يؤكد الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب دائما فى تصريحاته بأنه يسعى لتمكين الشباب سياسيا واجتماعيا .. ولهذا كان له دور كبير فى وضع وصياغة مادة كاملة بالدستور الجديد تكفل دور الدولة فى رعاية الشباب وتأهيلهم سياسيا واجتماعيا وفكريا .. وهو جاء من قلب الميدان بأفكار الثورة إلى وزارة الدولة للشباب ، وقد أكد لنا فى هذا الحوار أنه يسعى لنقل قيم ومكتسبات ميدان التحرير إلى وزارته وأن عهد التهميش والإقصاء الذى عانى الشباب منه قد انتهى إلى غير رجعة . حوار : مروة عصام الدين – محمد شعبان كيف استوعبت الدولة التغيرات التى طرأت فى فكر الشباب بعد الثورة وما رؤية وزارة الشباب فى هذه المرحلة؟ أولا فى مرحلة التحول الديمقراطى يحق للشباب أن تكون لهم وزارة تعبر عنهم؛ وتكون آداة لتمكين الشباب فى المشاركة السياسية والاجتماعية والواقع يقول إن الشباب عانى طويلا من تهميش وإبعاد وعزل تام عن دائرة اتخاذ القرار، وهذا ما دفعه للخروج إلى الميادين والقيام بهذه الثورة .. والوزارة ليست وزارة استيعاب أو احتواء أو دمج للشباب المصرى فى المجتمع بقدر ما هى وزارة تعبر عما يدور فى ذهن الشباب وآلامهم وآمالهم وأحلامهم فى الشراكة فى بناء مستقبل بلادهم، والآن فإن وجود وزارة للشباب لم يكن قرارا سياسيا يسترضى بعض الشباب وإنما هو يعنى أن الدولة تضع الشباب فى مقدمة أولوياتها . المادة التى تنص على حقوق الشباب فى الدستور الجديد تحتوى على معانى عامة .. فكيف يمكن تفعيل هذه المادة؟ الحالة التى نريدها هى التى صغناها فى مادة الدستور، حيث بدأنا نفكر فيما يحتاجه الشباب المصرى فوجدنا أنه يحتاج تنمية شاملة ويحتاج إلى نوع من التأهيل والتنمية المتكاملة والمتوازنة روحيا وخلقيا وعلميا ونفسيا وأخلاقيا وبدنيا واجتماعيا ومشاركة سياسية فاعلة إذن نحن نبحث عن حالة من التمكين السياسى والاجتماعى والاقتصادى يتوازى معها حق الشباب فى التأهيل والخطان متوازيان معا. ونحن بصدد وضع آليات تنفيذية لهذه المادة مثل الدعوة لمؤتمر قومى للشباب ووضع استراتيجية عامة للشباب فى مصر وقد ينتهى الأمر لصياغة قانون شامل للشباب. ماذا تقصد بالتمكين السياسى للشباب.. ؟ أن يكون شريكا فى صناعة القرار فى الدولة وأن يشعر الشاب بأنه طرف فى هذه المعادلة أو أنه رقم صعب فى هذه المعادلة فلايعانى التهميش .. أيضا الشباب يكره الدمج والاحتواء والاستيعاب ومن الصعب أن يضحك عليه أحد وإنما عنده إرادة لتغيير مسار الأمم والشعوب، وبوسع الشباب الآن أن يغير عجلة التاريخ وهو ما حدث فى باكورة الثورة المصرية فهى ثورة شعب بدأها شباب وهذا الشاب يحتاج أن يشعر بنتائج هذه الثورة بأن تتحقق أهدافها فى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فالتغيير يعنى تداول السلطة وأن يشارك الشباب فى ذلك وفق آليات تشريعية وإستراتيجية. ما رأيك فيمن يقولون إن الشباب هو الخاسر الوحيد من هذه الثورة التى قام بها بدليل إقصائه بعيدا عن تورتة المناصب والمواقع القيادية؟ كل الشباب المصرى تقريبا شارك فى الثورة وكان له دور فى مختلف ميادين التحرير فى مصر، وليست العبرة فى نجاح بعض الوجوه الشبابية الثورية فى الوصول لمواقع قيادية معينة فهذا ليس مقياسا. وإنما المقياس المهم هو أن الشباب خرج من أجل أن يغير هذه الواقع والثورات لها أهداف أخلاقية تتحقق سريعا على الأرض ولها عوائد تنموية واقتصادية تأخذ وقتا حتى تتحقق بعد إصلاح المنظومة الاجتماعية ومن المكتسبات المهمة شعور الشباب اليوم بالحرية والتداول السلمى للسلطة الذى تم فى انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية ونتمني أن يحدث ذلك فى انتخابات المحليات ويكون للشباب دور فاعل فيها ومواقع قيادية بها فأعتقد أن المحليات هى أفضل مكان يبدأ منه الشاب مشواره السياسى والبرلمانى طبعا.. وبالتالى لابد من تمكين الشباب من الوصول للمحليات فلابد من خفض سن الترشح للمحليات بحيث تبدأ من 21 سنة بدلا من 25 سنة ونحن سيكون لنا دور فى دعم الشباب فى هذه المشاركة خاصة أن الدستور سيمنح الفرصة الأكبر للمجلس الشعبى المحلى المنتخب الذى سيكون من صلاحياته إقالة المحافظ أنشطة الوزارة تغلب عليها الشكليات والبعد عن قضايا الشباب الحقيقية ، فما هى خطتكم لتطوير دور الدولة فى هذا الشأن؟ عندما جئنا للوزارة لم تكن هناك رؤية إستراتيجية للشباب ، وحتى أكون صريحا فإنها فعلا أنشطة شكلية جدا وينفق عليها الآلاف وعدد المستفيدين منها شريحة محدودة من الشباب ، والبيانات التى تأتينى عن هذه الأنشطة تؤكد أن الرواد والمستفيدين ثابتون ولا يتغيرون ولم يكن فى الوزارة تقييم واحد لنشاط معين أو تقييم بعدد المستفيدين وليست هناك قاعدة بيانات واضحة بالمستفيدين و ليس هناك عائد أو قياس أثر للنشاط نظرا لغياب الرؤية الواضحة. فبالتالى لابد أن يحقق النشاط هدفا معينا. وما يشغلنا الآن غياب الرؤية ولهذا نحتاج رؤية للنشء والشباب داخل الوطن وليس داخل الوزارة فقط . لهذا نخطط الآن لعمل رؤية إستراتيجية للشباب من عام 2013 وحتى عام 2017 يصنعها الشباب بأنفسهم بالبحث عن آليات معينة لعمل مؤتمر قومى للشباب فى مصر ومضى الوقت الذى يفرض فيه المسئولون الرؤية على الشباب وهذه الرؤية قد تحتاج إلى 3 شهور يشارك فيها الشباب وخبراء إستراتيجيون حتى نعرف ماذا يريد شباب هذه المرحلة هذا بالإضافة لإعادة هيكلة الوزارة حتى يكون الآداء جيداً . ما خطة الوزارة للقضاء على الفساد فى مراكز الشباب ولماذا قمت بتأجيل الانتخابات بها؟ ثلثا ميزانية الوزارة تذهب للمنشآت بما فيها مراكز الشباب ونوادى الشباب وبيوت الشباب.. ولهذا آن الأوان لتمكين الشباب من الاستفادة من هذه الأصول التى لا تقدر بثمن . وكان هذا هو السبب الذى دفعنى لتأجيل الانتخابات فى مراكز الشباب لأنه كان يتم منع الشباب من دخول الجمعيات العمومية و 78% من هذه الانتخابات كانت تنتهى بالتزكية يأتى هذا فى الوقت الذى يذهب فيه الشارع المصرى فى طوابير انتخابية لاختيار رئيسه واختيار نواب البرلمان ثم فى أول انتخابات حرة داخل وزارتى تنتهى بالتزكية وهذا شىء خاطىء داخل وأرفضه ولا يتماشى مع مرحلة التحول الديمقراطى التى نعيشها.. وبالتالى أين الديمقراطية داخل مراكز الشباب .. أيضا ميزانيات مراكز الشباب ضعيفة جدا ، والمسيطرون عليها لهم مصالح خاصة فأحيانا قد تكون واجهة وأحيانا يكون فسادا