عادت رحلة الجمهورية لأوائل الثانوية العامة إلي أرض الوطن.. استمتع فيها الطلاب بجولات سياحية وثقافية الي جمهورية ايطاليا التي يفصلنا عنها البحر المتوسط وقفزت أسئلة كثيرة داخلهم لماذا يسبقنا هؤلاء وغيرهم؟ وبحثوا عن إجابات لما نعاني منه في مصر وطرحوا حلولا لبعض مشاكلنا الاقتصادية والسكانية والتنموية فقالوا: فن الادارة عبدالرحمن محمد الشقنقيري الخامس علمي علوم.. يقول: ما ينقصنا هو علم الادارة في كل المواقع خاصة في القطاع السياحي الذي نمتلك من مقوماته ثلث آثارالعالم ورغم ذلك لم يروج الاعلام له بالشكل الجاذب للسياحة علي مستوي العالم والفرق واضح بين السياحة في إيطاليا وعندنا.. فينبغي الاستثمار لما نمتلكه من مقومات وثروة سياحية أثرية وشواطيء وموقع جغرافي متميز. يلتقط طرف الحديث الكلام خالد محمد نصر طب المنصورة قائلاً عشنا مدة الرحلة بدون سماع صوت آلة التنبية لأي سيارة "كلاكس" سوي سيارة الاسعاف مرة أو مرتين فقط ونحن هنا يتفنن الجميع في ازعاج بعضنا البعض مما جعلنا دائماً عصبيين ولا يحتمل أي منا الآخر. عمل منتظم محمود أحمد هندسة القاهرة يري أن التزاحم السكاني عندنا لن يضبط إيقاعه إلا بعد توافر لفرص العمل للواقفين في طوابير البطالة من المتعلمين الذين يجاوز أعدادهم مئات الالاف وهذه القوة الشبابية الجبارة ينبغي الاستفادة منها في استصلاح الصحراء وترويضها لخدمة الانسان المصري.. ففي ايطاليا الجبال تكسوها الأشجار والخضرة فلم نر أي بقعة أرض بور علي الاطلاق.. وبالعودة للوطن فنحن نحتاج لأجيال من الأصحاء في طول البلاد وعرضها ولابد أن يظل التأمين الصحي ومشروعات العلاج لجميع فئات الشعب المصري خاصة الفقراء. الإنسان.. مفتاح القوة فيصل عادل الأول علمي رياضة أكد إن الانسان المصري هو مفتاح التقدم شرط أن تتاح له الفرصة كاملة من إمكانيات وحرية التصرف بعيداً عن غول البطالة الذي ينضم إليه سنوياً الآلاف من الشباب الذين يعتبرون القوة الحقيقية التي تتمتع بها مصر. أما مهند وليد خديوي الثالث علمي رياضة يري أن ما نعاني منه هو عشوائية الأداء في كثير من المواقع فعلي المسئولين أن يكونوا علي قدر المسئولية خاصة في المرحلة الحالية التي تتطلب مسئولين كالجنود في المعركة هدفهم الانتصار ولا بديل عنه. توفير البديل سالي صبحي الخامس علمي علوم تري أن الدولة عليها الكثير من المسئوليات تجاه الشعب فإذا كان هناك تزاحم سكاني مثلا فلقلة المدن الجديدة التي تستوعب الزيادة السكانية وحتي بعد بناء عدد من المدن الجديدة للفقراء استولي عليها الأغنياء وترك التزاحم المستمر لمحدودي الدخل. فلابد من توفير البدائل للناس كي تختار الأنسب لظروفها.. وتوصيل جميع المرافق والخدمات إليها من المواصلات والمستشفيات والمدارس والحدائق العامة وكل سبل الحياة. العاصمة الجديدة عبدالرحمن الأشهب الخامس علمي علوم قال إننا نتميز عن جميع دول العالم بأفكار تؤدي للتزاحم السكاني في الوادي الضيق حول نهر النيل فكل أسرة تفضل أن يبقي الأبناء بجوارها أو في نفس البيت حتي بعد زواجهم وهذا يعود لثقافة داخلنا "بنحب اللمة" وأحسب أن مشروع العاصمة الجديدة سيكون فاتحة خير علي البلد كلها حيث ستنقل جميع المصالح والوزارات والهيئات الخدمية خارج القاهرة التي تئن من الزحام.. ففي إيطاليا هناك كثير من المدن تفوق روما العاصمة في الجمال والنظام والهندسة مثل فينسيا وميلانو وغيرها. وعلي الحكومة تخصيص المزيد من الأراضي للمشروعات الصناعية وتشغيل المتوقف من المصانع لايجاد فرص العمل لقوة الشباب في عدد السكان والتي تبلغ 65% من العدد الاجمالي والتوزيع العادل لفرص العمل بعيداً عن المحسوبية وعدم الكفاءة. ويكمل اسلام عصام الخامس علمي علوم أن تجربة نقل العاصمة الجديدة حدثت في البرازيل وصنعت مجتمعا متطورا وحققت تنمية هائلة فيها بسبب التنظيم والتخطيط السليم في كل موقع فهذا المشروع حل عدة مشاكل في وقت واحد.. فقد أوجد فرص عمل هائلة استوعبت الشباب وأعاد توزيع السكان وأنشأت مجتمعات جديدة وهناك نموذج آخر يمكن الاستفادة به في مصر مثل تجربة الصين في تشغيل السجناء في مشروعات تنموية من استصلاح للأراضي وصناعة وزراعة وحققت بذلك عدة نقلات نوعية هائلة صنعت منهم أفرادا منتجين واختزلت مدد السجن لهم واستفادت الدولة بطاقاتهم البشرية. الشيخ محمد عبده محمود خالد سويد الخامس علمي علوم أشار أن مواردنا الطبيعية والبشرية عظيمة لم تستثمر كما ينبغي حتي الآن لماذا؟ ونحن يمكننا تطويع الزحام السكاني لقوة ضاربة في التنمية واستثمارها في استخراج الموارد الطبيعية وتنميتها مثل ما رأيناه في إيطاليا حيث يعرف كل إنسان دوره ويؤديه علي أكمل وجه فعلينا أن نبدأ بأنفسنا مع إعطاء القدوة والمثل من مسئولي الدولة بعيدا عن ضبط هذا أو ذاك في قضايا فساد وأذكر هنا مقولة الشيخ محمد عبده عندما نزح إلي أوروبا لاستكمال دراساته حيث قال وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين. الصفاء الذهني ** شيري بيشوي طب القاهرة بدأت قائلة بلدنا مصر تستحق منا الكثير من الجهد والحب أكثر من ذلك أخذتني الغيرة كثيرا علي مصر والوطن والبشر والدولة عليها دور كبير في الاهتمام بالمشروعات التنموية التي تعود بالصحة والنمو الاقتصادي علي البشر فلم أر في إيطاليا شبرا واحدا من الأرض المستوية أو الجبال بجانب الأراضي الزراعية إلا ويغطيها اللون الأخضر.. وهذا يعمل علي تثبيت التربة ومن ثم يجعل الشوارع والجو والأماكن السياحية خالية من الغبار ونقية الهواء للتنفس كما أن انتظام المرور شيء مبهر لو طبقنا ذلك عندنا لتفادينا الكثير من الحوادث المرورية. العمل والراحة يقول يونس شعبان أبوالحسن طب سوهاج: عقدت المفاجأة والجمال والنظام لساني فنحن بالأرقام مساحتنا تزيد علي إيطاليا بقدر الثلثين وسكانها 60 مليونا تقريبا ولكن لم نر فيها أي زحام في الشوارع أو الطرق الرائعة أو توقف مروري قفز في ذهني سؤالاً ملح أين السكان؟ وطلت الاجابة مسرعة كل في عمله حيث وقت العمل مقدس فلا تضييع له أو التزويغ منه إلا أنهم يحترمون أوقات الراحة ومواعيد الوجبات مقدسة.. ومن يغب عن الموعد فلا أكل له الخضرة تكسو الأرض والجبال والطرق والمرور مثاليين لم نر رجل مرور الكل ملتزم بالاشارات ونحن في طرقنا حدث ولا حرج- الاختناقات والتجاوزات والسير عكس الاتجاه دون ضابط أو وازع. أتمني أن تتاح الفرصة لمسئولينا للحصول علي دورات تدريبية في تلك البلاد الملتزمة والمتقدمة ليكون أداؤهم كما ينبغي.. الدولة عليها أدوار عديدة أهمها المزيد من التيسيرات للمخلصين من أبناء الوطن لاستصلاح الصحراء الشاسعة في بلادنا واستثمارها في خلق فرص عمل لجيوش البطالة التي تعتبر شوكة في ظهر المجتمع الكل في إيطاليا يحافظ علي المال العام لم أر مقعدا مكسورا في محطة مترو أو مظلة متآكلة فالكل يحافظ عليه كأنه ماله الخاص. ممر التنمية محمد شعبان أبو حمادي وطارق مصطفي خلف طب سوهاج قالا اننا نشعر بمرارة في حلوقنا لما رأيناه في هذه البلاد وما نعيشه في مصر فالقاهرة وحدها كعاصمة يتزاحم فيها 20 مليون نسمة أي خمس السكان!! وفي ايطالياروما العاصمة لا تتعد بيوتها الأربع أو الخمس طوابق فقط ولم نشعر فيها بأي تزاحم أو اختناق وبالرغم من أن المسافات طويلة بين كل مدينة وأخري إلا أن اللون الأخضر علي الطريق من الجانبين وحتي المناطق الصناعية هناك تفوق المدن في جمالها حيث المصانع تحيطها الخضرة من كل مكان لم نر مدخنة قط تنفث غبارها في الهواء.. وكل هذا الجمال بسبب الدقة في الأداء والالتزم من الدولة تجاه المواطن والناس تعرف ما لها وما عليها وعلي الدولة أن تعي وتنفذ البدائل التي يطرحها أبناؤها المخلصون للخروج من الوادي الضيق حول النيل وبين دلتاه فممر التنمية الذي طرحه العالم المصري الكبير د. فاروق الباز يستوجب التنفيذ الفوري له وهو أن يكون لدينا وادياً موازياً لنهرالنيل من الجنوب إلي الشمال وتمتد إليه المرافق والمياه والكهرباء التي تمكنهم من الانتقال لهذا المكان الواعد فلنبدأ من اللحظة الحالية دولة وشعباً لتنفيذ وبناء مصر الحديثة بسواعد وأفكار المخلصين منا.