تقرير: سوريا تُبعد الفصائل الفلسطينية وتُسلّم أسلحتها استجابة لضغوط دولية وإسرائيلية    عمرو أديب: هناك حديث عن احتمالية إيقاف النشاط الرياضي بمصر وتعليق إعلان بطل الدوري    غرق شاب داخل حمام سباحة بالشيخ زايد    المركز الثقافي بكفر الشيخ يشهد عرض ملحمة السراب لفرقة دمياط    مستقبل وطن يعقد اجتماعا مع أمنائه في المحافظات لمناقشة خطة عمل المرحلة المقبلة    يد الأهلي بطلا لكأس الكؤوس الأفريقية بعد الفوز على الزمالك    إنقاذ شاب مصاب بطعنة نافذة بالقلب فى المستشفى الجامعى بسوهاج الجديدة    سبورت: خطوة أخرى على طريق ميسي.. يامال سيرتدي الرقم 10 في برشلونة    لتصحيح المفاهيم الخاطئة، الأوقاف تسير قوافل دعوية للمحافظات الحدودية    انخفاض القيمة السوقية لشركة آبل دون مستوى 3 تريليونات دولار    اليورو يهبط مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي    نيللى كريم تغنى وترقص مع تامر حسنى بحفله jukebox والجمهور يصفق لها    السفيرة نبيلة مكرم عن أزمة ابنها رامى: نمر بابتلاءات وبنتشعبط فى ربنا (فيديو)    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    «الوزير» يتفقد الخط الثاني للقطار الكهربائي السريع في المسافة من القاهرة حتى المنيا    بسبب توتنهام.. مدرب كريستال بالاس يكشف حقيقة رحيله نهاية الموسم    أسعار مواد البناء مساء اليوم الجمعة 23 مايو 2025    «مكنتش بتفرج عليها».. تعليق مفاجئ من الدماطي على تتويج سيدات الأهلي    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    اليونيسيف: الأزمة الإنسانية فى غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلاً عاجلاً    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    محافظ البحيرة: إزالة 16 حالة تعدي على أملاك الدولة بالموجة ال 26    عاجل|بوتين: مستقبل صناعة السلاح الروسية واعد.. واهتمام عالمي متزايد بتجربتنا العسكرية    يختتم دورته ال 78 غدا.. 15فيلمًا تشكل موجة جديدة للسينما على شاشة مهرجان كان    كم تبلغ قيمة جوائز كأس العرب 2025؟    «المشاط» تلتقي رئيس المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لبحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين    من مصر إلى إفريقيا.. بعثات تجارية تفتح آفاق التعاون الاقتصادي    مستشفى الحوض المرصود يطلق يوما علميآ بمشاركة 200 طبيب.. و5 عيادات تجميلية جديدة    بين الفرص والمخاطر| هل الدعم النفسي بالذكاء الاصطناعي آمن؟    القاهرة 36 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد غدًا    مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة: لا عودة للمستشفيات دون ضمانات أممية    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس "التنظيم والإدارة" يبحث مع "القومي للطفولة" تعزيز التعاون    أمين اتحاد دول حوض النيل يدعو للاستثمار في أفريقيا |خاص    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    تقديم الخدمة الطبية ل 1460 مواطنًا وتحويل 3 حالات للمستشفيات بدمياط    الزمالك يعلن جاهزيته للرد على المحكمة الرياضية بعدم تطبيق اللوائح فى أزمة مباراة القمة    صفاء الطوخي: أمينة خليل راقية وذكية.. والسعدني يمتلك قماشة فنية مميزة    جوارديولا: مواجهة فولهام معقدة.. وهدفنا حسم التأهل الأوروبى    البريد المصري يحذر المواطنين من حملات احتيال إلكترونية جديدة    ضمن رؤية مصر 2030.. تفاصيل مشاركة جامعة العريش بالندوة التثقيفية المجمعة لجامعات أقليم القناة وسيناء (صور)    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    ضبط مدير مسئول عن شركة إنتاج فنى "بدون ترخيص" بالجيزة    ننشر مواصفات امتحان العلوم للصف السادس الابتدائي الترم الثاني    "طلعت من التورتة".. 