في غمرة تداعي الأحداث. وانشغالنا. أو إشغالنا بالغث والسمين من الوقائع والتطورات. تلاشت في الظل. وانزوت في كبد الظلام. واقعة علي أعلي درجات الخطورة. لم أقرأها إلا في مربع صغير. مزوي في ركن من أركان إحدي الصحف اليومية "الأهرام. 5 مايو الماضي". أما باقي إعلام "التوك شو" التافه. والطبل والزمر. والجن والعفاريت. فقد جعل ودناً من طين وأخري من عجين. والأكثر مدعاة للدهشة. أن الإعلام أو الإعلان الحكومي ايضا. والذي لا أتصور أن لديه من القضايا والهموم ما هو أشد أهمية من قضية الإرهاب: جرائمه ومكافحته. لم ير في هذه الواقعة ما يستحق الاهتمام. ولا حتي في وزارة الخارجية. والإعلام الرسمي الموجه للخارج. شعر بأهميتها. أو أدرك أنها توفر له فرصة سانحة لكشف الإرهاب الذي يهدد بلادنا. ويضرب استقرارنا. ويسيل دماء أشرف بنينا! والواقعة التي أشير إليها هي قيام حثالة تنظيم "بيت المقدس" الإرهابي بتفخيخ مدرسة أطفال اسمها مدرسة "الظهير الابتدائية". بقرية "الظهير" التابعة لمدينة "الشيخ زويد" بسيناء. والهدف من هذه العملية الدنيئة هو "تفجير المنطقة". وقتل مدنيين أبرياء لإلصاق الجريمة الخسيسة بالجيش المصري. وبما يسمح بدق إسفين بينه وبين مواطني المدينة والمنطقة بكاملها! ولحسن الحظ أن القوات المسلحة استطاعت التدخل في الوقت المناسب. فسارعت إلي تأمين المنطقة. وإخلاء السكان من المنازل المحيطة. وكذلك إخلاء المدرسة من التلاميذ الصغار. قبل تفكيك العبوات الناسفة. التي كانت تحزم المدرسة بالكامل. حتي تسني لها إنهاء الأزمة بنجاح! ولو. لا قدر الله. انفجرت هذه الأحزمة الناسفة في الأطفال الصغار. والمواطنين. القاطنين والساعين. في المناطق المحيطة. لحدثت مذبحة دامية لأبرياء لا ذنب لهم. كانوا سيسقطون بيد مجموعات من القتلة الأسافل. لا دين لهم ولا ملة. إلا شرعة الدم والخراب. وشريعة الدمار والغاب. يعتاشون علي القتل. ويمتهنون إشاعة الخوف والترويع. ولا يراعون ضميراً. أو يضعون في اعتبارهم قيمة أو مبدأ. فالقتل دينهم. والإجرام الخسيس وسيلتهم. ولا ينتظر منهم إلا النار والخراب! والآن لدي سؤال أوجهه إلي من يعنيه الأمر: لماذا لم يتم إلقاء الضوء علي هذه الجريمة الشنيعة. التي كانت كفيلة. حال إعلانها. بهز الضمير النائم. وكشف عورات المدافعين عن جماعات الإرهاب. والتشهير بهم في كل محفل. حتي في عقر دار المدافعين عن إجرامهم ووحشيتهم؟! لماذا لم تتجه وزارة الخارجية. والهيئة العامة للاستعلامات. المعنية بالدفاع عن المواقف المصرية. في الخارج. إلي بلدان العالم أجمع. بصور هذه الفعلة الشنيعة. مع توضيح للنتائج الكارثية التي كانت ستنجم عن انفجار هذه العبوات الناسفة في أجساد الآلاف من الأطفال والمواطنين الأبرياء؟! ولماذا لم تتم مخاطبة الأممالمتحدة. وأجهزتها المعنية بالطفولة. كمنظمة "اليونسيف". وغيرها. لدعوتها إلي اتخاذ موقف يدين هذه الجريمة والجماعات الإرهابية التي تقف خلفها؟! ولماذا لم يتم استغلال هذه اللحظة السانحة في عقد مؤتمر صحفي عالمي. يستضاف فيه بعض الأطفال الذين كانوا معرضين للموت. مع ذويهم. حتي يسمعوا العالم صوت البراءة التي حاولوا اغتيالها. وهي تعري الضمائر الميتة. ولكي يخاطبوا الرأي العام العالمي. ووسائل "الميديا" العالمية. فاضحين موقف الولاياتالمتحدة والغرب وتركيا وقطر. وغيرها من ممولي وداعمي وحماة الإرهاب. أمام شعوبهم ودافعي الضرائب في دولهم؟! أسئلة كثيرة وعلامات استفهام كثيرة. تشير كلها بلا مواربة. إلي أن الكثير من أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية. ليست بعافية. وغير مهيأة مهنياً. ولا تملك اللياقة المناسبة. للتعامل بالكفاءة الواجبة. مع ما نجابهه من تهديدات وتحديات. ومؤامرات وجرائم. تقوم بها عصابات "الإرهاب المعولم". الذي تقف وراءها أجهزة مخابرات وجهات عالمية. وممولين كبار. يناصبوننا - علناً - العداء. ولا يخفون عزمهم الذي يعلنونه. ليل نهار. علي إسقاط الدولة المصرية. وإشاعة الفوضي والدمار. ويفسدون في الأرض. ويبتغون لمصر وشعبها الشر والخراب! لا يمكن تصور الفوز في حربنا المصرية ضد الإرهاب. التي يخوضها الجيش والأمن. ويسقط كل يوم العشرات من الشهداء والجرحي فيها. بينما باقي مؤسسات وأجهزة الدولة: كل في واديه. يغني علي ليلاه! لا وقت يمكن السماح بضياعه. هذا حديثي لمسئولي الدولة وفي مقدمتهم رئيس البلاد. فالوطن في خطر. وأخطر ما فيه أن يده اليمني. للأسف الشديد. لا تريد أن تشعر بالسم الزعاف الذي يسري في مجري الدم ليدها اليسري!