الاسلام اصبح مادة للجدل في اوروبا. الاوروبيون منقسمون ازاءه. اناس مع الاسلام وبقائه في اوروبا العلمانية التي تتسامح مع كل الاديان بما في ذلك الاديان غير السماوية وقلة قليلة تعتبر هذا الدين مصدر تهديد لاوروبا ويقولون ان المسلمين يميلون الي العنف. هذه القلة توصف باليمين الفاشي المتطرف وهي تعارض الاسلام وتخشي ان تتحول اوروبا باكملها الي هذا الدين وتتمني لو تم استئصاله من القارة العجوز. اوضح مثال علي ذلك حركة بيجيدا التي نشأت في مدينة دريسدن الالمانية وهي تعني وطنيين ضد اسلمة الغرب. وهذه الحركة تعتقد انه يجب طرد المسلمين من اوروبا نظرا لعددهم المتزايد الذي قد يحولهم لاكثرية في المسقبل. ورغم جهودها الكبيرة لم تجذب الحركة اكثر من 10 آلاف شخص في كل المانيا تظاهروا في مدن عدة ضد الاسلام. لكن الالمان سرعان ما ادانوا الحركة بعد ايام من تظاهرات بيجيدا فقد قام اكثر من 35 ألف الماني بمظاهرة مضادة مؤيدة للاسلام و في 5 يناير اطفأت كاتدرائية كولونيا الانوار احتجاجا علي عنصرية بيجيدا وشاركت مستشارة المانيا انجيلا ميركل في المظاهرة المناهضة لحركة بيجيدا وقالتها صريحة ان الاسلام جزء من المانيا. وتم اتهام زعيم حركة بيجيدا لوتس باجمان بالكراهية والعنصرية فاستقال من منصبه في الحركة. والنتيجة النهائية ان مظاهرات بيجيدا المعادية للاسلام جاءت بنتائج عكسية وعلق اكاديمي الماني بارز بالقول ان مظاهرات هذه الحركة حسنت علاقة الالمان بالاسلام وادت الي تراجع التمييز ضده في حدود ضيقة. السؤال هو هل يمكن فعلا اسلمة اوروبا كما يخشي بعض الاوروبيين؟ اذا اجبنا عن هذا السؤال من الزاوية التاريخية واستنادا الي معطيات الواقع نقول انه من المستحيل اسلمة اوروبا بالكامل الا اذا كان للقدر الالهي شأن آخر. تاريخيا دخل الاسلام اوروبا في القرن السابع الميلادي عن طريق الفتوحات ابان الدولة الاموية حينما اندفع المسلمون بقيادة طارق بن زياد نحو ما كان يعرف بشبه الجزيرة الايبيرية ¢ اسبانيا والبرتغال حاليا واقام المسلمون نحو ثمانية قرون اي 800 سنة ولم تتأسلم اوروبا بل خرج اخر المسلمين في عام 1492 وبقيت اوروبا علي مسيحيتها. الاسلوب الثاني الذي دخل به الاسلام اوروبا هو التوسع العثماني في ما يعرف بدول البلقان وجنوب شرق اوروبا اما الاسلوب الثالث فهو هجرة مسلمين خاصة من دول المغرب العربي وتركيا ونحن نعرف ان الفرنسيين انفسهم استعانوا بالجزائريين في اعقاب الحروب العالمية ليعملوا في المصانع والمزارع محل الفرنسيين الذين قتلوا في حروب عالمية مدمرة اودت بحياة ملايين الاوروبيين.