"وعدتني أن تكون بلدوزر يفتح الطريق.. هو فين البلدوزر ده" كانت تلك كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي في أول يوم للعام الثاني من ولايته رئيسا لمصر والمصريين مخاطبا رئيس الوزراء. وأضاف ¢هو انتو هتودوني وتضحكو عليا ولا إيه.. أنا خايف لحسن البلدوزر ييجي في نص السكة ويقف¢. إضافة الرئيس وضعت هذه الكلمات "التي تحمل انتقادا رئاسيا للحكومة في طياتها " في ثلاثة احتمالات.. الأول أن يكون مداعبة من الرئيس لرئيس وزرائه.. والاحتمال الثاني أن يكون نقدا لأداء الحكومة أو نقدا لأداء بعض وزراء الحكومة.. والاحتمال الثالث هو التحفيز وأن الرئيس - كعادته - يريد أن يبذل رجاله أقصي أقصي ما لديهم وينبه البلدوزر حتي لا يتوقف في منتصف الطريق. والاحتمالات الثلاثة واردة.. وقد تكون مجتمعة معا في رؤية الرئيس.. فهو يداعب رئيس الوزراء وفي نفس الوقت ينبهه إلي بعض التقصير في أداء بعض الوزراء.. وهو أيضا يحفزه بقوة خشية أن يتعب ويكل أو يتوقف في منتصف الطريق وأيا كان التفسير وأن كنت شخصيا أميل للتفسير الأخير الذي يضم الاحتمالات الثلاثة إلا أنه لابد أن نقول كلمة حق في حق بلدوزر مصر الملقب باسم المهندس إبراهيم محلب. هذا الرجل - وهي شهادة لله واعتقد أن هناك نسبة كبيرة من المصريين تؤيدني فيها - يعمل لمصر والمصريين بإخلاص نادر.. أدي بشكل رائع ويقود الحكومة في ظرف صعب للغاية وحقق معها إنجازات لا ينكرها إلا أعمي أو حاقد. صحيح أن خطوات الرئيس السيسي ورؤيته تسبق أداء الحكومة بعدة خطوات لكن رؤية القائد ما كانت تتحقق إلا بإرادة الشعب.. والبلدوزر محلب بأدائه يعبر عن إرادة هذا الشعب ويقوده - لأن الحكومة كلها تعبر عن الشعب بعد 30 يونيه - لتحقيق الرؤية وتنفيذ الحلم. البعض وجدها فرصة للنقد والانتقاد فلم يجد إلا ثلاثة محاور لهذا النقد.. المحور الأول هو أن الحكومة تنفذ وتعمل لكن بلا سياسة وهو قول ظالم للغاية لأن أي عمل بلا سياسة لن يحقق الهدف.. ولو أخذنا مثلا السياسة المالية والاقتصادية لمصر لوجدنا انجازات اعترف بها العالم والمنظمات الاقتصادية الدولية التي أشادت بالأداء ورفعت التصنيف المصري أربع مرات وهو انجاز حقيقي ولو لم تكن هناك سياسة واضحة المعالم ما خرجنا من النفق المظلم بعد ثورة 30 يونيه.. ولو نظرنا إلي أزمة الكهرباء وما تحقق فيها من انجاز غير عادي مثلا لعرفنا أن هناك سياسة واضحة ورؤية لمواجهة الأزمة والنجاح وعملا شاقا تم بالفعل ونتائج واضحة ظهرت علي أرض الواقع. محور إعادة هيبة الدولة.. بدأ يتحقق بالفعل وبرغم الإرهاب الأسود إلا أن هناك أمنا يعود وإحساسا بالأمان يسود.. حتي لو كانت هناك تجاوزات ولابد من الوقوف ضد هذه التجاوزات ورفضها لكنها لا يمكن أن تكون عائقا دون الاعتراف بعودة هيبة الدولة وتوقف الاعتصامات الفئوية وانتشار الفوضي والبلطجة.. ولابد أن نعترف أيضا أن الفوضي والبلطجة تصرف بشري بدأ ينتشر وعلاجه لن يكون أمنيا فقط بل لابد من استراتيجية متكاملة يكون الشعب طرفا فيها إلي جانب عدة وزارات. المحور الثاني الذي حاول البعض الإساءة من خلاله للبلدوزر محلب وحكومته هي أنه يقوم بجهد كبير بلا نتائج ملموسة علي أرض الواقع.. وهو قول نصفه حقيقي والنصف الآخر غير منطقي فالرجل بشهادة الجميع يقوم بجهد خارق وغير عادي وحقق رقما قياسيا عالميا ومصريا في الزيارات الميدانية لأي رئيس وزراء في العالم.. فهو يتحرك في كل مكان ويجتمع مع كل فئة أو هيئة بلا حساسية... ولا يمكن أبدا أن يكون هناك جهد بلا نتائج.. فما بالك وقد تحققت بالفعل نتائج جيدة حتي ولو لم تكتمل لتكون هي النتائج التي نريدها علي أرض الواقع؟ كيف لا تكون هناك نتائج وقد تحققت إنجازات حقيقية في منظومة الخبز وتوفير الدعم وحصول بعض الأسر علي سلع غذائية مجانية بقيمة 6 مليارات جنيه.. وكيف لا تكون هناك نتائج وقد تحققت انجازات في الطرق والكباري والمشروعات التي كانت متوقفة لحوالي عشر سنوات.. بل وشركات كانت لا تعمل لأكثر من عشر سنوات بدأت عجلاتها تدور من جديد.. كيف لا تكون هناك انجازات وقد تم الانتهاء فعليا من طوابير الخبز وطوابير البنزين.. وكل الطوابير الاستهلاكية؟ كيف لا تكون هناك إنجازات وأمامنا مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي بكل ما تحقق فيه من انجاز سياسي واقتصادي ومعنوي وشراكات رائعة؟ كيف لا يكون هناك انجاز وقد ارتفع معدل النمو الصناعي بأكثر من 17% عن العام السابق.. وارتفعت الصادرات التجارية "غير البترولية" بحوالي 15% ناهيك عن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي والمناطق التكنولوجية والطرق والكباري والتطوير الحضاري وتطوير رياض الأطفال؟ المحور الثالث للانتقادات هو أن المواطن لم يلمس علي أرض الواقع نتائج ما تحقق وهو قول حق لكن يراد به باطل أحيانا.. لماذا؟ العمل الذي يريد المواطن أن يلمسه هو تحسن الدخل وإلغاء البطالة وأن يتحسن التعليم والمستشفيات والمرور وهي قضايا حقيقية لابد من مواجهتها ولكن لا يمكن أن تتحقق خلال عام ويلمسها المواطن ولا يمكن أن نعالج أمراض وأخطاء 40 عاما علي الأقل في عام واحد لأنه لا أحد يملك عصا سحرية وقد انتهي بالفعل عصر المعجزات. لقد بدأت خطوات جادة لتحسن ظروف الحياة المعيشية للمواطن أهمها الحرب علي العشوائيات وعدم رفع أسعار الأساسيات وآخرها قرار عدم رفع سعر الكهرباء لذوي الدخل المحدود ورفع عدد الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي بشكل كبير إلي جانب التأمين الصحي للفلاحين والعمال ليكون مظلة لكل المصريين بعد ذلك وهي منظومة بدأت من خلال اقتحام مشاكل المستشفيات وإعادة تقييمها وتقييم مستوي الخدمات الصحية.. ولعلنا لاحظنا التطور الرائع في تقديم الخدمات لمرضي فيروس ¢سي¢ هناك خطوات جادة فعلا ورائعة.. ولكن تحتاج إلي استكمال وإلي وقت حتي يشعر بها المواطن علي أرض الواقع.. ولكن هناك أشياء أخري شعر بها المواطن مثلا الأمن وعودة هيبة الدولة وكلنا كنا نعاني بشدة من هذه السلبية؟ ما أقوله ليس دفاعا عن البلدوزر محلب ورجاله فهم أقدر مني علي الدفاع عن أنفسهم وليقدموا انجازاتهم للناس ولكنها كلمة حق لابد أن تقال وحتي لا ننسي ولا نترك جهدا يضيع وعملاً بلا تقييم. ولأنني أعرف إبراهيم محلب بشكل جيد فإنني أثق أن أداءه لوجه الله ومن أجل الوطن كان متميزا للغاية وأن لديه ثقافة وفكرا وسياسة ورؤية وتميزا في العمل.. ناهيك عن أدبه وأخلاقه وترفعه عن الصغائر.. هذا الرجل كان بالفعل هو بلدوزر هذه المرحلة التي كنا نحتاج فيها جهده ليحقق رؤية القائد الذي لم يتأخر يوما عن تقديم الرؤية والعمل الدائم من أجل مصر خاصة من خلال محاور الجيش والسياسة الخارجية والرؤية الاستراتيجية... وهي محاور تحمل رؤية هي رؤية مصر بعد 30 يونيو. وما تحقق من وللقوات المسلحة في عام لا يمكن أن يقارن بأعوام سابقة.. وما تحقق في السياسة الخارجية في عام لا يمكن أن يتجاهله منصف.. وما قدمه قائد مصر من رؤية للغد وأمل في الله أن يتحقق خلال أربع سنوات.. هي بالفعل أحلام مصر المستقبل ونريد مشاركة كل بلدوزر في مصر. بلدوزر مصر الملقب بإبراهيم محلب يستحق التحية والتقدير ولكنه مازال يملك القدرة والطاقة علي اكمال المسيرة وتحقيق رؤية القائد وإرادة الشعب.. وإن شاء الله لن يتوقف البلدوزر في منتصف الطريق ولن يتوقف حتي يصحح أخطاء سنوات ماضية ويحقق إنجازات سنوات قادمة. أحيانا تكون الدموع بلسم لعلاج الروح وأحيانا تكون أقسي من كل الآلام والجروح أحيانا يكون الحب هو العلاج لأوجاع القلب وأحيانا يكون هو ذاته داء القلب أحيانا يكون الألم عذاب.. وأحيانا يكون اغتراب وأحيانا تكون القمة.. هي نفسها في التراب