تنتابني حالة من الفزع والاضطراب النفسي يومياً وأنا أشاهد أن كل صفات الرشد الأخلاقي للبشرية تنهار ويحل محلها صفات تعود بنا إلي أسوأ من شريعة الغاب؟؟ فالآن الضعيف الأقل قدراً وشأناً ومكانة وكياناً هو من ينشد الأذي بكل مقاييس التوحش الإنساني في مواجهة الأكبر والأقوي؟؟ بدءاً من الفرد داخل مجتمعه الصغير إلي المجتمعات والكيانات والديانات.. وصولاً للدول أصغرها وأكبرها؟؟ الكل ينهج أساليب تبعد عن كل القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية؟؟ فلم نعد نأمل أو نتمني المدينة الفاضلة "يوتوبيا" الأفلاطونية؟؟ لكننا نتمني أن يمر اليوم بدون غدر الأصدقاء وخيانة من نتعاطف معهم وفتنة من يسمون الأشقاء؟؟ ابدأ بالفرد الواحد داخل مجتمعه.. ولا أدري من قال "اتق شر من أحسنت إليه" من زمن طويل وكيف شق حجب الزمن والغيب فاستشرف شراً نعيشه الآن قرباً وبعداً.. فنجد الطيبين من الناس والآباء يبذلون من الجهد والتعب والسعي علي الرزق ليحمي أبناءه عوز الحاجة أو الحرمان ولا يجد منهم إلا الجحود والنكران وأذي اللفظ والكلمة؟؟ أو يعمل بالنصح الرباني الأقربون أولي بالمعروف فيجد منهم الحسد وتمني زوال النعمة والجحود وسوء النية؟؟ في العمل تجد رجلاً مريضاً بالفيروس "سي" وبين الحياة والموت فتتعاطف معه وتبذل كل جهد لراحته فتجده يحفر وراءك بكل الشر ويشيع حولك الشائعات ويشكك في نزاهتك لدي العدو قبل الصديق ويتحري إذاك بكل الشر تحريه أن يخفف الله عنه مرضه الذي تدعو أنت له الله ليشفيه فينسي الله في أذاك والتشهير بك لدي الآخرين همساً وغيبة ونميمة؟؟ أناس يعيشون بين ظهرانينا نسكن معهم ونصاهرهم ونشتري ونبيع لهم وندين بما يدينون يشيعون الشر ويشجعون الكارهين لنا لمبارزتنا بالأذي ويأخذون الدراهم من الأعداء والأشقاء للتفجير والقتل في بني جلدتهم؟؟ ويثيرون الفتن وينشرون الإشاعات ويرتكبون الخيانات ويرتكبون الخيانات بطلب عدونا جميعاً المعلن ليستعينوا بهم في أذي وطنهم الذي يوم يفقدونه فلن يجدوا لهم ولا من آذوهم من أهلهم ملاذاً ولا تفرقة. دولة صغيرة لا تساوي في حجمها حي شبرا مساحة وعندما منحها الله من بعد بداوة وبدائية رزقاً لم يبذلوا فيها جهداً ولا عقلاً ولا ذكاء بل منحه الله لهم من باطن الأرض؟؟ وضعوا كل همهم العداوة بكل معاني اللاأخلاق لبلد كمصر كانت الحامي والحمي لهم وطبقوا شريعة الغاب لكن من الأضعف للأقوي وليس الأقوي للأضعف.. فجندوا كل ما لهم للإضرار بوطن حفظه الله في مُحكم آياته؟؟ فهل كل هذا هو قدر البشرية ونتائج تعاليم الأديان واللاأديان التي حضت علي السلام بين كل البشر اللهم يا بديع السموات يا مجيب الدعوات بقدرتك وجلالك خذهم أخذ عزيز مقتدر وأوقف كل صاحب فتنة وخيانة وغدر وشر ورد كيدهم لنحورهم واشغلهم بأنفسهم عن أذانا وأذي وطننا وامنح أولادنا وإخواننا وأصدقاءنا وجيراننا السكينة والسلام للابتعاد عن كل شر.