في الوقت الذي يحتفل فيه المصريون بعيد الأم وتجلس جميع الأمهات في انتظار هداياها من أبنائهم في فرحة وسعادة كان لأمهات شهداء الإسكندرية واقع آخر مرير بداخل المنازل التي اغلقت أبوابها علي ذكرياتهم فقط مع فلذات أكبادهم. "الجمهورية" تقابلت مع أهالي الشهداء والذين اكدوا أن مقابلة أصدقاء أبنائهم ومشاهدة البومات الصور هي الشيء الوحيد الذي يهون عليهم ما وصفوه بوجع القلب الذي أصبح انيسهم في وحدتهم. تقول بثينة إبراهيم والدة الطفل حمادة بدر والشهير ب "فتيل سطح سيدي جابر" إنها بعد رحيل ابنها الوحيد حمادة والذي كان يحضر لها هدية عيد الأم سنويا باتت تنتظر احتفال أصدقائه حيث يحاولون تخفيف حمل فقدانه ويحتفلون بالعيد معها بداخل غرفة حمادة. ويحضرون تورتة كبيرة موضوع عليها صورته حتي يكون حاضرا معها في يوم عيد الأم. وتضيف سنية والدموع تنهمر من عينيها أن اخر هدية لطفلها الوحيد كانت عبارة عن سلسلة مازالت تحتفظ بها وتعلقها في رقبتها وكلما لمستها شعرت بوجوده بجانبها. قائلة إن عيد الأم كان يعني لها الكثير بوجود ابنها الوحيد أمامها. أشارت إلي أن البوم صور حمادة هو الشيء الوحيد الذي يجعلها قادرة علي أن تكمل حياتها بعدها. حيث تفتح الألبوم من وقت إلي آخر لتشاهد صورا بمراحل عمره المختلفة وكيف كبر معها فتغمض عينيها وتتذكر الأوقات الجميلة التي قضوها سويا. ويضيف بدر الدين حسونة والد حمادة أنه يري في شباب مصر الجاد والقادر علي العمل والذي يسعي في تنمية بلده صورة لنجله الوحيد الذي كان يتمني أن يكبر معه ويكون سنده في الحياة. مشيرا إلي عيد أنه كان يتذكره في عيد الأم ويحضر له هدية له اسوة بما كان يفعل مع والدته. وتضيف نسرين محمد أم الشهيد إسلام والشهير بشهيد "كيلوباترا" انه كان يعمل دائما في شرم الشيخ لانه كان يعول المنزل ويسافر كثيرا من اجل جلب احتياجات الأسرة. ولكنه لا ينسي عيد الأم ليفاجئها دائما بمبلغ مالي يرسله لها عن طريق احد الاصدقاء وجواب مكتوب فيه "أمي الغالية لم أتمكن من الحضور للاحتفال معك بعيدك ياست الكل ولكن انت دائما في قلبي ومعي" مشيرة إلي أنه يطلب منها شراء هدية قيمة بهذه المناسبة بالمبلغ الذي اعتاد علي ارساله لها يوم عيد الأم. أضافت أنها لم تعد تشعر بطعم عيد الأم من بعده ولكنها تتعمد نشر عطره في المنزل لكي تشعر بوجوده مؤكدة أنها ستزور قبره لتخبره انها تفتقده في هذا اليوم وستقوم بوضع الورد علي القبر.