بعثت إسرائيل أمس برسائل سرية عديدة "بواسطة طرف ثالث" وأخري علنية. تطمئن فيها كلا من إيران وحزب الله اللبناني. بأن تدريباتها العسكرية الضخمة الجارية حاليا. ما هي إلا تدريبات سنوية تقليدية. ذات طابع دفاعي وليست هجومية. وليست موجهة إلي إيران أو إلي لبنان. في أعقاب ما سمته "التوتر العالي في طهران وبيروت". وقال مصدر إسرائيل. إن الهدف من الرسائل هو منع استنتاجات مغلوطة حول نوايا إسرائيل في ضوء الأزمة التي يمر بها "حزب الله" والنظام السوري. وفي ضوء احتمال توقيع الدول العظمي علي اتفاق نووي مع إيران. وذكرت المصادر أن تقديرات أوروبية لاحظت في الآونة الأخيرة: "حالة التوتر التي تمر بها طهران وقيادة حزب الله". وينبع هذا التوتر من التقديرات التي تشير إلي أن إسرائيل قد تستغل الأوضاع في سورياولبنان من أجل "ضرب عصفورين بحجر واحد". وتخريب التوقيع علي اتفاق نووي مع إيران. واستغلال المناسبة نفسها. لإزالة التهديد الذي تشكله آلاف الصواريخ التي يمتلكها تنظيم حزب الله عن كاهل الجبهة الداخلية في إسرائيل. وقد بدأت هذه المخاوف تتصاعد بشكل خاص. عشية بدء التدريب العسكري الأكبر في إسرائيل "نقطة تحول 15". أما سبب ازدياد المخاوف. فهو وجود تدريب عسكري كبير لسلاح الجو الإسرائيلي. وسلاح البر وسلاح البحرية. ويحاكي هذا التدريب الكبير حربا كبيرة علي إسرائيل من الجبهة الشمالية وحدها أو من جبهات عدة في آن واحد. وقالت المصادر الأوروبية إن وكالات الاستخبارات الإيرانية والسورية وحزب الله. لاحظوا التحضيرات التي قامت بها إسرائيل عشية بدء التدريب. وعلي ما يبدو. فإن هذه الوكالات تقدر أن إسرائيل تستعد لشن هجوم مفاجئ. وإن الإيرانيين وحزب الله لا يخفون مخاوفهم من احتمال قيام إسرائيل بشن حرب مفاجئة. وعمليا فهم يصرحون بذلك بشكل علني أيضا. وعلي سبيل المثال. صرح رحيم صفوي. مستشار الأمن القومي الخاص بالمرشد الأعلي للجمهورية الإيرانية علي خامنئي. الأسبوع الماضي. بأن لدي حزب الله 80 ألف صاروخ وقذيفة بمقدورها تدمير تل أبيب وحيفا. إذا تجرأت إسرائيل علي ضرب لبنان. وكذلك أيضا. ألقي الأمين العام لحزب الله. حسن نصرالله. خطابات في ثلاث مناسبات في الفترة الأخيرة. الأمر الذي يشير إلي ارتفاع منسوب التوتر في معسكره وفي صفوف قيادات حزبه. وخلال هذه الخطابات لم يركز نصرالله علي إسرائيل لكنه في خطابات سبقت الذكري السنوية للانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان. تحدث عن إسرائيل بشكل خاص. وتشير التقديرات إلي أن حزب الله لا ينوي في هذه المرحلة. ضرب إسرائيل. وأن جميع اهتماماته حاليا تنصب علي محاربة تنظيم داعش. وتري أوساط إعلامية في تل أبيب. أن المخاوف المتمثلة في استغلال حالة عدم الاستقرار في المنطقة باتت تقلق الإسرائيليين وحزب الله بالمقدار نفسه. كما تتخوف مصادر إسرائيلية من قيام حزب الله. بخطوة يائسة بموجبها يقوم الحزب بتوجيه ضربة لإسرائيل من أجل تحييد النقاش الداخلي حول الهزائم التي مني بها حزب الله داخل سوريا ومقتل المئات من مقاتليه علي الأراضي السورية. وفي ضوء ذلك. قامت إسرائيل بنقل رسائل واضحة ومكشوفة من خلال قنوات دبلوماسية في لبنان وبطرق غير مباشرة إلي إيران. بأن التدريبات التي تجري في إسرائيل هي لأهداف دفاعية فقط وهي لا تمثل أي تغطية لأي نوايا متعلقة بشن حرب علي إيران أو حزب الله..