبطال: نعم.. ونشعر بالفخر بجيشنا الرائع.. الذي يحمي ويبني ويعمر في وقت واحد. .. نعم هناك أسلحة حديثة وهو ما يؤكد الدعم الأجنبي للإرهابيين.. هناك صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة ثقيلة تكشف عمالة هؤلاء المجرمين.. هناك مدافع وأسلحة متطورة.. حتي السيارات ذات الدفع الرباعي.. بل الجديد استخدام سيارات عادية بل وسيارات أجرة.. للتمويه ضد الجيش. .. "اتقوا الله في سيناء وأهلها".. لا تنساقوا وراء أكاذيب الفضائيات المعادية ووكالات الأنباء المضللة هكذا يقول شباب سيناء للإعلاميين.. لقد شعرنا بتحسن كبير.. الجيش لم يستهدف مدنيين.. ولم يهجر أحدا من الشيخ زويد أو غيرها قسرا - يقول أحد شيوخ القبائل: .. لقد تم تهجير أهل بورسعيد والعريش والإسماعيلية لسنوات في الحرب ضد الصهاينة.. فماذا يحدث لو تم تهجير عدد من الأسر لفترة محدودة من أجل القضاءعلي الإرهاب؟ شيخ آخر يقول: لقد بدأ الجيش في بناء رفح الجديدة ومشروعات كبيرة للتنمية ستعود علينا بالراحة والخير بخلاف مشروعات الخدمات العامة الكثيرة لا توجد أزمات عندنا في أي سلع أو الكهرباء.. أو المياه أو في أي خدمة نريدها..!! .. يوم كامل عشناه خلف خطوط العدو الإرهابي.. انهم أشباح لا نعرفهم.. لكن أفعالهم وآثار أعمالهم السوداء ماثلة أمامنا لذلك فإن الحرب المقدسة ضدهم صعبة للغاية غير أن أسودنا قادرون علي تدميرهم. .. عايشنا الواقع.. شاهدنا صورة واقعية من قلب الحدث في سيناء حيث مواجهة الإرهاب بالسلاح.. والتنمية.. وشاهدنا كيف ان كل الشائعات المغرضة لم تنل من روح أهل سيناء الذين يقفون علي قلب رجل واحد مع جيشهم البطل. .. عدنا من سيناء ونحن نهتف من قلوبنا: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.