كما توقعت مرت ذكري العام الثاني لفض اعتصام رابعة بدون اي أحداث تستحق ان تذكر.. اللهم إلا بعض المهاترات والتصرفات الفردية التي وقعت من بعض الذين مازلوا يعتقدون بسلامة موقفهم.. وقوة حجتهم.. واقتناعهم بقيادات هاربة خارج البلاد تعيش في سلام واطمئنان تحت رعاية امريكية- تركية- قطرية حيث يبثون سمومهم واكاذيبهم مستغلين في ذلك تلك العناصر التي اقتنعت بهم يوماً ما.. ولكن يبدو ان هذا الاقتناع بدأ يفقد تأثيره بشكل ملموس والدليل علي ذلك أنه بالرغم من اعلان قيادات التنظيم الهاربة النفير العام في الذكري السنوية الثانية لفض هذا الاعتصام المشئوم في محاولة لحث الكوادر الشبابية من هذا الكيان الارهابي علي القيام بعمليات عنف وتخريب إلا ان استجابة هؤلاء لم تأت بالنتائج التي كان يتمناها هؤلاء الهاربون. يأتي هذا في الوقت الذي انبري فيه شيوخ السلفية والمنشقون عن الجماعة وغيرهم في تحميل قيادات الجماعة الهاربة مسئولية الدماء التي اريقت في هذا اليوم سواء من قبل المعتصمين من الابرياء الذين كانوا يتقاضون مبالغ مالية ووجبات غذائية يومية مقابل استمرار تواجدهم في الميدان للايحاء بكثرة عددهم علي غير الحقيقة.. أو من قبل رجال الشرطة الذين حاولوا مراراً وتكراراً فض الاعتصام بكافة الطرق والوسائل السلمية في بادئ الأمر. لقد كان اعتصام رابعة حركة تمرد عسكرية مسلحة بكل المقاييس استخدمت فيها الاسلحة من القناصة التابعين لتلك الجماعة الارهابية وبعض الفلسطينيين الذين تمكنوا من الهروب من خلال الممرات الأمنة التي قامت بها أجهزة الامن حال فض الاعتصام بناء علي تعليمات من قيادات حركة حماس.. وكانت امريكا متمثلة في سفيرتها الشمطاء آن باترسون تتردد علي موقع الاعتصام لتشد من ازر القائمين به وابلاغهم بضرورة الاستمرار فيه حتي ترضخ الدولة المصرية لمطالبهم.. وهنا نتذكر ما قاله الارهابي محمد البلتاجي إن ما يحدث من عمليات ارهابية في سيناء سوف يتوقف فور الافراج عن محمد مرسي في اشارة واضحة إلي مسئولية تلك الجماعة عما كان يحدث.. ناهيك عن تلك الخزعبلات التي كانوا يخادعون بها هؤلاء السذج المتواجدين بالميدان من ان سيدنا جبريل سوف يؤم المصلين ابتهاجاً بعودة مرسي للحكم وان الملائكة متواجدة بين المعتصمين وان من يترك الاعتصام كمن يفر يوم الزحف العظيم. هل تتذكرون أول ضحايا فض هذا الاعتصام انه الشهيد الملازم أول/ محمد سمير وبعده بدقائق سقط الشهيد النقيب/ شادي مجدي وتلاه الشهيد الملازم أول/ محمد محمود عبدالعزيز.. ثم تلا هؤلاء الابطال مجموعة من المغيبين الذين استثمرتهم تلك الجماعة بنجاح واستطاعت ان تضحك علي عقولهم لدرجة ان أحدهم كان يرتدي لباس الاحرام في هذا الاعتصام.. اين عته هذا؟؟ واي تأثير سلبي مارسوه علي هؤلاء؟.. هل تتذكرون الاطفال الابرياء وهم يحملون اكفانهم علي ايديهم ويسيرون في مشاهد تندي لها الانسانية وحقوق الانسان.. اي كنتم يا من تنادون بهذه الحقوق و تتشدقون بها. والآن اعتقد انه ان الاوان لهؤلاء الشباب والرجال والنساء ان يعيدوا حساباتهم بهدوء.. فهاهم قادتهم قد تنصلوا منهم وفروا إلي دول اوروبا وامريكا وقطر.. وهاهم السلفيون اعلنوا ابتعادهم نهائياً عن أي مساندة أو تأييد لهم.. لابد ان نطوي تلك الصفحة نهائياً وان نستعيد عقولنا ونعمل علي تحقيق احلامنا.. وان تندمجوا في هذا الوطن الذي يضمنا جميعاً.. لابد ان تساهموا معنا في بناء مصر الجديدة.. في بناء دولة تسودها الديمقراطية و العدالة والمساواه. دولة تسمح بالاختلاف حول الاساليب التي تحقق اهدافها وتنهض بها ولا تسمح بالخلاف حول الانتماء لها.. وتحيا مصر.