يوصف الالتهاب الكبدي الفيروسي سي غالبا بالوباء "القاتل الصامت" ويبقي مجهولا بشكل نسبي وعادة يتم تشخصيه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد.. فالالتهاب الكبدي الفيروسي سي أكثر عدوي وأكثر شيوعا من الفيروس الذي يسبب مرض الايدز ويمكن ان يكون مميتا فهو يصيب علي الأقل 170 مليون إنسان علي مستوي العالم فهو يهدد الصحة العامة إذ بإمكانه أن يكون الوباء العالمي القادم. وينتقل الالتهاب الكبدي الفيروسي سي بشكل أساسي من خلال الدم أو منتجات الدم المصابة بالفيروس وهو السبب الرئيسي لأغلبية حالات التهاب الكبد الفيروسي بعد الاصابة بالفيروس يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 سنة ربما تمر 30 سنة قبل ان يضعف الكبد بالكامل أو تظهر الندوب أو الخلايا السرطانية وهذا المرض "القاتل الصامت" لا يعطي اشارات سهلة التمييز أو أعراض وهؤلاء المرضي يمكن ان يشعروا ويظهروا بشكل صحي تام لكنهم مصابون ويصيبون الآخرين طبقا لمنظمة الصحة العالمية 80% من المرضي المصابين يتطورون إلي التهاب الكبد المزمن ومنهم حوالي 20 بالمائة يصابون بتليف كبدي ومن ثم 5 بالمائة منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشر سنوات التالية. لقد تم التعرف علي الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي "أ" و"ب" منذ زمن طويل الا ان الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي سي لم يتم التعرف عليه الا في عام 1989م ويتم انتقال العدوي بهذا الفيروس عن طريق نقل الدم أو منتجات الدم وادمان المخدرات عن طريق الحقن وزراعة الأعضاء "كلية - كبد - قلب" من متبرع مصاب ومرضي الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضين لخطر العدوي بفيروس الالتهاب الكبدي سي واستخدام ابر أو أدوات جراحية ملوثة أثناء العمليات الجراحية أو العناية بالأسنان والاصابة بالإبر الملوثة عن طريق الخطأ والمشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم والعلاقات الجنسية المتعددة الشركاء والفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين أو من الأم إلي الطفل ولا ينصح باستخدام الواقي أو العازل الطبي للمتزوجين ولكن ينصح باستخدامه لذوي العلاقات الجنسية المتعددة ونسبة الالتهاب الكبدي "ج" أعلي بين المجموعات التي تمارس علاقات جنسية مختلطة أو شاذة مثل محترفي الدعارة أو ممارسي اللواط وأهم طريقتين لانتقال العدوي هما ادمان المخدرات عن طريق الحقن بسبب استعمال الابر وتداولها بين المدمنين لحقن المخدرات ونقل الدم ومنتجاته. لذلك كان مستقبلو الدم حتي عام 1991 معرضين لخطر العدوي بفيروس الالتهاب الكبدي سي وتحدث العدوي أيضا بين الاشخاص دون وجود العوامل التي تم ذكرها ولأسباب غير معروفة وفيروس الالتهاب الكبدي سي غير معد بصورة كبيرة أو افراد الاسرة ونسبة انتقال العدوي تزداد قليلا إذا تمت المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو فرش الأسنان ولا يمنع الحمل بالنسبة للنساء المصابات بفيروس الالتهاب الكبدي سي ولا يوصي بإجراء فحص لفيروس الالتهاب الكبدي سي للنساء الحوامل.. فنسبة الانتقال العمودي "من الأم إلي الطفل" أقل من 6% ولا يوجد أي طريقة لمنع ذلك ومع ذلك فالأطفال المصابون بهذا الفيروس منذ الولادة لا يتعرضون لمشاكل صحية في سنوات العمر الأولي. شفي الله كل مريض.. ووقي كل سليم.