رفع المشاركون في ندوة الحج الكبرى في دورتها الأربعين التي اختتمت أعمالها مؤخرا في رحاب مكةالمكرمة، أسمى أيات الشكر والتقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيزِ وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد على رعايتهم الكريمة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مشيدين بالجهود العظيمة التي يشهدها الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة من عمارة وتوسعة وإنجازات متلاحقة داعين الله تعالى أن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء وأوفاه. وأجمع المشاركون في الندوة عبر بيانها الختامي على تفعيل الثقافة الإسلامية في الارتقاء بسلوكيات الحجاج وإظهار موسم الحج بالمستوى الإسلامي الحضاري المطلوب واعتبروا أن شعيرة الحج دورة تدريبية وممارسة فعلية تعزز المساواة بين المسلمين وتمثل مظهراً فريداً يُبرز القواسم المشتركة بين الشعوب الإسلامية، معربين عبر البيان الختامي للندوة على أهمية نشر الثقافة الإسلامية لما لها من دور بالغ في تكوين الفرد الصالح القادر على الإصلاح وفي تقدم وازدهار العمران البشري وتحقيق مجتمع الاستخلاف الإنساني ولكونها أداة للتواصل والحوار والتعارف المجتمعي. وفي الوقت الذي أكدوا فيه أن ثقافة الحج تشمل كل ما يتعلق بشعائر الحج ومشاعره وأحكامه ومقاصده وآدابه وقيمه وتشريعاته النظامية والصحية نوهوا بأهمية مشاركة مختلف فئات المجتمع المسلم وبالأخص فئة الشباب في نشر ثقافة الحج وذلك من خلال تبني برامج توعوية ومبادرات تطوعية متنوعة تسهم بدورها في خدمة الحجيج وتيسير أداء مناسكهم في ظل ما ترتكز عليه ثقافة الحج من قيم الوسطية والاعتدال والتسامح بين الحجاج وقبول الاختلاف والتنوع في العادات الاجتماعية والاختيارات الفقهية، وعلى البعد عن التنطع والغلو في الدين على أنها ثقافة تجمع الشتات وتعمق التواصل وتغذي التنوع الثقافي والحضاري بين مختلف البيئات.