وإذ تناولنا في المقال السابق أن المؤتمر العالمي "مصر المستقبل" الذي انعقد بمدينة السلام "شرم الشيخ" وحقق نجاحا متفوقا وممتازا مع مرتبة الشرف الأولي.. قد صدرت عنه رسائل ست موجهة إلي العالم.. واليوم أقول إن هذا المؤتمر التاريخي قد صدرت عنه وتوثقت فيه شهادات ثلاث: الشهادة الأولي "شهادة وجود": هي شهادة حق توثق وتؤكد عمق إيمان وشدة إخلاص وسداد رأي وثاقب رؤية قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.. دولة الإسلام النموذج.. هذه القيادة العظيمة التي أثق في أنها تري بنور الله.. مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن فإنه يري بنور الله".. وكيف لا.. وهذا المؤتمر التاريخي الباهر وغير المسبوق.. إنما كان الفضل فيه بعد الله تعالي إلي العاهل الراحل العظيم المغفور له بإذن ربه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه.. الذي دعا إلي عقد هذا المؤتمر.. لدعم ومساندة ومؤازرة مصر وتنمية اقتصادها.. قائلا إن من يلبي دعوته فهو أخ وصديق.. وأما من يتخلف فليس منا ولن يجد من يسانده إذا حلت به ضائقة.. ثم حظيت الدعوة إلي هذا المؤتمر بإصرار ودعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. حبيب مصر والمصريين.. وحكيم العرب والمسلمين.. الذي يسير علي نهج الفارس البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. الذي أوصي أبناءه البررة بمصر.. والذي كان من أقواله المأثورة: "إننا آل سعود لسنا ملوكا وإنما أصحاب رسالة. رسالتنا الإصلاح والدعوة إلي الإصلاح".. ثم بورك المؤتمر كما قلنا آنفا بتشريف وحضور دائم لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد خادم الحرمين الشريفين.. الذي دوت قاعات المؤتمر بكلماته المشرقة التي تؤكد وتوثق التحام مصر والمملكة العربية السعودية وتعلن علي الدنيا استمرار دعمها ومساندتها مساندة مطلقة وبغير حدود. وأن أمن واستقرار مصر هو الهدف الاسمي للملكة العربية السعودية. ولقد كانت المملكة العربية السعودية. بقيادتها الحكيمة الرشيدة هي صاحبة العرس.. وهي النجم الساطع الذي تلألأ في سماء شرم الشيخ.. بل في سماء مصر كلها. من أقصاها إلي أقصاها.. إنها شهادة حق صدرت بلسان حال المؤتمر توثق وتؤكد أن مصر والسعودية هما معا كيان واحد وهما قلب الأمة النابض وأمل العروبة والإسلام. ومع المملكة العربية السعودية.. جاءت الإمارات العربية المتحدة التي تعطي حبا في مصر دعما ماديا ومعنويا لا حدود له.. وتنشئ علي أرض مصر من عظيم المشروعات.. تماما كما لو كانت تنشئها علي أرض الإمارات.. شهامة ومروءة وبذلا وعطاء.. سيرا علي نهج الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. طيب الله ثراه وأكرم مثواه. الشهادة الثانية "شهادة ميلاد": هي شهادة ميلاد جديدة تثبت أن مصر قد عادت بقوة لتحتل مكانتها اللائقة بها في الجماعة الدولية.. وأنها اليوم فعلاً وواقعاً تحظي بتقدير واحترام وإعجاب معظم دول العالم.. ذلك أنها قد ظفرت بقيادة حكيمة رشيدة استدعاها الشعب وكلفها بتولي أموره.. هو الرئيس عبدالفتاح السيسي.. ومعه عادت مصر وبقوة إلي قارتها الأفريقية لتحتل منها مكان القلب من الجسد.. وعادت أيضا وبقوة واستعادت ثقة شقيقاتها دول حوض النيل.. تماما كما أنها كذلك بالنسبة لأمتيها العربية والإسلامية.. نعم إنها شهادة ميلاد جديدة لمصر الحضارة والنضارة والقيادة والريادة.. والمجد التليد. الشهادة الثالثة "شهادة وفاة": هي شهادة وفاة وهلاك لعصابات الخيانة والغدر والترويع والتخريب والإرهاب وعتاة الإجرام.. شهادة بتمام تدمير خططهم الشيطانية ومؤامراتهم الإجرامية وتبديد ما لديهم من أحلام.. شهادة فشل ذريع وخيبة لمن يشجعونهم ويمولونهم ويحرضونهم من أعداء الإنسانية.. الذين يمثلون عارا في جبين البشرية.. لأنهم الخطر الداهم علي الأمن الدولي والسلام.