25 صورة من حفل عيد ميلاد اسماء جلال    بدون خبرة.. "الكهرباء" تُعلن عن تعيينات جديدة -(تفاصيل)    محافظ الجيزة: الانتهاء من إعداد المخططات الاستراتيجية العامة ل11 مدينة و160 قرية    وزير الزراعة يعلن توريد 3.2 مليون طن من القمح المحلي    زلزال بقوة 5.7 درجة يدمر 140 منزلا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 9360 حاجا من بعثة القرعة إلى مكة المكرمة وسط استعدادات مكثفة (صور)    الدوري الإيطالي.. كونتي يقترب من تحقيق إنجاز تاريخي مع نابولي    المشروع x ل كريم عبد العزيز يتجاوز ال8 ملايين جنيه فى يومى عرض    ترامب وهارفارد.. كواليس مواجهة محتدمة تهدد مستقبل الطلاب الدوليين    يدخل دخول رحمة.. عضو ب«الأزهر للفتوى»: يُستحب للإنسان البدء بالبسملة في كل أمر    ضبط 379 قضية مخدرات وتنفيذ 88 ألف حكم قضائى فى 24 ساعة    مصادر عسكرية يمينة: مقتل وإصابة العشرات فى انفجارات في صنعاء وسط تكتّم الحوثيين    دينا فؤاد تبكي على الهواء.. ما السبب؟ (فيديو)    خدمات عالمية.. أغلى مدارس انترناشيونال في مصر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها:فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 27 - 03 - 2015


فتحي الصراوي
أيد علماء الدين دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقيام بثورة من أجل الدين وليس علي الدين.. قالوا إن هذه الثورة تحتاج إلي إعداد جيد وتدريب للكوادر والعلماء والمثقفين لوضع الأطر الصحيحة التي تعيد الوعي للشباب وتوقف هذا المد الخطير من التطرف المسلح الذي يهدد العالم الإسلامي.
ذكروا أن الاستجابة لدعوة الرئيس تقتضي وقف معاول الهدم للقيم الدينية والأخلاقية عن طريق بعض الفضائيات غير المسئولة ومنع التطاول علي الرموز والثوابت الإسلامية الصحيحة.
أكد العلماء أن قيام فضائيات بتخصيص أوقات طويلة لغير المتخصصين للحديث في التراث الإسلامي وتعمد الإساءة لأعلام الفقه والحديث في الأمة وسبهم علانية عمل مشين يحتاج إلي وقفة لأنه يؤدي إلي مزيد من التطرف والعنف.طالب الدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بضرورة إصدار تشريع يجرم التعرض لرموز وثوابت الأمة وسبهم ويضع عقوبات لزجر المتطاولين عليهم دون علم أو فقه أو لغة.
وتساءل هل إجماع الأمة وعلمائها كل هذه القرون كان علي ضلال حتي يأتي من لا يستطيع أن يفرق بين الطهارة والنجاسة ليناقش بعض النصوص التي يخرجها عن سياقها ويدعي وجود أحاديث غير صحيحة ولا يعرفها غير الدارسين أو يسوق فهمها بشكل بعيد عن مقاصد اللغة ليثبت أن أعلام الأمة كانوا علي ضلال كل هذه السنين وأن كل الدراسات ورسائل الدكتوراه والماجستير العديدة التي بحثت في كتبهم ونهلت من علمهم كانت كلها خاطئة ومضللة حتي جاء المنقذ هذه الأيام لينقذ الأمة من ضلالها.
قال إن الدليل علي الجهل والتخبط هو هذا السباب المتواصل علي هؤلاء لقصور واضح في الفهم لأن العلماء الحقيقيين لا يسبون ولا يلعنون.
