شهد عدد من المدن الألمانية مظاهرات حاشدة ضد أسلمة الغرب، وأخرى مضادة ضد التعصب الدينى والعنصرية، وذلك على الرغم من مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفض هذه الاحتجاجات. و نظمت حركة تعرف باسم "الوطنيون الأوروبيون المناهضون لأسلمة الغرب" أو "بيجيدا" المظاهرات التى شارك فيها نحو 18 ألف شخص - وهو أكبر عدد حتى الآن - فى الاحتجاجات فى دريسدن وفى برلين ومدينة كولونيا، فى الوقت الذى نظمت فيه مظاهرات مضادة من المحتجين المناهضين الذين يتهم حركة "بيجيدا" بإذكاء العنصرية وعدم التسامح. ولوح محتجو "بيجيدا" بالعلم الألمانى، ورفعوا لافتات تحمل شعارات مثل "نعارض التعصب الدينى وكل أنواع التشدد"، و"فى كولونيا، البطاطا بدلا من الشاورمة"، وذلك فى انتقاد ساخر يستهدف ذوى الأصول التركية الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة ملايين، ويشكلون أكبر جالية مهاجرة فى ألمانيا. وأصبحت الاحتجاجات حدثا شبه أسبوعى فى مدينة دريسدن بشرق ألمانيا منذ أكتوبر الماضى. وكانت ميركل قد حثت الألمان، فى كلمتها بمناسبة العام الجديد، الألمان على النأى بأنفسهم عن المحتجين المناهضين للمسلمين، قائلة إن قلوبهم مملوءة بالكراهية. من جانبه، قال هايكو ماز وزير العدل الألمانى فى المظاهرة المناهضة ل "بيجيدا" فى برلين، إن"ألمانيا بلد يرحب باللاجئين والغالبية الصامتة يجب ألا تبقى صامتة، بل عليها أن تخرج إلى الشوارع وتعبر عن نفسها". وفى الوقت ذاته، ناشد هانز - أولاف هينكل، نائب المتحدث باسم حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليمينى المحافظ، حزبه بالابتعاد عن حركة "بيجيدا" المناهضة للإسلام. وقال هينكل لصحيفة "برلينر تسايتونج: "علينا عدم اتباع حركة بيجيدا، ولكن علينا إقناع الأشخاص العقلاء الموجودين فى صفوف المتظاهرين مع هذه الحركة ببرنامجنا". وتابع نائب المتحدث باسم الحزب المناوئ للاتحاد الأوروبى والمعارض لعمليات إنقاذ اليورو: "أتعاطف شخصيا مع حركة بيجيدا على نحو ضئيل".