إخلاء الشوارع من المواقف المخالفة لم يحل أزمة المرور.. خاصة بعد زرع الأقماع علي أبعاد متساوية من نفس المساحة ووقوف بعض السيارات بجانبها.. فضلا عن ظهور مشكلة "السياس" الذين فقدوا مصدر رزقهم دون بديل ويبلغ عددهم 60 فردا في منطقة وسط البلد وحدها. يشير لذلك محمد صلاح موظف بالرغم من فتح العديد من الجراجات ووضع الأقماع منعا للانتظار إلا أنها لم تحقق الغرض منه فمازالت الشوارع مزدحمة بالسيارات بخلاف المواقف العشوائية للميكروباصات التي تضرب بالقوانين عرض الحائط لذا لابد من حلول جذرية ورقابة مرورية مشددة للقضاء علي تلك المخالفات. ويري إيهاب سيد طالب اننا نحتاج لبعض الوقت لتحقيق السيولة المرورية وخاصة بالميادين المزدحمة بالمصالح الحكومية ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف المواطنين مع الحكومة فقد كان قرارا صائبا بمنع السيارات من الوقوف بالشوارع للقضاء علي بلطجة السياس والإتاوات المفروضة علينا التي كنا نتعرض لها يوميا. ويري أحمد رضا موظف للأسف مازالت الفوضي والازدحام المروري بميدان رمسيس والمخالفات المرورية كما هي والأمر يتطلب وجود جراج عمومي أسوة بجراج التحرير لتحقيق السيولة المرورية في شوارع وسط البلد. ويوضح هشام أحمد طالب ان عدم وعي المواطنين بقواعد المرور سبباً رئيسياً لتلك الفوضي سواء باقتلاع الاقماع والانتظار صف ثان وثالث بمعظم الشوارع. ويشير عاطف عزيز موظف إلي أن السيولة المرورية لن تتحقق إلا بزيادة الجراجات وإعادة فتح المغلق منها لمواجهة الازدحام المروري مع تطبيق قانون المرور وتشديد العقوبة لمن يخالف وإنشاء جراجات رأسية لأن الجراجات الافقية تحتل مساحة كبيرة. يعرب فؤاد محمد مدرس عن استيائه للتكلفة العالية لركن سياراتنا بداخل الجراجات حيث نسدد اكثر من 30 إلي 50 جنيها يوميا في حين كنا نركن السيارة بالشارع لأكثر من 5 ساعات مقابل جنيهين للسايس. علي الجانب الآخر يشكو هشام عبدالحميد سايس قائلاً: اعمل بهذه المهنة منذ 40 عاما ولدي خمسة أبناء جميعهم بمراحل التعليم المختلفة وللأسف بعد إلغاء المواقف ووضع الاقماع تشرد اكثر من 60 سايسا لذا أطالب بأن تقوم الحكومة بتقنين أوضاعنا وتوفير فرص عمل بديلة. يشاركه الرأي جمال أحمد سايس لسنا جميعنا بلطجية كما قالوا فانا حاصل علي معهد سكرتارية وتعتبر تلك المهنة مصدر رزق لي ولأبنائي ولكن بعد صدور القرار بإخلاء الشوارع من السيارات وعدم الانتظار بها انقطع مصدر رزقي الوحيد وكل ما اتمناه توفير فرصة عمل شريفة ولو كشك صغير. يلتقط عصام محمد سايس طرف الحديث قائلاً: علي الرغم من اننا نعمل مع شخص قام باستئجار منطقة لركن السيارات من الحي إلا أننا اصبحنا مهددين بالتشريد بعد القضاء علي المهنة. اللواء حمدي الحديدي مدير مرور القاهرة أشار إلي أن وضع أقماع بمنطقة وسط البلد الغرض منه التنبيه علي المواطنين بمنع الانتظار واستخدام الجراجات المنوه عنها سابقا. أضاف أن الإدارة قامت بوضع لافتات وعلامات إرشادية لمنع الانتظار لتحقيق أعلي درجات السيولة المرورية وإنفاذ القانون. أما توفير عمل بديل "للسياس" فهو مسئولية المحافظة.. وبسؤال المستشار الإعلامي لمحافظة القاهرة خالد مصطفي قال أماكن انتظار السيارات بشوارع وسط القاهرة انتهت وذهب معها حق الانتفاع الذي كان يحصل السياس من المحافظة أو الإدارة المحلية. وتم التنبيه عليهم بالعمل في جراجات خاصة بالأماكن المعدة لذلك.. مشيرا إلي أن منطقة وسط البلد بها أكثر من خمسة جراجات كالتحرير وعمر مكرم والعتبة والأوبرا والبساتين وأكثر من 4 ساحات كبري كساحة عبدالمنعم رياض.. ودار القضاة والفلكي وساحات أخري رسمية وكبيرة حيث تستوعب تلك الساحات والجراجات عدد 6500 مكان لسيارة كانوا من قبل ينتظرون بشوارع وسط القاهرة. مضيفا ان الكثير من السياس كانوا لا يعملون بشكل رسمي وأصبحت مهنة من لا مهنة له إذ كانوا يتعمدون ابتزاز المواطنين المنتظرين بسياراتهم وكثيرا ما كان يتعرض المواطن للسرقة من قبل البعض وقد قام بالعمل بمناطق قريبة وهي المجموعة المنضبطة والتي كانت تسدد حق الانتفاع بانتظام