ريهام عبدالحميد نورا ممدوح نيفين صبري فتحت واقعة موت الأطفال ببني سويف بسبب محاليل الجفاف الفاسدة ملف العشوائية والفوضي التي يعاني منها سوق الدواء في مصر بدءاً من مصانع بير السلم وغش الأدوية وانتهاء بالأدوية المهربة وغير الخاضعة للرقابة. الدكتور عادل عبدالمقصود رئيس شعبة الصيادلة يحذر من مصانع بير السلم التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير وتزداد بشكل ملحوظ نتيجة عدم تفعيل القوانين التي مر عليه عشرات السنوات وكذلك النقص في الأدوية الهامة ليبدأ الغش واستغلال حاجة المرضي وأحياناً يكون الغش عن طريق ملء العبوات الفارغة بالدواء المغشوش وأفضل مثال علي ذلك واقعة وفاة الأطفال ببني سويف بعد إعطائهم المحاليل الفاسدة. تفعيل القوانين ويطالب عبدالمقصود بضرورة تضافر جميع الجهود لمعالجة الظاهرة لوضع قانون رادع لكل من يبيع ماكينة دواء لغير المصانع المخصصة والمرخصة لصنع الدواء كذلك عدم السماح لأي مطبعة بطبع عبوات دوائية بأسماء تجارية لغير الأدوية المصرح بها من وزارة الصحة وتطبيق عقوبات رادعة علي كل من يخالف ذلك وأخيراً إطلاق يد التفتيش علي أي منشأة ليس لها ترخيص بالبيع. ويرجع الدكتور عماد العزازي أستاذ الحوكمة وخبير الممارسة المهنية الصحية السبب إلي وجود ثغرات إدارية في العمل داخل منظومة الصحة خاصة في شئون الصيدلة بمعني أن تداول الأدوية والمناقصات يحتاج لمزيد من الإحكام والسيطرة من حيث ضرورة الخضوع لسياسات حاكمة وصارمة بالاضافة إلي المسئولية المشتركة التي يجب ألا تقتصر علي الصيدلي بل تمتد من مساعد الوزير حتي آخر شخص يقدم الدواء من التفتيش علي المصانع لمراعاة شروط التخزين والإشراف عليها وطرق التوزيع بالاضافة لوضع شروط وسياسات تحكم خطط إنتاج للأدوية طبقاً لاحتياجات المجتمع بحيث لا يترك إنتاج الأدوية طبقاً لرغبة المصانع. منظومة رقابية بالنسبة لمصانع بير السلم يقول العزازي الكلمة مرسلة فنحن لا نعلم ما هو مصنع بير السلم وما هي أعدادهما ومواصفاتهما لكن المشكلة في الأدوية مجهولة المصدر التي لا نعلم هل هي مهربة أم مسروقة لدينا 200 ألف صيدلي و60 ألف صيدلية تمارس المهنة وما لا يقل عن 120 مصنع دواء أو أكثر فكل ذلك يحتاج إلي منظومة رقابة دوائية قوية وفعالة وشفافية ووضوح من التفتيش ورغم تلك المشاكل فهناك صيدليات تفيد المواطنين في كيفية تناول الدواء وهذا له أثر إيجابي في المجتمع ويلزم أن تقوم وزارة الصحة بدعمه ولو هناك حافز مادي مناسب سيكون هناك أداء أفضل للمهنة وسد للثغرات فالمشاكل الاقتصادية لابد من حلها لدعم المواقف الأخلاقية بالنسبة لكل منظومة الرعاية الصحية. منظومة عشوائية ويري الدكتور أحمد فاروق رئيس لجنة الصيدليات بنقابة الصيادلة أننا تأخرنا كثيراً في إنشاء الهيئة العليا للدواء لأننا أمام منظومة تتسم بالعشوائية فسوق الدواء المصري يعاني من العشوائية والتخبط وتنتج عن هذه العشوائية مشاكل كثيرة تتعلق بصحة المواطنين قد تصل إلي الموت كما حدث مع أطفال بني سويف بخلاف هذا تتحكم في سوق الدواء مافيا من مصلحتها أن يبقي الوضع كما هو عليه من أدوية مهربة. وأدوية مغشوشة فنحن لا نملك القدرة علي الشفافية والجرأة علي كشف مشاكلنا وحلها ولكن نصمت حتي نستيقظ علي كارثة بين الحين والآخر مثلما حدث مع أطفال المحاليل الفاسدة. مصانع بير السلم ويكشف الدكتور سيد علي حسن أخصائي الأطفال ورئيس قسم بمستشفي حميات امبابة عن ظهور العديد من الأدوية المغشوشة التي تم تصنيعها بمصانع بير السلم وتم بيعها بالصيدليات مثل بعض قطرات العين ودواء فلوموكس ومشتقاته وهو عبارة عن مضاد حيوي وعقار الألبومين وكتافلام 50 الذي يستخدم كمسكن للآلام كذلك بعض أدوية الجلطات وتصلب الشرايين والتي تم طبع قائمة بهذه الأدوية وتوزيعها علي الصيدليات لعدم بيعها للمرضي. ويوضح الدكتور سيد أن الأدوية المغشوشة والمصنعة بمصانع بير السلم يصعب التعرف عليها وذلك يرجع إلي إحدي طرق الغش والتي يتم تعبئة الدواء المغشوش داخل العبوة الأصلية باسم المنتج والشركة وعادة يعلم أصحاب الصيدليات بهذا الأمر نظراً لرخص السعر ولكنهم يقومون ببيعها لمندوبي الشركات غير المعروفة مشيراً أن أكثر الأدوية التي يتم غشها هي الأدوية الخاصة بأمراض الأورام والكبد. فشل كبدي ويشير الدكتور هشام الخياط رئيس قسم الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس إلي وجود مجموعة من الأدوية مجهولة المصدر تباع بالأسواق علي أنها المنتج الأصلي دون تصريح من وزارة الصحة وتباع بنفس اسم المنتج الأصلي وبالتالي تتسبب في مشاكل عديدة نظراً لأن المادة الفعالة غير مضبوطة كما أن هذه الأدوية بها شوائب تضر بصحة المريض ويحدث ذلك في ضوء غياب الرقابة والتي يقع المريض ضحيتها وينتج عنها تدهور حالة المرضي وحدوث مضاعفات خطيرة والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلي حدوث فشل كبدي وفي بعض الأحيان إلي الموت.