أضاف الدكتور جاد الرب أمين أن من المعروف عند العلماء أن القرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر وهو ماجاء عن طريق جمع عدد كبير يستحيل فيهم أن يتفقوا علي الكذب.
وجاء الحديث أيضا منه متواتر وهو أحاد.. والأخير يعني ما رواه أربعة عن أربعة أو خمسة عن خمسة وهو أنواع متعددة لايعرفها ولا يفرق بينها غير الدارسين والمتخصصين.
سألته ولكن لماذا كان البخاري ومسلم هما أصح الكتب في الحديث؟
أجاب: إنهما كذلك لأسباب عديدة وليس لأنهما معصومان لأنه لا عصمة إلا للنبي محمد صلي الله عليه وسلم.
أولا: إن البخاري ومسلم أتيا بأحاديث مختصرة جدا وأنهما قاما بانتقائها من انتقاء أصلا وخرج البخاري بأربعة آلاف حديث من 30 ألفا.. ولذلك قال ليس كل حديث صحيح أودعناه في كتابنا ولكن ما اتفقنا علي صحته.
ثانيا: لا يختلف اثنان من العلماء علي أن البخاري ومسلم وصلا أعلي درجة في الحفظ والفهم والاتقان.
ثالثا: إن الشروط التي وضعاها للأخذ من الرواة صعبة وشديدة وما لم تتوافر في أي حديث يتم تركه فورا مهما كانت الثقة في درجة صحته.
رابعا: إن كثيرا جدا من كبار العلماء والباحثين المتخصصين في عهود وأزمنة مختلفة أثبتوا بالأدلة صحة أحاديثهما ونحن واثقون من إجماع الأمة في قرون كثيرة خاصة أن علماء هذه الأيام بمن فيهم المتخصصون يعتبر علمهم نقطة في بحر العلماء الأقدمين.. فما بالك بالجهلاء بعلوم الفقه واللغةوالتفسير والحديث.
الفهم القاصر
خامسا: إن الأحاديث الواردة في البخاري ومسلم لا تتناقض لا مع القرآن ولا مع السنة.
ضرب الدكتور جاد الرب أمين مثلا بحديث "أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله".. إلخ.. وقال إن أحدهم شرح هذا الحديث علي الشاشة وأمام الملايين وادعي أنه يتناقض مع قول الله عز وجل لا إكراه في الدين.. وفهم العامة بالملايين أن الحديث خطأ وأنه يتعارض مع قيم الإسلام وأخذ الرجل يسب ويلعن في رواة الحديث بناء علي فهمه القاصر.. فمن يتحمل وزر ما يحدث أمام الله وأمام الأمة؟
قال إن الفهم القاصر للغة هو الذي يجعل غير المتخصصين يخطئون أخطاء رهيبة تسيء لأعلام الأمة لأنه لو كان دارسا لعرف أن أقاتل غير اقتتل وأن الأولي تعني المفاعلة أي تحتاج إلي شريك في القتال أما الأخري فإنها تعني القتل الفوري حتي لمن لم يقاتلوك وأن الحديث خاص بالنبي صلي الله عليه وسلم لأنه مأمور بالبلاغ عن ربه بنص القرآن "بلغ ما أرسل إليك من ربك" وأن المعني أنه مأمور بقتال وليس بقتل من يقف في طريق تبليغه الدعوة.. أي حتي يقولوا بلغنا لا إله إلا الله.. وتساءل ألا يقاتل العالم كله اليوم كل من يقف ضد ما يسمي حرية الرأي والتعبير حتي ولو كان خطأ.. حتي ولو كان سبا وليس رأيا أو فكرة.. فلماذا ارتضينا بذلك ولو كان ظلاما ورفضنا دعوة الرسول ولو كانت نورا؟
سألته ولكن لماذا نؤول الآية.. ولدينا قاعدة تقول إن ما لا يحتاج إلي تأويل خير مما يحتاج إلي تأويل؟
أجاب إن التأويل الصحيح في القرآن والسنة لا يعرفه أن تخصص كما أنه ضمن أسس اللغة العربية وعناصرها المهمة وضرب مثلا بقوله تعالي في سورة يوسف "أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يوسف أيها الصديق".
