لاشك أن سياسة النفس الطويل التي تتبعها أجهزة الأمن بوزارة الداخلية بعد تكليف الحكومة بفض اعتصامي رابعة والنهضة تعد سلاحا ذا حدين حيث إن هذه السياسة تعتمد علي اقتناع العديد من المعتصمين بالاحتكام إلي صوت العقل والانسحاب بسلام من الاعتصام خاصة بعد ظهور بعض الأصوات العاقلة في كثير من المحافظات تحت اسم إخوان ضد العنف يرفضون تلك الأساليب في ترويع الآمنين وتعطيل مصالح الشعب ويدعون إلي فض تلك الاعتصامات سلميا حقنا للدماء وحفاظا علي الأرواح بعد استخدام قيادات الاعتصام الأطفال الأبرياء دروعا بشرية وهو ما استنكرته مختلف المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان .. ولكن للأسف استغلت القيادات الإخوانية هذه السياسة المسالمة التي اعتمدت علي النفس الطويل وحرمة احتفالات العيد وعدم البدء في تنفيذ خطة فض الاعتصام بزيادة التحصينات وفرض المزيد من القيود علي المعتصمين المعترضين لمنع هروبهم من الاعتصام بل وتهديدهم بسبب إبداء رغبتهم الخروج من الاعتصام لاقتناعهم بالأمر الواقع وخروج مرسي إلي الأبد من المشهد السياسي حيث يتم مواجهة طلبات هؤلاء العقلاء من الشباب بالتهديد والوعيد وربما التعذيب عقابا لهم علي عدم تنفيذ مبدأ السمع والطاعة خاصة بعد حالات التعذيب التي رصدتها مراكز حقوق الإنسان .. وكانت هذه السياسة في النفس الطويل سببا في جرأة جماعة الإخوان المسلمين في مؤتمر عقد بواشنطن مؤخرا طالبت فيه الإدارة الأمريكية بعدم الاعتراف بما حدث في مصر والتعامل معه وكأنه "انقلاب عسكري" وليس اختيارا شعبيا وعدم التعامل مع الحكومة المصرية و قطع المعونة عن مصر وذلك إذا كانت الإدارة الأمريكية تبحث عن الهدوء في المنطقة ! ولاشك أن ما نراه علي أرض الواقع من نقل المزيد من الطوب والأسمنت لبناء السواتر والحواجز الخرسانية أمام أعين وبصر أجهزة الأمن التي تحاصر كلا الاعتصامين هو مايثير تساؤل البعض حول موقف أجهزة الأمن من تلك التحصينات التي تزداد يوما بعد يوم مما أثار سخرية الكثيرين حول كيفية السماح بدخول مستلزمات البناء ودعم التحصينات .. إن ساعة الصفر ليست ببعيدة ولابد من اتخاذ موقف قوي وسريع وجاد للقضاء علي هذه المهازل حتي لا نفاجأ بجمهورية رابعة العدوية !