عرض في مسابقة "نظرة خاصة" في مهرجان كان "13-24 مايو" الفيلم الأثيوبي الروائي الطويل "الحمل" إخراج ياريد زيليكي وهو أول أفلامه. وأول فيلم أثيوبي يعرض في مهرجان كان طوال تاريخه. وضع هايلي جريما أثيوبيا علي خريطة السينما في العالم في العقود الماضية من خلال أفلامه الأمريكية حيث يعيش في منفاه الاختياري في العاصمة واشنطن. وأغلب أفلامه من الأفلام التاريخية -السياسية التي تعبر عن موقفه اليساري. ولكن ياريد زيليكي الذي ولد عام 1978 يمثل جيلاً جديداً. وجاء فيلمه إعلاناً عن مولد موهبة سينمائية أصيلة. يبدأ الفيلم الذي كتبه مخرجه مع جيرالدين باجارد بمنظر كبير ليد صبي تتلمس بحب ظهر حمل. واللقطة التالية مباشرة للصبي إبراهيم "ريديات أماري" والحمل الذي يحبه وسط الطبيعة في منظر عام. والفيلم كله يدور في الريف الأثيوبي حيث يبدو جمال الطبيعة في أثيوبيا ربما لأول مرة في تاريخ السينما. ويبرع في تصويرها بالألوان جوزيه ديشايس. ووسط هذه الطبيعة الجميلة والمتنوعة بين سهول وجبال وأشجار وأنهار. ومن خلال الصبي إبراهيم وحمله. يعبر الفنان عن المجتمع الأثيوبي حيث يتعايش في سلام اليهود والمسيحيين والمسلمين. فهناك إبراهيم المسلم وإبراهيم اليهودي "إندريس محمد" وأزيب المسيحية "راحيل تيسومي". والواضح من الأسماء أن المخرج اختار مسلماً لتمثيل دور اليهودي. ويهودية لتمثيل دور المسيحية. وبذلك تجمع رؤية زيليكي بين الطبيعة في ذروة جمالها والبشر في ذروة جمالهم. وبأسلوب سينمائي شاعري بسيط وعميق في آن. ومثل أي عمل شعري لا توجد قصة بالمعني الأدبي. وإنما خيط يربط بين المشاهد. وهو تمسك إبراهيم بالحمل بعد أن تموت أمه ويتركه أبيه لدي أسرة من أقرباء العائلة ويذهب للعمل في المدينة التي لا نراها أبداً. وكما تتناغم الطبيعة مع البشر. يتناغم البشر مع الحيوانات والطيور. وعندما يترك إبراهيم الأسرة ويحاول الذهاب إلي المدينة واللحاق بأبيه يمر بتجارب عديدة مثل صراعه مع عصابة من الأولاد. وتعاطفه مع الفتاة تاسيون "كيديست سيوم" التي تهرب من الزواج من كهل تفرضه عليها أسرتها. وغير ذلك من التجارب التي تنضجه وتجعله يدرك صعوبات الحياة إلي جانب مسراتها. وعبر تنقل إبراهيم بين القري والبيوت يعبر الفيلم عن الثقافة الوطنية للشعب الأثيوبي. فألوان الأزياء درجات من اللونين الأخضر والأزرق. ولا توجد أزياء حمراء أو صفراء. وأدوات الزراعة كما هي منذ آلاف السنين. وطريقة صنع الخبز وطهي الطعام. والرقصات والأغاني والموسيقي كلها من الفولكلور الشعبي. قال الناقد والمنظر الفرنسي أندريه بازان يوماً نريد للسينما الفرنسية أن تكون سينما وفرنسية. وفيلم زيليكي سينما وأثيوبية.