وقال إن المحذوف هنا كثير بعد قوله فأرسلون حتي الدخول علي يوسف ومخاطبته والإيجاز هنا ليس عيبا ولكنه بلاغة.
طالب الدكتور جاد الرب بالإسراع ببث قناة الأزهر حتي ترد بهدوء علي الجهل المتكرر في الفضائيات.. كما طالب بالتدريب والتثقيف الجيد لدعاة الأوقاف والاهتمام بهم ليتفرغوا للعلم والدعوة.. وقال إن هذا من العناصر الأساسية للثورة من أجل الدين.
الشيخ أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف أيد دعوة الرئيس بالثورة من أجل الدين وطالب بمواجهة الأفكار الإلحادية والإرهابية فكريا وثقافيا ووقف ما يسيء للإسلام وعلمائه في الفضائيات وتدريب الأئمة وتنقية التراث وتشريع قانون يجرم من يتحدث في الدين وهو ليس أهلا لذلك.
ذكر أن وزارة الأوقاف ستبدأ قريبا جدا في عمل برامج "بالقول" مع وزارة الشباب لتوعية طلبة الجامعات وتأهيل أطفال الشوارع وتدريب الأئمة علي طرق الحوار والتأثير والتواصل لخلق حالة من الوعي والتنوير الفكري.
الدكتور محمد نجيب عوضين رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة تساءل هل المسلمون في حاجة اليوم إلي إحداث ثورة في المفاهيم الدينية بعد ظهور الفكر الديني المغالي والمتأثر بالسياسة؟
أجاب بأن المسلمين اليوم في أشد الحاجة إلي توضيح المفاهيم الدينية الوسطية الصحيحة دون مساس بالهوية أو الثوابت أوالاستماع إلي دعوات تحويل مصر بلد الأزهر إلي دولة علمانية.
سياسات الأعداء
قال إن جهات أجنبية تستغل فهم بعض الشباب الخاطئ للدين وتمدها بالسلاح وتضع لها سياسات تخدم أعداء الأمة.. وأكثر ما يقع فيه هؤلاء الشباب المغالون هو محاولة تطبيق أحكام الشرع في غير موضعها وتفسير بعض آيات الجهاد ومعاملة المشركين في الزمن الأول للدعوة وفرض هذه الأحكام علي العالم اليوم وتطبيق فكر الجهاد علي المختلفين معهم في الفكر من المسلمين.. وهذه كارثة تؤذي الأمة كلها الآن في أماكن عديدة من بلاد المسلمين.
علي الجانب المقابل فإن تجاهل فكرة الجهاد الصحيح وتوجيهه للعدو يؤدي أيضا إلي التطرف والفهم الخاطئ لذات الفكرة لأننا لا نستطيع أن ننزع من المسلمين حقهم في الدفاع عن بلادهم مثل سائر العالم الذي يرفع السلاح في وجه كل من يهدد حدوده فلماذا نستثني بلاد الإسلام ويصف البعض الجهاد الصحيح بشروطه وضوابطه وأصوله بالتطرف الفكري؟
أضاف أن الفقهاء جعلوه فرض عين في بعض المواقف وفرض كفاية في مواقف أخري وجعلوا صاحب الإذن به ولي الأمر ومن مهامه الرئيسية أن يهييء الأمة للدفاع عن الوطن والدين.. ومن هنا لابد أن نفرق بين الجهاد الصحيح والجهاد المزعوم خاصة بعدما اختلف مفهوم دار السلم ودار الحرب عما كان عليه في صدر الإسلام.
