في ختام ندوة الحج بمكة ..

تبني الوسطية واستثمار التقنيات الحديثة..ضرورة دينية

اختتمت أعمال الدورة الأربعين لندوة الحج الكبري في مكة المكرمة تحت عنوان "ثقافة الحج.. مقصد شرعي ومطلب إنساني" التي افتتحها وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار. بحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وكوكبة من العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي والباحثين من كل أنحاء العالم الاسلامي ومن الجاليات الاسلامية في البلاد الأخري.
أكدت الندوة أهمية نشر الثقافة الرشيدة عموما. لما لها من دور بالغ في تكوين الفرد الصالح القادر علي الاصلاح وأن ثقافة الحج تشمل كل ما يتعلق بشعائره ومشاعره وأحكامه ومقاصده. وآدابه وقيمه. وتشريعاته النظامية والصحية.
شددت علي ضرورة مشاركة مختلف فئات المجتمع المسلم وبالأخص فئة الشباب في نشر ثقافة الحج من خلال تبني برامج توعوية ومبادرات تطوعية متنوعة تسهم في خدمة الحجيج وتيسير أداء مناسكهم.
أوضحت الندوة أن ثقافة الحج تقوم علي قيم الوسطية والاعتدال والتسامح بين الحجاج وقبول الاختلاف والتنوع في العادات الاجتماعية والاختيارات الفقهية. وعلي البعد عن التنطع والغلو في الدين وأكدت أهمية استثمار اجتماع الحجيج من مستويات ثقافية وحضارية متباينة لتبادل المعلومات والأفكار بينهم بهدف تحقيق مستويات رفيعة من التفاعل والتأثر والتأثير علي الصعيد الانساني والحضاري.
أوصت بتطوير الجانب المؤسساتي في إدارة وتدبير شئون الحج بحيث يستند العمل الي دراسات ميدانية واجتماعية ونفسية ويعني بنشر ثقافة نوعية عن الحج ومرافقه وبيئته وكيفية التعامل فيه مع الآخرين بما يضمن تحقيق مقاصد الحج بواقعية وفاعلية وأكدت أن ترسيخ ثقافة الحج ينبغي أن يبدأ قبل قدوم الحجاج الي البقاع الطاهرة. وتهيب بمؤسسات الحج في الأقطار المختلفة أن تحرص علي تحقيق ذلك بمختلف الوسائل كتنظيم الندوات والمحاضرات واقامة الدورات النظرية والعملية وتوزيع الرسائل والأبحاث العلمية.
كما أوصت الندوة مؤسسات التعليم والاعلام باستثمار كافة وسائل التقنية الحديثة والتطبيقات الذكية لبث ثقافة الحج بين الحجيج ومساعدتهم علي أداء مناسكهم علي الوجه الأمثل وضرورة الاستفادة المثلي من برامج التواصل الاجتماعي لنقل الجانب الايجابي لثقافة الحج وشعائره لتصل الصورة المشرفة الي كافة الناس في أرجاء المعمورة.
ثمنت الجهود الثقافية والحضارية العظيمة التي بذلها المسلمون عبر العصور المتعاقبة في رعاية شئون الحج وطرقه ومشاعره. وخدمة الحجاج. مشيدة بالتضحيتات والجهود العظيمة التي تقوم بها المملكة وحكومتها الرشيدة وجنودها البواسل في محاربة الإرهاب والتطرف وتحقيق الوقاية والحماية والأمان لضيوف الرحمن.