ماليا وأحيانا يكون بالاستفادة من الموارد المالية للمركز وبعضها للأسف تحول لأوكار لتعاطى المخدرات. أيضا كيف تكون مراكز للشباب فى حين يكون الناخبون والمرشحون من كبار السن. ولتحقيق ذلك فإن كل اللوائح التى تمتلكها الوزارة لابد من تغييرها تماما على أن يكتبها الشباب بأنفسهم ، فنحن الآن نحتاج إلى ثورة داخل العمل الشبابى داخل مصر، فنحن وزارة تسهيلات وأنا لست "قيما" على عمل الشباب، ومن ناحية أخرى أريد أن يكون لمراكز الشباب دور فى التأهيل الكامل والتدريب التحويلى والمهنى. ولو أطلقت الحرية للانتخابات داخل 1580 مركز شباب الآن بحيث تنتهى بنسبة 80% بالتزكية فكيف تتحقق الرسالة فيما بعد. لماذا لا تتفاعل الوزارة مع شباب الجامعات وشباب الأحزاب والحركات السياسية فى وضع رؤية عامة للشباب فى مصر؟ للأسف كان يحال بين الوزارة والجامعة والآن هذه الوزارة ملك كل شباب مصر ..نحن نريد أن نجعل من هذه الوزراة ميدان تحرير آخر يلتقى تحت سماءها كل الشباب بلا استثناء والخبراء الذين يشاركوننى فى وضع المؤتمر القومى أو الرؤية هم كل الأحزاب منهم حركة مصرنا ووائل خليل اليسارى وخالد منصور وهو إسلامى وزياد على ومحمد عمر والدكتورة منال عمر الطبيبة النفسية وأحمد خيرى من المصريين الأحرار ومعنا حاتم عزام من حزب الحضارة ومحمد عبد المنعم الصاوى صاحب ساقية الصاوى وعندنا من الكنيسة الدكتور يوسف غبريال وعندنا من حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح محمد الشهاوى ، وهناك تمثيل للمعاقين من صناع الحياة وبالتالى نحتاج رؤية تعكس الواقع التعددى المصرى .. وفى خلال الشهور الثلاثة المقبلة نضع رؤية إستراتيجية للشباب فى مصر ثم يقوم الشباب بوضع هذا الإطار وتقييمه ثم نستقى منهم الأفكار ثم نضع مؤشرات آداء لقياس هذه الرؤية ثم إعادة هيكلة الوزارة ثم تنظيم مؤتمر قومى للشباب .. والذين نجحوا هم الذين منحوا الشباب الحرية فى التفكير والابداع والخلق والابتكار واتخاذ القرار والشراكة فى القرار السياسي. وهناك نماذج وتجارب عالمية رائعة فى تركيا وجنوب إفريقيا وفى غزة عملوا انتخابات للمجالس الشبابية داخل هذا القطاع الذى يضم 1,5 مليون مواطن والشىء الآخر هو تمكين الشباب من إدارة منشئات الوزارة بالانتخابات الحرة النزيهة ولهذا ندشن مشروعا لتيسير اشتراكات الشباب وإسقاط الغرامات عليهم. ثم مشروع توظيف الشباب الذى تتبناه الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى ويقوم على عدة محاور منها ايجاد فرص عمل وعمل تشبيك بين فرص العمل المطلوبة والمتاحة سواء داخل الحكومة أو فى القطاع الخاص. وحتى نحل الأزمة يجب الاهتمام بالتعليم لأن مخرجات النظام التعليمى ليست لها علاقة بسوق العمل. والمطلوب الاهتمام بالتدريب المهنى والتحويلى والآن السمعة المهنية المصرية فى خطر ومطلوب أيضا تغيير ثقافة العمل. فى تقديرك لماذا تنجح الحملات والأنشطة الفردية التى يقوم بها بعض الأشخاص ويكون لها صدى أكبر من العمل الحكومى فى مجال الشباب ؟ الفكرة كلها فى قياس الأثر وبالتالى الكثير من الحملات تأخذ شو إعلامى أكثرمن حجمها أى أنها تأخذ بعدا إعلاميا أكثر من البعد الميدانى.