قال الدكتور محمد نجيب عوضين إن من بين المهام الثقيلة لإحداث هذه الثورة الفكرية تنقية الكتب الأصيلة من بعض المسائل والفروع التي لم يعد لها مجال اليوم وهوما يسمي بالفكر الافتراضي حيث افترض الفقهاء مسائل ووضعوا حلولا لها ولكنها أصبحت اليوم مستحيلة الحدوث والتطبيق.. غير أنه لا يجب في هذا الصدد ترك غير المتخصصين للطعن في ثوابت الدين وأعلام المسلمين واقتطاع النصوص من سياقها والاستهزاء والسخرية منها مما يوغر صدر الشباب ويؤجج لديهم فكرة الانتقام.
كما طالب بتطبيق المباديء الإصلاحية العامة لخدمة الثورة من أجل الدين مثل المساواة والعدل والعدالة الاجتماعية ومراعاة الهوية ومواجهة حملات الإساءة إلي القيم وترويج الفحش بزعم الحرية بعد اجتياز الخطوط الحمراء في هذا الخصوص.. شدد علي ضرورة إيجاد آلية أو ميثاق شرف للإعلاميين لحماية الأخلاق الاجتماعية والمحافظة علي القيم والثوابت الدينية.
ذكر أن بعض الأفكار التي تحتاج إلي تصحيح فكرة الخلافة الإسلامية التي لا تتوافر شروطها ولا عناصرها الآن.. وفرضها بالقوة يحتاج إلي مواجهة فكرية أولا لمحو الأساس الفكري المغلوط لها.
أكد أن من أسباب وجود هذه الأفكار والجماعات أن الغرب يكيل بمكيالين ويقف دائما ضد تحقيق مطالب العالم الإسلامي والعربي العادلة ويعمم الحكم علي الإسلام من خلال تصرفات بعض المتطرفين مما يشجع ظاهرة الإسلام فوبيا.
طالب بتقوية المؤسسات التنويرية الفكرية والمؤسسات الدينية في بلاد المسلمين والتنسيق بينها لإحداث فكر متوازن يواجه شطط الشباب المتطرف دينيا ومغالاة بعض العلمانيين.
الدكتور عبدالكريم إبراهيم عوض صالح أستاذ علوم القرآن بكلية علوم القرآن بالأزهر أيد دعوة الرئيس التي تطالب بثورة من أجل الدين وطالب إذاعة القرآن الكريم بتخصيص برامج للرد علي الطاعنين بغير حق في رموز الإسلام وبيان وجه الحق فيما يثيرونه حتي لا يختلط الأمر علي الشباب.. كما طالب بضرورة وقف معاول هدم الأخلاق في المجتمع وتحويله إلي مجتمع إباحي لأن ما يحدث في الإعلام سيؤدي إلي رد فعل عكسي لا تحمد عقباه ولابد من زجر من يهدم التراث الأخلاقي والاجتماعي للأمة والإكثار من وسائل الوعي والإصلاح والتنسيق بين الأزهر والأوقاف في المجال الإصلاحي والدعوي وقال إن الهجوم علي الرموز والثوابت الدينية جريمة سواء أكانت هذه الرموز إسلامية أو غير إسلامية.
الأعلي للشئون الإسلامية بأثيوبيا
يشارك في مسابقة القرآن بالقاهرة
تفعيلاً لزيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لدولة إثيوبيا. قرر د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بالقاهرة دعوة وفد من المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بأثيوبيا لحضور المسابقة العالمية الثانية والعشرين للقرآن الكريم التي تجريها وزارة الأوقاف المصرية.
بلغ عدد الدول المشاركة في المسابقة حتي أمس ثلاثة وخمسين دولة وتبدأ فعاليات المسابقة في 18 أبريل القادم.
العلماء
الفضائيات مسئولة عن الفكر المتطرف.. وتشويه سماحة الإسلام
مطلوب إجراءات استثنائية.. ضد مشوهي الأديان
جمال حمزة
من وراء داعش..؟ ومن وراء الحرب علي الإسلام وتشويهه؟ ومن وراء إشعال الحروب بين المسلمين طوائف وجماعات..؟ حتي أصبح العدو يحقق هدافه من دون أن يطلق رصاصة واحدة.
يقول الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق والأستاذ بكلية دار العلوم إن من أهم أسباب انتشار الجهل الذي قاد الناس للخروج علي صحيح الدين.. هو الفضائيات التي أصبحت تستضيف أشخاصا لا علاقة لهم بالعلم الشرعي بصلة ويقوم هؤلاء بخداع الناس بعشرات المصطلحات ليؤثروا في الناس ويغسلوا أدمغتهم وهكذا ظهرت علي ألسنة المصريين بل والمسلمين بشكل عام مصطلحات غريبة ما أنزل الله بها من سلطان لا يدرك الأغلب الأعم من قائليها معناها الحقيقي وإنما يرددونها لأنهم سمعوها من خلال شاشات الفضائيات.. ولذلك أطالب بقوانين ولوائح تمنع استضافة الفضائيات لأي شخص من غير المنتمين للأزهر للحديث في شئون الدين.. فالدولة في وضع حرج يستلزم اتخاذ إجراءات وقرارات استثنائية فالشدة التي نعيشها اليوم تجبرنا علي اتخاذ أي إجراءات استثنائية بهدف خدمة الأمن القومي المصري والعربي والإسلامي.
وأكد د.طاهر علي ضرورة أن يشرف الأزهر علي خطة لنشر دروس الفقه الإسلامي في كل مكان في الجامعات والمدارس والمساجد والفضائيات ولابد أن نعي أن الفقه ليس وضوءًا وصلاة فحسب.
داعش.. والخوارج
وعن اعتبار داعش مثالا صارخا لخوارج هذا العصر يقول الدكتور لطفي السيد صالح الأستاذ بالأزهر الشريف: نعم خاصة وأن داعش خرجت عن صحيح الدين الإسلامي الحنيف وهي نتاج لفكر مغلوط وأيضا نتاج لتمويل يهدف لهدم الوطن العربي.. وهنا لابد أن نشير إلي خطر الترويج لمصطلحات غريبة مثل مصطلح الشرق الأوسط.. فالواقع يؤكد أن التاريخ الإسلامي بل والإنساني لم يعرف منطقة اسمها الشرق الأوسط ولا الشرق الأدني ولا الشرق الأقصي.. وهذه التسميات أطلقتها إنجلترا وفرنسا من أجل أن تبين الأقرب لها والأوسط والأبعد وهذه المصطلحات تكشف لنا بشكل أو بآخر من الذي يمول داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تريد بأوطاننا سوءًا.
ويضيف الدكتور لطفي صالح إن الخروج علي صحيح الدين بكل تأكيد أمر عرفته كل الأديان السماوية.. بل وحتي الأديان الوضعية شهدت أمورا مشابهة فنجد أن هناك بوذيين متطرفين وهندوسًا والجميع يعرف بمن فيهم مفكرو الغرب أن هناك متطرفين مسيحيين ومتطرفين يهودًا.
وقال د.لطفي السيد صالح إن الواقع يؤكد أن المسلمين هم أكثر الشعوب تعرضا لهجمات المتطرفين من الأديان الأخري.. وانظر إلي أحوال مساجد الهند التي تهدم بصورة يومية من البوذيين والسيخ وغيرهم من الطوائف.. وكذلك المسجد الأقصي وما يتعرض له من خوارج اليهود.
يقول الشيخ فايق محمد أحمد من علماء وزارة الأوقاف إن الله تعالي وضع في مقدمة حقوق الإنسان حق الحياة.. ذلكم الحق الذي لا يجوز لأحد أن يستبيحه أو ينتهك حرمته وليس من حق بشر أن يسلب حياة بشر آخر فالله تعالي هو واهب الحياة.. فلا يسلب الحياة إلا واهبها أو في حدود شريعته التي وضعها وهو وحده الذي يعلم ما يصلح عباده وما يفسدهم قال تعالي: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".. وأنا لا أقول إن الدماء خط أحمر بل الدماء خسران للدين والدنيا والآخرة لذا جعله المولي سبحانه وتعالي الجريمة الثانية بعد الشرك بالله.
أشار إلي أن الله وصف عباده بقوله: "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق".. ويقول: "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما".
وتساءل الشيخ فايق قائلا: هل هناك في القرآن أشد من هذا الوعيد.. ومن يستطيع أن يتحمل لعنة الله وغضبه؟ ومن يقدر علي عذاب جهنم.
وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حرمة الدماء في خطبة الوداع "أي يوم هذا.. قالوا الله ورسوله أعلم.. قال أليس يوم النحر ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.. قلنا بلي.. ثم قال أي شهر هذا ظننا أنه سيسميه بغير اسمه أليس شهر ذا الحجة قلنا بلي ثم قال أي بلد هي أليس البلد الحرام قلنا بلي قال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.. ثم قال ألا هل بلغت قالوا بلي: قال اللهم فاشهد ثم قال فليبلغ الشاهد منكم الغائب".
ماذا يريد العلماء من القمة العربية؟
جبهة موحدة لمواجهة الفكر المتطرف
تفعيل اتفاقية الدفاع.. وإنشاء السوق المشتركة
عبدالعزيز السيد
ماذا يريد العلماء من القمة العربية..؟
سؤال أجاب عليه العلماء أنفسهم بمطالب متنوعة منها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك والسوق العربية المشتركة ومواجهة تنظيمات العنف والإرهاب.
الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية يقول: إن مؤتمر القمة العربية القادم يحتاج قرارًا سياسيًا شجاعًا يعمل علي وقف نزيف الدم العربي الذي ملأ مدن وقري الدول العربية وهذا العمل يقتضي الاستجابة لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك من خلال إنشاء قوة عربية وجيش عربي مشترك لوقف المجازر من خلال داعش وأنصار بيت المقدس والحوثيين وغيرهم وليس الغرض من هذه الدعوة إثارة فتنة طائفية أو الوقوف ضد المذهبية وإنما تحقيق مقصد الإسلام وهو حرمة حق الحياة ووقف هذه المجازر الوحشية التي أساءت إلي الإسلام أبلغ إساءة والتي مزقت أوطان العروبة وهذا مطلب أساسي.
وأضاف د.الجندي أن المطلب المهم من خلال هذه القمة أن يتوافق القادة العرب علي توجيه خطاب مؤسسي واحد لإنهاء الفرقة وجمع الشمل من خلال المؤسسات الدينية في الأقطار العربية كالأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في السعودية ومختلف البلدان العربية والتأكيد علي إبراز سماحة الإسلام ودعوته إلي السلام والتعايش السلمي ونبذ الإقصاء وعدم قبول المخالف سواء في الدين أو المذهب أو الطائفة انطلاقا من أن الإسلام جاء لتكريس السلام لقول الله تعالي "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" وقوله تعالي لرسول الله صلي الله عليه وسلم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إنما أنا رحمة مهداة".
وقال د.الجندي إن الشعوب العربية تدعو الله تعالي أن تجتمع إرادات القادة العرب من أجل النهوض بالإنسان العربي والتأكيد علي التنمية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية والاتجاه نحو إنشاء محكمة عدل عربية لتصفية المنازعات بين أبناء العروبة والإسلام وإنشاء سوق عربية مشتركة لدعم التنمية الاقتصادية وتحقيق التكامل الاقتصادي العربي والإسلامي من أجل تحقيق التنمية والرخاء لكافة الشعوب العربية.
الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر يقول: إن من أهم أولويات هذه القمة وجود قرارات فاعلة علي أرض الواقع من أجل مواجهة الأفكار الهدامة والتنظيمات التي تثير الفتنة وتستبيح الدماء لإنقاذ الدول العربية من ثورات لا تنتهي من نفسها.. كما تحتاج القمة قوة علي أعلي مستوي تعمل علي توحيد مفهوم أمن قومي وتشكيل قوة عسكرية تحافظ علي وحدة أرض الدول العربية.
وأضاف د.فاضل أن جامعة الدول العربية والتي تضم 22 دولة ليست أقل من الاتحاد الأوروبي والذي يضم 26 دولة تحت اسم حلف الناتو علما بأن تأسيس الجامعة أقدم من الأمم المتحدة لذلك نحتاج من القمة القادمة إيجاد تكتلات أمنية وسياسية وعسكرية وثقافة كما ننتظر من القمة القادمة إيجاد تكتلات اقتصادية فعالة لها دور حقيقي في تنمية هذه الشعوب وما لم يحدث هذا فقل علي الدنيا السلام.
ودعا الدكتور فاضل قرارات الساسة العرب من الرؤساء والملوك في القمة القادمة التحول من القرارات النظرية إلي الجانب العملي ولا تكون قمة تصدر قرارات وتنفض وإنما نرجو تفعيل ما يصدر من القمة علي أرض الواقع لأن الشعوب العربية تنتظر منا الكثير والكثير حتي لا نعود إلي نقطة الصفر.
وأكد د.فاضل أن السوق العربية المشتركة حلم طال انتظاره لسنوات طويلة نأمل تفعيله حتي تشعر الشعوب بالرخاء كما نحتاج إلي قوة عسكرية تدافع عن الأرض العربية وتحميها من أي عدوان خارجي أيا كان هو من الشرق أو الغرب كما نأمل في تحقيق ما تم تسطيره علي الورق في القمم السابقة إذا أراد هؤلاء الساسة دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
وقال إننا في غني عن المنظمات الدولية الكبري التي لا تقدم شيئا ملموسا إلي الشعوب والدول العربية كما يجب أن تكون لنا قوة وصوت عال أمام هؤلاء الذين لا تحكمهم إلا مصالحهم السياسية الخاصة بهم.
الدكتور محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بجامعة الإسكندرية يقول: إن الأمة العربية بحاجة إلي جمع الصف العربي ليكون قوة ضاربة تستطيع مواجهة التحديات التي تحيط بنا من كل جانب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا وفي كل مناحي الحياة ونأمل للوطن العربي أن يكون قويا في كل التجمعات مثل الاتحاد الأوروبي والنمور الآسيوية وغيرها من التجمعات القوية.
وأضاف د.إمام إننا نأمل أن يعمل المجتمع العربي علي نشر مباديء الوحدة وتفعيل قواعد الميثاق العربي المشترك والنهوض بوحدة الاقتصاد العربي وتفعيل أعمال المحكمة الجنائية العربية.
ودعا د.إمام إلي مقاومة العالم العربي للفكر الإرهابي وفق خطة خاصة به وليس وفق أجندة غربية تستهدف استغلال القوة العربية وإنهاكها حتي تتمكن هي من استغلال موارد العالم العربي والإسلامي علي حساب الجيوش العربية كما نأمل في تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وكافة الاتفاقيات النائمة التي عفا عليها الزمن والآن أصبحنا في أمس الحاجة إليها الآن بعدما تكالبت علينا الأمم من كل حدب وصوب.
وقال د.إمام إن المرحلة القادمة تقتضي الوحدة ولم الشمل باسم الدين والعروبة حتي تشعر شعوب الأمة بالألفة والمحبة وتبادل المنافع في كل مكان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.